الأحد 24 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

احتجاجات كازاخستان الدامية.. هل تقف الحرب الأوكرانية الروسية وراء الأزمة؟

احتجاجات كازاخستان
سياسة
احتجاجات كازاخستان
الخميس 06/يناير/2022 - 09:37 م

لا تزال العاصمة الكازاخستانية نور سلطان، وبعض المناطق الأخرى مشتعلة رغم برودة الجو داخل تلك البقعة الملتهبة، على خلفية احتجاجات عارمة اجتاحت البلاد، اعتراضًا على إلغاء الحد الأقصى لأسعار الغاز المسال، أعقبها فرض حالة الطوارئ، واستغاثات من الرئيس الكازاخستاني تطالب منظمة معاهدة الأمن الجماعي للتدخل في بلاده.

ويبدو أن المشهد الكازاخي سيتجه نحو مزيد من التصعيد، حيال تصاعد الأحداث بشكل متسارع خلال الساعات الفائتة، وما قد ينتج لا سيما بعد إعلان الدول الموقعة على منظمة معاهدة الأمن الجماعي بقيادة روسيا إرسال قوات داخل الأراضي الكازاخستانية.  

قوات حفظ السلام

الكاتب والإعلامي الأذربيجاني رضوان حسينوف، المتخصص في الشؤون الكازاخستانية، ومدير مركز تاريخ القوقاز، قال لـ القاهرة 24: بالتأكيد تثير الأحداث الأخيرة الجارية في كازاخستان قلقا كبيرا، مضيفًا أن معظم الخبراء وصفوا دعوة قوات حفظ السلام لمنظمة الدفاع الجماعي إلى كازاخستان لوقف الاحتجاجات بالخطوة الخاطئة.

وأضاف حسينوف: كما تعلمون أن هذه القوات تجمع جنود من بيلاروس وروسيا وأرمينيا وطاجكستان، وهذا يثير قلقا كبيرا لدى المجتمع الكازاخي والمجتمعات القريبة.

وتابع الكاتب والإعلامي الأذربيجاني: هذه مشكلة داخلية واعتبرها مشكلة بين النخب السياسية الداخلية ويجب حلها داخليا، ونأمل في أن تعود هذه القوات إلى حيث جاءت ويحل الشعب الكازاخي من جانبه مشكلته دون تدخل خارجي.

احتجاجات كازاخستان 

الكاتب الصحفي المتخصص في الشؤون الآسيوية والكازاخستانية، أبو بكر أبو المجد، قال لـ القاهرة 24، إن ما يجري في كازاخستان الآن نتاج للتراكمات الإصلاحية بالنسبة للقيادة السياسية الحالية، في الفترة الأولى وفي فترة رئيس كازاخستان السابق نور سلطان نزاربييف، ويدفع ثمنها الرئيس الحالي قاسم جومارت توقاييف، والذي يسعى إلى تعديل الأوضاع الاقتصادية في بلاده، والتي يدفع ثمنها الفقراء من الشعب الكازاخي الآن.

ضغط على روسيا في أوكرانيا

وأوضح المتخصص في الشؤون الكازاخستانية، أن استقالة الرئيس الأول لكازاخستان قبل عامين نور سلطان نزاربييف، جاء بسبب رؤيته المستقبلية لحجم الأزمة الكازاخية قبل حدوثها، لذلك قدم استقالته لتفادي الغضب الشعبي الذي يحدث الآن.

وأشار أبو المجد إلى أن ما يجري في كازاخستان ليس بعيدا عن التوترات بين روسيا وأوكرانيا، وحرب التصريحات الأخيرة بين روسيا وأوروبا قبل لقاء فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكي جو وبايدن، ومن ثم لا بد من وجود مساومات على الأرض حتى يتراجع الروس عن حربهم في أوكرانيا.

وتابع أن الشباب الكازاخي والشارع الكازاخي يريدون أيضا الخروج من حقبة كازاخستان الأولى التي بدأها الرئيس السابق، نور سلطان نزاربييف، بحثا عن أوروبا والديمقراطية التي بها، والابتعاد عن النموذج الروسي.

احتجاجات كازاخستان 

ولفت أبو المجد المتخصص في الشأن الكازاخي، إلى أن ما حدث أيضا في كازاخستان من حرق ونهب للممتلكات، تحديدًا بمدينة ألماتي الحاضنة الأولى للجاليات الروسية على أرض كازاخستان، بمثابة عقوبة للروس حيال تصعيد موسكو الأخير ضد أوكرانيا، ومن ثم فهي رسالة أوروبية وأمريكية لموسكو، بأن أوروبا لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه التصعيد الروسي في أوكرانيا، لذلك نؤكد أن ما جرى ليس نتيجة تظاهرات ضد ارتفاع الأسعار فقط، وإنما هناك من يستفيد من تلك الأحداث.

وأنهى المتخصص في الشأن الكازاخستاني حديثه، بأن كازاخستان وحلفاءها سيسيطرون على تلك الاحتجاجات في أقرب وقت، وإحكام القبضة على القرار السياسي والسيادي للرئيس الكازاخي قاسم جومارت توقاييف.

معاهدة الأمن الجماعي

احتجاجات كازاخستان 

في ذات السياق، قالت النائبة الروسية، أولغا كوفيتيدي، عضو اللجنة الدائمة للجمعية البرلمانية لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي، في تصريحات صحفية، إن استعادة السلام والأمن في كازاخستان ممكن فقط بمساعدة المنظمة.

وأضافت كوفيتيدي: من الواضح أنه فقط بمساعدة منظمة معاهدة الأمن الجماعي يمكن استعادة السلام والهدوء في كازاخستان الشقيقة، فالشيء الرئيس هو إحلال السلام. سوف نساعد في هذا.. المنظمة لن تسمح بإراقة الدماء هناك.

وتابعت النائبة الروسية، قائلة: بصفتي عضوا في اللجنة البرلمانية الدائمة التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي والمعنية بالمسائل السياسية والتعاون الدولي، أعتبر أنه من غير المقبول أن تقوم عصابات، بأعمال عنف ضد شعب كازاخستان وسيادة دولة كازاخستان، ومن الواضح أن للناس الحق في التظاهر السلمي، وللناس الحق في المطالبة بحماية حقوقهم وتنفيذ الحقوق والضمانات الدستورية، ولكن إذا ارتبطت بالعنف الخطير الذي له تداعيات على حياة وصحة الآخرين، فلا يعد هذا عملا مقبولا.

وأوضحت أنه من غير المقبول أن ترتبط الرغبة والمطالبة في الإصلاحات في البلاد بنهب المحلات التجارية، ونهب مطار ألما آتا، وإشعال النار ليس فقط في السيارات الخاصة، ولكن أيضا في سيارات الإسعاف. مضيفة: الناس مرعوبون وهم في منازلهم، وهناك معارك في الشوارع، بما في ذلك بالقرب من الوحدات العسكرية. من أين يحصل المدنيون في كازاخستان على الأسلحة والقنابل اليدوية والذخيرة الأخرى؟ بالتأكيد، هذه عملية مخطط لها ضد الناس، ضد كازاخستان.

حفظ السلام

دوليا، وفي إطار آخر المستجدات، أعلنت روسيا وحلفاؤها، الخميس، إرسال الكتيبة الأولى من قوات حفظ السلام إلى كازاخستان التي تشهد أعمال شغب فوضوية.

وقال هذا التحالف العسكري في بيان نشرته على تطبيق تليجرام المتحدثة باسم الدبلوماسية الروسية ماريا زاخاروفا: تم إرسال قوة جماعية لحفظ السلام من منظمة معاهدة الأمن الجماعي إلى كازاخستان لفترة محدودة من أجل ضمان استقرار الوضع وتطبيعه. وفق "فرانس برس".

وأوضح البيان أن القوات تشمل وحدات من القوات المسلحة لروسيا وبيلاروس وأرمينيا وطاجيكستان وقيرغيزستان الدول الخمس الأخرى الأعضاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي التي تهيمن عليها موسكو مع كازاخستان.

ولم يحدد البيان حجم القوات التي سيتم إرسالها لكنه قال إن الوحدة الروسية تضم أفرادا من القوات المحمولة جوا في البلاد.

وقال إن المهام الرئيسية للقوات: ستكون حماية المنشآت الحكومية والعسكرية المهمة ومساعدة قوات حفظ النظام على استقرار الوضع.

وأضاف أنه تم نقل القوات الروسية بطائرات عسكرية إلى كازاخستان، موضحًا أن الوحدات المتقدمة بدأت بالفعل في تنفيذ المهام الموكلة إليها.

وقبل ساعات، أعلن رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان أن مجلس منظمة معاهدة الأمن الجماعي قرر إرسال قوات لحفظ السلام إلى كازاخستان البلد العضو في المنظمة، على خلفية الاضطرابات الأمنية هناك.

وجاء القرار استجابة لمناشدة الرئيس الكازاخي قاسم جومارت توكاييف قادة الدول الأعضاء في المنظمة مساعدة بلاده في مواجهة أحداث العنف والعصابات الإرهابية التي تعيث ببلاده. حسب وصفه.

ماذا تعرف عن منظمة الأمن الجماعي؟

يشار إلى أن منظمة معاهدة الأمن الجماعي، حلف سياسي عسكري انبثق في الـ7 من أكتوبر 2002 عن معاهدة الأمن الجماعي المبرمة في الـ17 من مايو 1992، ويضم روسيا الاتحادية، وبيلاروس وكازاخستان وطاجكستان وقرغيزستان وأرمينيا.

وتتخذ منظمة معاهدة الأمن الجماعي من العاصمة الروسية موسكو مقرا لها، فيما تتناوب الدول الأعضاء على رئاسة المنظمة لولاية مدتها سنة واحدة.

وتتبنى المنظمة جملة من الأهداف في المجالين السياسي والعسكري، أبرزها ضمان الأمن الجماعي والدفاع عن سيادة وأراضي الدول الأعضاء واستقلالها ووحدتها، والتعاون العسكري والحفاظ على الأمن والسلم في المنطقة.

كما تهدف المنظمة إلى مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل، فيما يحظر ميثاقها على الدول الأعضاء استخدام القوة أو التهديد بها ضمن نطاق المنظمة والانضمام إلى أحلاف عسكرية أخرى، ويعتبر الاعتداء على أي عضو في المنظمة اعتداء على سائر أعضائها.

في سياق متصل، ذكرت وكالات أنباء روسية نقلا عن وزارة الداخلية في كازاخستان أن 12 من أفراد الشرطة والحرس الوطني قتلوا وأصيب 317 خلال الاضطرابات في عدة مناطق بالبلاد مع بدء الاحتجاجات.

إلى ذلك أفادت وزارة الصحة الكازاخية، وفق تقارير دولية، بأن أكثر من ألف شخص في مناطق مختلفة من كازاخستان أصيبوا بجروح نتيجة أعمال الشغب، منهم 400 نقلوا إلى المستشفيات، و62 يرقدون في العناية المركزة.

ووفق تقارير دولية، اقتحم المتظاهرون مطار ألماتي الدولي، وسيطروا أيضا على عدد من المقار الرسمية، من بينها مبنى البلدية.

وبالرجوع إلى بداية أزمة كازاخستان قبل أيام، تحديدا السبت الماضي، نجد أن حكومة عسكر مامين قررت إلغاء الحد الأقصى من أسعار الغاز المسال، وفي اليوم الثاني، تفجرت الاحتجاجات، إذ خرج الآلاف في شوارع مدينة جناوزين، مركز صناعة النفط في كازاخستان.

احتجاجات كازاخستان 

وطالب المحتجون بخفض أسعار غاز البترول المسال إلى النصف من 120 تينجي (0.27 دولار) للتر الواحد إلى نفس مستوى أسعار العام الماضي، وفق رويترز.
وسرعان ما امتدت الاحتجاجات في كازاخستان، حيث وصلت إلى ألماتي العاصمة الاقتصادية، وشهدت أكتاو عاصمة إقليم مانجيستاو احتجاجات مماثلة.

وتعتبر الاحتجاجات غير مسبوقة في البلاد، التي تحكم بقبضة حديدية، فبرلمانها يخلو من المعارضة، ويعتبر أي تحرك في الشارع غير قانوني، إلا إذا قدم منظموها إخطارا بها مقدما.

ومع اتساع رقعة التظاهرات، اضطر الرئيس قاسم توكاييف إلى إقالة حكومة سكر مامين، وأعلن حالة الطوارئ في البلاد، كما أعلن أنه تولى رئاسة مجلس الأمن في البلاد، بعد عزل الزعيم السابق المخضرم نور سلطان نزارباييف من هذا المنصب، ووعد بالرد بأقصى درجات الصرامة على احتجاجات ارتفاع الأسعار.

ووجه توكاييف حكومة تصريف الأعمال وحكام الولايات بضبط أسعار الوقود وتوسيع نطاق ذلك ليشمل بقية أنوع الوقود والسلع "المهمة اجتماعيا"، وغير ذلك من الإجراءات.

وللغاز المسال أهمية كبيرة في كازاخستان، إذ إن كثيرا من السكان حوّلوا سياراتهم من البنزين إلى الغاز نظرا لرخص ثمنه.

ويبلغ عدد السكان كازاخستان. 19 مليون نسمة، ويعد النفط والغاز من أبرز صادرات البلاد التي استقلت عن الاتحاد السوفيتي عام 1991، وتقع في آسيا الوسطى.

تابع مواقعنا