لوسي داف جوردن والشيخ يوسف الحجاجي.. قصة تواصل ثقافي وإنساني في القرن التاسع عشر
يحتفل أهالي الأقصر اليوم الجمعة، بذكرى ميلاد أحد أهم وأكبر أقطاب الصوفية وعلماء الأزهر الشريف الشيخ يوسف الحجاجي والذي أثرى الحياة الدينية والثقافية بها في القرن التاسع عشر، وما زال مسجده العامر بمنطقة الكرنك شمال مدينة الأقصر والذي يحوي ضريحة منارة للعلم والعلماء وأهالي المدينة.
وأبدت الكاتبة الإنجليزية لوسي داف جوردن إعجابها بالشيخ يوسف الحجاجي بهيئته ورقته وبساطته، باعتباره شخصية بارزة ألهمت الكثيرين بفهمه العميق للإسلام وأسلوبه الفريد في الحوار.
الكاتبة الإنجليزية تتعلم العربية من إمام التصوف
عاشت لوسي داف جوردن في الأقصر بين عامي 1862 و1869، حيث تعرّفت على الشيخ يوسف الحجاجي وطلبت منه تعلم اللغة العربية، ولم تقتصر العلاقة بينهما على التعليم، بل امتدت إلى نقاشات ثقافية ودينية أثرت في كتاباتها، خاصة في كتابها الشهير رسائل من مصر.
كانت لوسي على صلة وثيقة بأسرة الحجاجية، إحدى العائلات البارزة في الأقصر، وتعرّفت على الشيخ يوسف أثناء إقامتها في بيت فرنسا المطل على نهر النيل ومعبد الكرنك، حيث كان يعمل كاتبًا في القنصلية الإنجليزية، وهذه العلاقة شكّلت جزءًا مهمًا من تجربتها الإنسانية في مصر.
رسائل من مصر: صورة إنسانية عن القرن التاسع عشر
من خلال رسائلها التي نشرت لاحقًا تحت عنوان رسائل من مصر، قدمت لوسي صورة نابضة بالحياة عن المجتمع المصري آنذاك، وعبّرت عن تعاطفها الكبير مع الفلاحين المصريين، مشيرة إلى معاناتهم تحت الحكم العثماني، كما وثّقت تجربتها الإنسانية مع أسرة الحجاجية، التي قدّمت لها الدعم في أوقات الأزمات.
الحجاجية: داعم إنساني وسط التحديات
واجهت لوسي تحديات عديدة أثناء إقامتها في الأقصر، منها التهديدات الأمنية الناتجة عن الاضطرابات السياسية في المنطقة، لكنّ دعم أسرة الحجاجية كان له دور كبير في شعورها بالأمان والاستقرار، ما جعلها تعتبرهم عائلتها البديلة في الغربة.
التفاعل الثقافي بين الشرق والغرب
تُعد العلاقة بين لوسي داف جوردن وأسرة الحجاجية مثالًا بارزًا على التفاعل الثقافي الإيجابي بين الأجانب والمجتمع المحلي في مصر خلال القرن التاسع عشر، وتلك العلاقة لم تكن مجرد صداقة، بل تجربة إنسانية أثرت في فهم لوسي العميق للثقافة المصرية وأغنت كتاباتها للأجيال القادمة.
