الثلاثاء 05 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

غزة ورئيس أمريكا الجديد.. مَن الأفضل ترامب أم هاريس؟| تحليل

كامالا هاريس ودونالد
تقارير وتحقيقات
كامالا هاريس ودونالد ترامب
الثلاثاء 05/نوفمبر/2024 - 03:27 م

فتحت مراكز الاقتراع الأمريكية أبوابها لاختيار زعيم البيت الأبيض الجديد خلفًا لجو بايدن، فيما تواصل آلة الحرب الإسرائيلية الممتلئة بذخائر ومعدات أمريكية، قتلها وتدميرها في قطاع غزة لأكثر من عام؛ ما تسبب في استشهاد أكثر من 42 ألف فلسطيني غالبيتهم من النساء والأطفال، وذلك بدعم أمريكي من قِبل الإدارة الديمقراطية الحالية التي يترأسها جو بايدن، ونائبته كاملا هاريس، إحدى المنافسين في الانتخابات الرئاسية الحالية كمرشحة للحزب الديمقراطي، ضد منافسها الرئيس السابق مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب.

من الأفضل لغزة في الانتخابات الأمريكية الرئاسية 2024؟

ومع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر العام الماضي، يتطلع الفلسطينيون ومن ورائهم العرب إلى ما يمكن أن تؤثر به الانتخابات الرئاسية الأمريكية في مجريات الحرب، في حين يرى الدكتور أحمد جميل عزم أستاذ العلاقات الدولية في جامعة بيزرت ومستشار رئيس الوزراء الفلسطينية السابق، أنه لن يكون هناك تأثير فوري للانتخابات الأمريكية وما ستفسر عنه من رئيس جديد للبيت الأبيض، معللا ذلك بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لديه مخطط سياسي وعسكري بشأن غزة وسيواصله دون النظر إلى من يسكن المكتب البيضاوي في البيت الأبيض.

ويوضح عزم في تصريحات لـ القاهرة 24، أن كلا الحزبين الأمريكيين الديمقراطي والجمهوري لا يختلفان بشان القضية الفلسطينية برمتها وقطاع غزة بشكل خاص، وأن كلاهما سيسمحان باستمرار الحرب لحين التوصل إلى تفاهم، مرجحًا أن نتائج الانتخابات يمكن أن تؤثر على الحرب الدائرة في جنوب لبنان، والصراع الإسرائيلي الإيراني، مشددًا أن الحرب في غزة غير مرتبطة بتغيرات خارجية.

هاريس وترامب 

وفيما يتعلق بأفضلية ترامب وهاريس لقطاع غزة وما يجري داخله من حرب إبادة بحق الشعب الفلسطيني، يضيف مستشار رئيس الوزراء الفلسطيني السابق، أن ترامب لن يعارض في المدى الأبعد خطط نتنياهو، مثل ضمِّ مناطق جديدة إلى إسرائيل، كما حدث سابقًا خلال رئاسته لأمريكا، منوهًا إلى أن إسرائيل في غزة تتأثر بالعوامل الداخلية التي تتحرك لاستمرار الحرب لكن مع التوصل إلى صفقة تقضي بتبادل الأسرى والمحتجزين، مؤكدًا أن التحالف الدولي العربي الإسلامي هو من يمكنه أن يضغط على الولايات المتحدة الأمريكية ورئيسها المقبل، وأنه إذ لم تتأثر المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط لن يكون لها أي تدخل أو تصور قوي لوقف الحرب في غزة، وذلك يتمثل في أن الحزب الديمقراطي لديه تطلعات لإعادة ترتيب المنطقة، وَفقًا لرؤيته والتوصل إلى اتفاق دفاع مشترك والتوصل أيضًا إلى التطبيع بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل، لكن المملكة أعلنت أنها لن تطبع قبل التوصل إلى دولة فلسطينية، وهو ما يؤجل اتفاقا دفاعيا كبيرا.

انتخابات أمريكا لن تؤثر في غزة والحرب مستمرة

وهو ما يؤيده الدكتور هاني المصري، المدير العام للمركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الاستراتيجية بالضفة الغربية، مؤكدًا أن الرهان على الولايات المتحدة وأنها يمكن أن تغير من الالتزام بالدفاع عن إسرائيل حتى لو ارتكبت كل أنواع الجرائم ضد الفلسطينيين وغيرهم‎ رهان خاسر.

وأوضح المصري لـ القاهرة 24، أن الانتخابات هذه المرة تؤثر فيها عوامل خارجية، وليس العوامل الداخلية التي كانت دائمًا هي الحاسمة، فحرب الإبادة وتداعياتها الإقليمية والدولية تؤدي دورًا مهمًا في ظل التقارب الشديد بين المرشحيْن، لدرجة أن الصوت العربي إذا توحّد يمكن أن يساهم في فوز مرشح وخسارة آخر.

مرشحي الحزبين الديمقراطي والجمهوري وجهان لعملة واحدة

واستكمل، أن مرشحي الحزبين الديمقراطي والجمهوري وجهان لعملة واحدة ولا فرق بينهما؛ لأن الحزبيْن ملتزمين بدعم مطلق لإسرائيل ولا خلاف بينهما على ذلك، فيما يرى أن هاريس تعد أفضل الخيارات السيئة لقطاع غزة كونها تفضل الاتجاهات الأقل تطرفًا في إسرائيل، وتدعم بقاء إسرائيل كما كانت عليه في السابق، ولا تزال تؤيد التوصل إلى تسوية لصالح إسرائيل، سواء للصراع أو لحرب الإبادة، إذ تعطي بعض الحقوق والأرض والسيادة للفلسطينيين، وذلك ضمن مفهوم عند الحزب الديمقراطي بشأن ضرورة التركيز على الصين، وتبريد الملفات الأخرى، ودعم تسوية في الشرق الأوسط تمكنهم من تخفيف الوجود لصالح وكلاء آخرين، من ضمنهم وعلى رأسهم إسرائيل.

كاملا هاريس ودونالد ترامب

وأشار إلى أن  الجمهوري دونالد ترامب يعد الخيار الأسوأ لقطاع غزة والقضية الفلسطينية، كونه رفقة حزبه الجمهوري يدعم الاتجاهات الأكثر تطرفًا وعدوانية وتوسعية في إسرائيل، كما ظهر في حديثه عن أن إسرائيل دولة صغيرة بحاجة إلى توسيع، لذا سيدعم ضم أو بقاء السيطرة على شمال قطاع غزة لإسرائيل، كما اعتبر ترامب أن إدارة بادين تقيد يد إسرائيل في حربها ضد الفلسطينيين، وهو لن يفعل ذلك، محذرًا من اعتبار موعد الانتخابات الأميركية أو موعد استلام الرئيس الجديد موعدًا حتميًا لوقف العدوان في غزة أو لبنان، وأن ذلك مجرد احتمال من احتمالات عدة، ويتوقف أولًا وأساسًا على الميدان في فلسطين ولبنان، ومدى صمود المقاومة وقدرتها على إلحاق خسائر في صفوف الاحتلال، إضافة إلى تأثير ما سيحدث على الجبهة الإيرانية سلمًا أو حربًا.

نتائج الانتخابات الأمريكية ستنعكس على قطاع غزة

بينما يرى الدكتور منصور أبو كريم، الباحث الفلسطيني في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية، أن نتائج الانتخابات الأمريكية ستنعكس على قطاع غزة، مشيرًا إلى أن استمرار الديمقراطيين ممثلين في كامالا هاريس، سيؤدي إلى مزيد من الجهود الأمريكية غير المؤثرة على الحكومة الإسرائيلية الحالية، بينما يعد وصول ترامب إلى السلطة الأمريكية دخول متغير جديد يمكن أن يحدث الفارق في معادلة الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية.

وأضاف أبو كريم لـ القاهرة 24، أن عودة الجمهورين من خلال الرئيس السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض سيعني عودة ما كان يعرف بصفقة القرن التي حاول تمريرها في فترة الرئاسية السابقة، أو تبني رؤية جديدة ما زالت غير واضحة حتى الآن، مرجحًا أن عودة الجمهوريين سيؤدي إلى حلحلة لإنهاء الصراع في قطاع غزة، وأن استمرار الديمقراطيين وسياستهم العاجزة ستؤثر أيضا على قطاع غزة والقضية الفلسطينية باستمرار مخطط نتنياهو.

ترامب ونتنياهو 

مؤكدًا بذلك أن مستقبل القطاع مرتبط بشكل وثيق بنتائج الانتخابات الأمريكية الرئاسية، وأن دخول ترامب إلى المكتب البيضاوي قد يؤدي إلى حدوث انفراجة كبيرة في الشرق الأوسط ككل، خاصة أن مرحلة التسويات ستبدأ مباشرة بعد ظهور نتائج الانتخابات الأمريكية، وأن هناك حالة ترقب دائمة في فلسطين وقطاع غزة بشأن الانتخابات الأمريكية، فالكل يتساءل عن كيفية تأثير الانتخابات على غزة والحرب؟

هاريس هي الحل للوصول إلى دولة فلسطينية

في حين تقول الدكتورة هبة البشبيشي، أستاذة العلوم السياسية والباحثة في الشأن الفلسطيني الإسرائيلي، أن وجهة القضية الفلسطينية بعد وصول أي من ترامب أو هاريس إلى البيت الأبيض لن تتغير، وأن القضية الفلسطينية تتمثل في حصول الشعب الفلسطيني على دولة مستقلة، مبينة أنها تفضل وسول الديمقراطيين ممثلين في هاريس، إذ يدعم الديمقراطيون القضايا العربية في وجود أرض معترف بها وترسم حدودها باسم الدولة الفلسطينية.

وتابعت البشبيشي لـ القاهرة 24، أن الجمهوريون ممثلين في ترامب، لديهم تاريخ أسود في النظام العالمي إذ يسعون إلى حكم العالم من خلف شاشات المال والاقتصاد، وأن ممثلهم في الانتخابات الرئاسية دونالد ترامب لن يكون داعم لحق الشعوب، ولن تكون القضية الفلسطينية ذات أولوية كبيرة على أجندته الدولية.

كاملا هاريس وبنيامين نتنياهو 

كما أردفت أن وصول أي منهما إلى البيت الأبيض، سيحسم القضية الفلسطينية ويحكم فكرة الترددات التي تعيشها القضية الفلسطينية، مطالبة الناخبين غير الأمريكيين بالمساهمة في استمرار الحزب الديمقراطي لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، مؤكدة أن وصول أي من الجبهتين إلى البيت الأبيض سيتوقف عليه عوامل كثيرة في القضية الفلسطينية وإنهاء الصراع الذي بات يمثل كابوسًا للعرب والمنطقة، لعدم الانزلاق إلى حروب متتالية تهدد شعوب المنطقة بأثرها.

تابع مواقعنا