خالد الجندي يرد على شبهات الملحدين حول اللوح المحفوظ
قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إنه يجب الفصل بين الحكمة والحق، فالحكمة شيء لا يدركه إلا الحكماء، بينما الحق نسبي ويختلف من شخص لآخر حسب تجربته وفهمه، لكن الله سبحانه وتعالى، في حكمته، قد يؤخر الحق حتى نكتشفه في يوم القيامة.
خالد الجندي يرد على إجابات بعض الملحدين حول ما كتب في اللوح المحفوظ
وأوضح الشيخ خالد الجندي، خلال تصريحات تليفزيونية، اليوم الأربعاء،: هناك أمثلة في القرآن تؤكد هذا المعنى، مثلما ورد في سورة البروج حيث تحدث عن المؤمنين الذين تعرضوا للقتل على يد الطغاة، وقال: 'والسماء ذات البروج، واليوم الموعود، وشاهد ومشهود، قتل أصحاب الأخدود'، تلاقى حد يسأل لماذا ترك الله هؤلاء المؤمنين ليقتلوا ويحرقوا؟ هل كانت هذه عدالة؟ بالطبع، هي حكمة إلهية لا نعلمها الآن، لكنها ستكون واضحة في يوم القيامة.
وأضاف الشيخ الجندي أن بعض الأشخاص الذين يتحولون إلى الإلحاد أو ينكرون الأديان يطرحون أسئلة مثل: لماذا خلقني الله لأفعل هذا؟ لماذا أكون مجبرا على أفعال معينة؟، نقول له ربنا يعلم ما كان وما سيكون، ولكن علم الله ليس إجبارا، بل هو علم شامل ومتسع، الله يعلم مسبقا ما سيحدث، ولكن هذا لا يعني أننا مجبرون على أفعالنا، هو علم مسبق، وليس قدرا محتوما.
وتابع بأن الفرق بين علم الله وقدرة الله: إذا كان الله يعلم كل شيء قبل حدوثه، فذلك لا يعني أنه يجبرنا على فعل شيء، بل هو علم الله المسبق بما سيحدث، وليس له علاقة بجبر الإنسان على أفعاله، يمكننا أن نفهم هذا بمثال بسيط: لو كان هناك شخصان يعملان في مؤسسة ما، وكان أحدهما خائفا لأن هناك كاميرات مراقبة في كل مكان، فقال لصاحبه: 'أنا خائف من الكاميرات!'، فرد عليه صاحبه قائلا: 'الكاميرات تسجل ما يحدث، ولكنها لا تراقبك لكي تجبرك على فعل شيء'، هكذا هو الحال مع علم الله؛ الله يعلم ما سنفعله، لكننا لا نجبر عليه.
واختتم: نحن لا ينبغي أن ننشغل بما يعلمه الله مسبقا، بل يجب أن ننشغل بما نفعله بأنفسنا من أعمال عبادة وأفعال طيبة، فما نحن عليه الآن هو اختيارنا، ونحن مسؤولون عن أعمالنا أمام الله.