الأربعاء 27 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

التعايش مع أزمة كورونا والاستفادة منها!

القاهرة 24
الخميس 30/أبريل/2020 - 04:53 م

قامت دراسة حديثة لإحدى جامعات سنغافورة برسم ملامح لانتهاء “جائحة” كورونا، وذلك اعتمادا على البيانات الرسمية في عدد من دول العالم، وبالنظر إلى طبيعة ومعدلات انتشار الفيروس ودورة حياته، وفي هذا السياق فقد أشارت الدراسة إلى أن هنالك العديد من الدول التي تجاوزت ذروة انتشار الفيروس كدولتي لبنان والأردن، وهنالك دول أخرى ستتجاوز ذروة انتشار الفيروس مع قدوم شهري مايو ويونيو على أقصى حد، كدول مصر والسودان والإمارات والكويت والسعودية، وستنتظر قطر حتى مطلع يوليو حتى تتجاوز ذروة انتشار الفيروس، أما إيران وتركيا فستنتهي ذروة انتشار الفيروس مع منتصف مايو حسب الدراسة، وهو نفس الوضع بالنسبة لمعظم دول أوروبا وكذلك بالنسبة لكل من الولايات المتحدة الأمريكية وكندا.

الملاحظ أن الدراسة أشارت إلى “انتهاء الجائحة” وليس “انتهاء الفايروس” وهو ما يقصد به انحسار وتحجيم الفيروس ومعدلات انتشاره، وليس القضاء على الفايروس بشكل كامل وانتهاء وجوده، وهو الأمر الذي أشار إليه علماء صينيون عندما ذهبوا إلى أن فيروس كورونا المستجد لن يتم القضاء عليه نهائيا وسيعود على الأرجح في شكل موجات موسمية مثل الإنفلونزا، وذلك في ضوء كون الفيروس يصيب بعض الأفراد دون أن يسبب لديهم أعراضا واضحة مثل الحمى، وذهب العلماء الصينيون إلى أن هذه الفئة التي تحمل الفيروس دون ظهور أعراض واضحة عليهم يجعلون من احتواء المرض بشكل كامل والقضاء عليه أمرا بالغ الصعوبة، لأنهم سيعملون على نقله دون أن تتم عملية الرصد بالنسبة لهم، على عكس فيروسات أخرى ك “سارس” الذي كان حاملوه يصابون بمرض وإعياء شديد، وعندما تم عزلهم تم السيطرة على الفيروس وايقاف انتشاره.

جدير بالذكر أن الفترات الماضية كانت قد حملت العديد من البشارات بشأن فيروس كورونا، فهنالك العديد من المؤشرات التي حملت دلالات جيدة ترتبط ببدء انحسار الفيروس، وعلى سبيل المثال فقد سجلت ايطاليا واسبانيا ثلث معدلات الوفيات التي كان يتم تسجيلها في ذروة انتشار الفيروس، كما أشارت العديد من التقارير إلى تصاعد قدرة المستشفيات في معظم دول العالم على العناية بالمصابين، بالإضافة إلى عودة الحياة بشكل طبيعي إلى بؤرة تفشي الوباء في الصين، هذا فضلا عن الدول التي أعلنت سيطرتها على الفيروس والتي كان آخرها نيوزيلاندا بالأمس، وهي الأمور التي أعقبها توجهات للعودة إلى الحياة بشكل طبيعي في بعض المدن والبلدان.

الحقيقة أن العالم بدأ يجد أسبابا كثيرة تدفعه باتجاه العودة إلى الحياة واستئنافها بشكل يتسم بالحيطة الشديدة والحذر، خصوصا في ضوء التداعيات الكارثية التي تتزايد يوما بعد يوم في ظل توقف الحياة، وهو ما جعل معظم الدول تتجه إلى ضرورة استئناف الحياة ولو بشكل تدريجي وجزئي والتعايش مع الوضع لحين الوصول إلى لقاح أو علاج للفايروس، لكن الأهم هو ما بعد انتهاء الجائحة وهذه الموجة، فلعل الأزمة الكبيرة التي عايشناها وعايشها العالم تدفع النظم السياسية في عالمنا العربي إلى تغيير نظرتهم في أمور كثيرة وتعديل أولوياتهم باتجاه تبني سياسات أكثر عقلانية وحكمة وعدالة تكرس اهتمامها من أجل منظومة البحث العلمي والصحة والتعليم والثقافة وتتتبنى نهج يدعم وجود منصات إعلامية وصحفية مستنيرة تعلي من القيم والأفكار التي ترفع الوعي وتصوبه، ويدفع باتجاه وجود مجتمع مدني قوي وفعال يواجه ما ستعجز أجهزة الدولةعن مواجهته ويكمل جهودها، وهو النهج الذي من شأنه ان يعالج اشكاليات كثيرة عكستها الأزمة ويدفع باتجاه وجود بعض الضمانات والآليات الفعالة التي تضمن التعاطي بالشكل الأفضل مع أي جائحة مماثلة في السنوات المقبلة.

تابع مواقعنا