سجل حافل بالبطولات| قائد القوات البحرية: نتعاون مع حرس الحدود والمخابرات الحربية والشرطة لتوجيه ضربات للقائمين على أعمال الهجرة غير الشرعية

تحتفل القوات البحرية بعيدها السابع والخمسين الذي يوافق ذكراه يوم الحادي والعشرين من شهر أكتوبر عام 1967 ذكرى إغراق المدمرة إيلات، والذي يعد أحد أعظم الانتصارات للبحرية المصرية، حيث أكد الفريق أشرف إبراهيم عطوة قائد القوات البحرية أن المجد الذي تحقق في هذا اليوم كان أكبر برهان على قوة وعزيمة رجال قواتنا البحرية ومقدمة للانتصار العظيم الذي تحقق في السادس من أكتوبر 1973.

أكد الفريق أشرف عطوة، قائد القوات البحرية المصرية، أن البحرية المصرية تواصل تحقيق إنجازاتها المتواصلة منذ إنشائها في عهد محمد علي باشا عام 1809، مشيرًا إلى أن  "القوات البحرية المصرية لديها تاريخ مشرف من التضحيات والبطولات، أبرزها الانتصار في يوم 21 أكتوبر 1967، الذي يُعد معجزة عسكرية بكافة المقاييس". في ذلك اليوم، نجحت البحرية المصرية في إغراق المدمرة الإسرائيلية "إيلات" في أول عملية عسكرية مصرية بعد نكسة 1967، وهو ما أعاد الثقة والعزة للجيش المصري.

وأضاف الفريق عطوة أن هذا الحدث التاريخي شكل نقلة نوعية في الفكر الاستراتيجي العالمي، ما دفع دول العالم إلى الاهتمام بالتكنولوجيا والتكتيكات المستخدمة.. ومنذ ذلك الحين، تم اختيار 21 أكتوبر ليكون عيد القوات البحرية المصرية.

تحدث الفريق عطوة عن مكانة مصر الرائدة في المنطقة: "تحتفظ مصر بعلاقات متوازنة مع مختلف الأطراف الدولية بفضل توجهات القيادة السياسية الحالية، وهذا ما جعل الدول الكبرى حريصة على دعوتنا للمشاركة في المحافل الدولية البحرية"، وأوضح أن هذه المنتديات تُعد فرصة لتبادل الخبرات ومعرفة أحدث التطورات التكنولوجية التي توصلت إليها بحريات الدول الكبرى.

منذ إنشاء البحرية المصرية فى العصر الحديث فى عهد محمد على باشا عام 1809 م، والبحرية المصرية تسطر سجلا وافرًا من كل معاني التضحيات والبطولات، وخير دليل على ذلك ما تحقق يوم 21 أكتوبر عام 1967 الذي يعتبر يوم العزة والكرامة وإستعادة الثقة للقوات البحرية بأول عمل عسكرى مصرى بعد نكسة 1967.. فهو معجزة عسكرية بجميع المقاييس فى ذلك الوقت، إذ تم فيه تنفيذ هجمة بـ (2) لنش صواريخ من قوة قاعدة بورسعيد البحرية بإستخدام الصواريخ البحرية (سطح/سطح) ضد أكبر الوحدات البحرية الإسرائيلية في هذا الوقت، وهي المدمرة (إيلات) التي اخترقت المياه الإقليمية المصرية كنوع من إظهار فرض السيطرة الإسرائيلية على مسرح العمليات البحري والتي نجحت البحرية المصرية في إغراقها.

وأكد الفريق عطوة على أهمية الدور الذي تلعبه القوات البحرية المصرية في إطار التعاون الدولي، خصوصًا من خلال القيادة المصرية لقوة المهام المشتركة رقم (153)، التي تم إنشاؤها مؤخرًا كأول دولة إقليمية تقوم بتولى قيادة تلك القوة بعد الولايات المتحدة الأمريكية وذلك لأهمية تلك القوة التي تعمل على الحفاظ على أمن وسلامة المجال البحري في منطقة لها أهمية وتأثير مباشر على الأمن القومي المصري وهي منطقة البحر الأحمر - باب المندب مما ينعكس إيجابًا على الحفاظ على حركة السفن التجارية من وإلى قناة السويس والتي تعد أهم الممرات الملاحية العالمية، والتي يزداد معدلات عبور السفن الجارية من خلالها بمعدلات غير مسبوقة، نظرًا لما تم بها من أعمال تطوير وإنشاء لقناة السويس الجديدة التى تمثل أحد أهم المشروعات القومية التي وجه بها رئيس الجمهورية ضمن الخطة الاستراتيجية القومية للتنمية المستدامة 2030.

وأشار قائد القوات البحرية إلى حرص القيادة العامة للقوات المسلحة على تحقيق طفرة علمية وتكنولوجية في مجال البحث العلمي والعلوم البحرية.. وفي هذا السياق، وقعت القوات البحرية بروتوكولات تعاون مع جامعة الإسكندرية ومكتبة الإسكندرية لتعزيز المعرفة العلمية لدى الطلاب والضباط البحريين. 

وأضاف: "نحن فخورون بتخريج ضباط يمتلكون درجة البكالوريوس في العلوم البحرية والعسكرية والسياسية، ما يؤهلهم لمواجهة التحديات الجديدة".

وبذلك يتخرج الضابط البحري حاصلًا على الآتي: درجة البكالوريوس في العلوم البحرية، درجة البكالوريوس في العلوم العسكرية، درجة البكالوريوس في العلوم السياسية.

مما يؤهل خريجي الكلية البحرية بالخلفية العلمية الكافية لمواجهة التحديات التي تحتمها طبيعة العمل. بالإضافة إلى توقيع بروتوكول تعاون بين الكلية البحرية ومكتبة الإسكندرية حمل عنوان (سفارة المعرفة) حيث يتيح البروتوكول لأول مرة وجود المادة العلمية (الرقمية) الخاصة بمكتبة الإسكندرية داخل كلية عسكرية حيث تضيف للطالب أن يحصل على أكبر كم من المعرفة التي تبني شخصية ضابط بحري مكتمل الأركان.

وعلى صعيد التسليح، كشف الفريق عطوة توقيع اتفاقيات جديدة مع شركة "TKMS" الألمانية، كما تم التعاقد على الفرقاطات طراز جوويند من الجانب الفرنسي، حيث تم تصنيع آخر فرقاطتين بشركة ترسانة الإسكندرية بواسطة الكوادر المصرية المؤهلة، وبالفعل تم استلام 3 فرقاطة من طراز (MEKO-A200) وهما الفرقاطة العزيز والفرقاطة القهار والفرقاطة القدير، مما سيزيد من قدرات القوات البحرية المصرية في تنفيذ مهامها بمسرحي العمليات بالبحرين المتوسط والأحمر، ونحن نسعى دائمًا لتطوير منظومة التسليح لمواكبة التطورات العسكرية العالمية الحالية.

وفيما يتعلق بمواجهة التحديات الأمنية، أوضح الفريق عطوة أن القوات البحرية المصرية نجحت بالتعاون مع الجهات المعنية في إحباط العديد من محاولات الهجرة غير الشرعية والتهريب في البحر المتوسط، مما يعزز من دور مصر في الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة. كما أشار إلى أن مصر أصبحت شريكًا قويًا لدول الاتحاد الأوروبي في مكافحة هذه الظواهر السلبية، وتم القبض على العديد من العائمات التى تقوم بأعمال تهريب (مخدرات / سلاح / بضائع غير خالصة الجمارك).

وختم الفريق أشرف عطوة حديثه بالتأكيد على أن القوات البحرية مستمرة في رفع كفاءة الفرد المقاتل لمواجهة التحديات المستقبلية: "نحن نركز على التطوير المستمر لضمان أن يكون أفراد القوات البحرية قادرين على استيعاب التطورات التكنولوجية الحديثة والتعامل مع المنظومات العسكرية المتقدمة".