السبت 18 يناير 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

ثورة رجب في الإذاعة

الجمعة 17/يناير/2025 - 09:57 م

دائما ما يتفنن المصريون في صك الأمثال التي لن تجد لها نظيرا في أي دولة بالعالم، وتكون الأمثال نابعة من مواقف حياتية وآلام قلبية غالبا، المصريون دائما يبدعون في تذمرهم على واقعهم بطرق مختلفة.

ومن هذا الأمثال التي لفتت نظري تزامنا مع ما يحدث في إذاعة القرآن الكريم منذ تولي الأستاذ أحمد المسلماني رئاسة الهيئة الوطنية للإعلام المثل القائل “ميعجبوش العجب ولا الصيام في رجب”، ولا أدري لماذا هناك أناس لا يعجبهم صيام رجب مع أنه من الأشهر المعظمة عند الله، لكن ربما حكمت “القافية” كما يقولون.

على مدار الأيام الماضية كانت إذاعة القرآن الكريم حديث غالبية المصريين لما لها من شعبة ومستمعين في أنحاء الجمهورية، وهذا إن دل فإنما يدل على أن هذا الشعب محب للقرآن وأهله، وأن كلمة “شعب متدين بطبعه” ليس مزحة أو حق يراد به باطل على الإطلاق مهما حاول المرجفون تصوير صورة سيئة عن واقع المجتمع المصري، ورغم كثرة القراء في المشرق والمغرب، إلا أن صوت المصريين لا يفوقه صوت آخر وهذا ما أثبتته الأيام وصدقت مقولة “القرآن نزل في مكة وقرأ في مصر”.

ومع تولي “المسلماني” المسؤولية أخذ قرارات ثورية داخل الإذاعة الأعرق في العالم بدأها بإلغاء الإعلانات التي اشتكى المستمعون منها مرارا وتكرارا على مدار سنوات مضت، إلى جانب إلغاء برامج نادى الكثير بإلغائها والخلاص منها ولكن لم تكن للمناداة أي استجابة، ثم أخيرا الخريطة الجديدة لإذاعة القرآن الكريم التي اعتمدت على كبار القراء والمبتهلين.

ما يتميز به المسلماني هو أنه مهني من المقام الأول ويسمع لنبض الشارع ويعرف ما يدور على ألسنة الناس، وبالتالي قوبلت قرارته بالترحيب الكامل، إلا فيما يخص القرار الأخير بشأن خريطة الإذاعة الغراء انقسم حوله بعض الناس ما بين مؤيد ومعارض، لكن هذا طبيعي من وجهة نظري لأن كل واحد من المستمعين له ذوق معين في قارئه المفضل، فهذا يحب عبد الباسط وآخر يحب المنشاوي وهكذا.

لكن العجيب هؤلاء الذين رأيتهم ينتقدون القرار الأخير وفي لحظة تناسوا ما هللوا لأجله من قرارات أخذها المسلماني، فجأة ودون سابق إنذار تحول الرجل من المحافظ على قيمة إذاعة القرآن الكريم إلى رجل لا يعرف عن القرآن وأهله شيئا، هؤلاء القوم الذين ينتقدون جبلوا على مخالفة أي إجماع، هم يجدون نفسهم في الانتقاد فقط، ليس هذا معناه أني موافق على استبعاد قراء لها صولات وجولات في قراءة القرآن، لكن القرار في مجمله صائب والكمال لله وحده، والإصلاح يبدأ بخطوة، ولسنا بعيدي عهد بالإذاعة وحالها الفترة الماضية، لكن ما زالت إعلانات دور الأيتام في آذاننا وقراء العزاءات لم يفارقونا بطرائفهم التي ملأت الدنيا ضجيجا، يكفي أن الله رحمنا منهم، فلا تكونوا عونا لهؤلاء الفسدة ضد الرجل ودعوه يتحرك بأريحية حتى لو اختلفتم فحنانيكم، لا تكونوا من هؤلاء الذين قال فيهم المصريون “ميعجبوش العجب ولا الصيام في رجب”.

الأمر الذي أتمناه حقيقة الفترة المقبلة هو عودة بث إذاعة شعائر صلاة الفجر من مساجد مصر الكبرى المترامية في جميع المحافظات، ولا نركن أبدا للإذاعة من رحاب مسجد “الوطنية للإعلام”، فالأمر أصبح مملا، إلى جانب تقليل وقت تحديث مذيع الربط واختيار المتمكنين في العربية، أعيدوا لنا أمجاد الأوائل أمثال فاطمة طاهر، وعلي طبوشة ورمضان المحلاوي ومحروس فرحات.. وغيرهم كثير.

 

تابع مواقعنا