دراسة حديثة: النساء أكثر عرضة للوفاة بسبب المضاعفات بعد جراحة القلب
على الرغم من أن النساء والرجال يتعرضون لنسب متقاربة من المضاعفات الخطيرة عقب خضوعهم لجراحات القلب الكبرى، إلا أن النساء يعانين من معدلات وفاة أعلى مقارنةً بالرجال عند حدوث تلك المضاعفات، وهذا ما كشفت عنه دراسة حديثة شملت أكثر من 850 ألف حالة من المستفيدين الذين أجروا عمليات قلب خطيرة.
النساء أكثر عرضة للوفاة بسبب المضاعفات بعد جراحة القلب
وحسب ما نُشر في upi.Health News، شملت الدراسة عمليات مثل مجازة القلب، وإصلاح تمدد الأوعية الدموية الأبهري، وإصلاح الصمامين الميترالي والأبهري، والتي أُجريت جميعها بين عامي 2015 و2020، ووجد الفريق البحثي، بقيادة الدكتورة كاثرين واجنر، الطبيبة المقيمة في جراحة الصدر المتكاملة بجامعة ميشيغان هيلث في آن أربور، أن نحو 15% من المرضى، سواء كانوا رجالًا أو نساءً، تعرضوا لمضاعفات بعد الجراحة.
لكن النتائج كشفت عن فارق مهم؛ إذ بلغ معدل الوفاة بين الرجال الذين تعرضوا لمضاعفات 8.6%، بينما ارتفع هذا الرقم بين النساء إلى 10.7%، وتعرف هذه الظاهرة طبيًا بـ الفشل في الإنقاذ، أي الفشل في إنقاذ المرضى بعد حدوث المضاعفات، وقد نُشرت هذه النتائج يوم الأربعاء في مجلة JAMA Surgery.
وفي بيان صحفي للجامعة، قالت الدكتورة واجنر: هذه مشكلة تؤثر على نظام الرعاية الصحية في الولايات المتحدة بأكمله، إذ نعاني من قصور في إنقاذ النساء بعد العمليات الجراحية عالية الخطورة، رغم أن معدلات المضاعفات بين الجنسين متقاربة.
وتشير الدراسة إلى أن المضاعفات الأكثر شيوعًا كانت الفشل الكلوي، الالتهاب الرئوي، وفشل الرئة، كما أظهرت أن معدل الفشل في الإنقاذ كان أعلى بين النساء بغض النظر عن جودة المستشفى الذي تلقين فيه العلاج، ومن المثير للاهتمام أن النساء تميلن إلى العلاج في مستشفيات ذات جودة عالية أكثر من الرجال.
معدل إعادة العمليات الجراحية أقل بين النساء
ومن بين النتائج البارزة في الدراسة، قال الدكتور جوراف أيلاوادي، أحد المساهمين في البحث: في دراستنا، كان معدل إعادة العمليات الجراحية أقل بين النساء مقارنةً بالرجال، وتعد إعادة العملية إجراءً جراحيًا آخر يتم بعد أيام قليلة من العملية الأولى نتيجة لحدوث مضاعفات.
وأضاف الدكتور أيلاوادي، رئيس قسم جراحة القلب في جامعة ميشيغان ومدير مركز فرانكل لأمراض القلب والأوعية الدموية، أن انخفاض معدل إعادة العمليات بين النساء، قائلًا: قد لا يكون نتيجة لعدم الحاجة إليها، بل ربما يشير إلى أن مضاعفات النساء لا يتم التعامل معها بشكل كافٍ.
وأوضح الباحثون أن من المحتمل أن تكون المضاعفات التي تعاني منها النساء لا تلقى نفس الاهتمام الطبي الذي تحظى به مضاعفات الرجال، مما يؤدي إلى نتائج أسوأ بالنسبة للنساء، وعلق الدكتور أندرو إبراهيم، أحد المشاركين في الدراسة، قائلًا: إلى جانب تقليل حدوث المضاعفات، يجب أن نركز على ما يحدث بعد حدوثها.
وأكد إبراهيم أن هناك فرصة كبيرة لتحسين اكتشاف المضاعفات مبكرًا لدى النساء قبل أن تتفاقم إلى حد لا يمكن فيه إنقاذهن، وأضاف أن تحسين استجابة الأطباء للتعامل مع مضاعفات ما بعد الجراحة، وخاصةً بين النساء، يعد أمرًا حاسمًا لتقليل التفاوتات المستمرة في النتائج بعد العمليات الجراحية عالية الخطورة.
