دراسة: الشعور بالوحدة يزيد من خطر الإصابة بالخرف بنسبة تفوق 30%
أوضح الباحثون من خلال مراجعة حديثة شملت 21 دراسة طويلة الأمد أن الشعور بالوحدة يعتبر عاملَ خطرٍ رئيسي يزيد من احتمالية الإصابة بـ الخرف بنسبة تزيد عن 30%، بغض النظر عن العمر أو الجنس.
الشعور بالوحدة يزيد من خطر الإصابة بالخرف بنسبة تفوق 30%
ووَفقًا لما نشرته مجلة Nature Mental Health، أكد الباحثون أن هذه المراجعة، التي شملت أكثر من 600 ألف مشارك من مختلف أنحاء العالم، أظهرت ارتباط الوحدة بأعراض معرفية تسبق مرحلة تشخيص الخرف، مثل ضعف الإدراك والتدهور العقلي.
ويُعرّف الشعور بالوحدة بعدم الرضا عن العلاقات الاجتماعية المحيطة، إذ يرتبط هذا الشعور بمشاكل في اتخاذ القرار، الذاكرة، وعملية التفكير، لكن أعراض الخرف تتميز بكونها أكثر شدة، وتتداخل مع قدرة الشخص على أداء مهامه اليومية.
وأردف خبراء علم النفس أن الوحدة التي تعكس انفصال الفرد عن المجتمع، أصبحت الآن تُعتبر على نطاق واسع عامل خطر للإصابة بالأمراض، ومع ذلك تشير الدراسات إلى أن الشعور بالوحدة ليس سببًا مباشرًا للمرض.
وفقًا للدكتورة مارتينا لوشيتي، الأستاذة المساعدة بجامعة ولاية فلوريدا والمؤلفة الرئيسية للدراسة، قالت: الخرف يُعد طيفًا من التغيرات العصبية التي تبدأ قبل عقود من ظهوره سريريًا، ومن الضروري الاستمرار في دراسة العلاقة بين الشعور بالوحدة والأعراض المعرفية عبر هذا الطيف.
وأضاف الباحثون أن الأشخاص الذين يفتقرون إلى هدف في الحياة أو يشعرون بعدم وجود فرص للنمو الشخصي يواجهون تراجعًا نفسيًا قبل ثلاث إلى 6 سنوات من تشخيص ضعف الإدراك الخفيف.
وفي السياق ذاته، أوضحت نتائج الدراسة أن الشعور بالوحدة يزيد من خطر الإصابة بالخرف بشكل عام بنسبة 30%، ويرفع خطر الإصابة بمرض الزهايمر بنسبة 39%، ويزيد من احتمال الإصابة بالخرف الوعائي بنسبة 73%، إضافة إلى زيادة خطر الضعف الإدراكي بنسبة 15%؛ إذ إن مرض الزهايمر ينجم عن تراكم البروتينات في الدماغ، والذي يؤدي إلى موت الخلايا، بينما يحدث الخرف الوعائي نتيجة تلف الأوعية الدموية في الدماغ.
ومن جانبها، أشارت لوشيتي إلى أن هذه النتائج تسلط الضوء على أهمية تحديد مصادر الشعور بالوحدة لتعزيز الصحة النفسية والعقلية لدى كبار السن.
وأضافت الدراسة أن المشاركين كانوا إلى حد كبير من الدول الغربية، داعية إلى إجراء أبحاث إضافية تشمل بلدانًا ذات دخل منخفض، إذ تتزايد حالات الأمراض المرتبطة بالشيخوخة.
وعلقت لوشيتي قائلة: نحن نعلم أن معدلات الإصابة بالخرف في البلدان ذات الدخل المنخفض تتزايد، ويجب أن تركز الدراسات المستقبلية على جمع المزيد من البيانات من تلك البلدان لتقييم آثار الوحدة ضمن سياقات ثقافية مختلفة.
