هل يُفطر… حكم القيء في الصيام ووصول بعضه إلى الجوف
يختلف الفقهاء حول بعض حالات حكم القيء في الصيام، وهو ما قد يخرج عن إرادة الإنسان، أو أن يضطر إلى فعله تعمدًا لأي سبب من الأسباب، لذلك فإن معرفة حكم القيء في نهار رمضان، واجب على كل مسلم حتى لا يُنقص من ثواب صيام شهر رمضان. وعبر القاهرة 24 نقدم تفاصيل رأي الإفتاء في القيء خلال الصوم في كل حالاته.
حكم القيء في الصيام
أوضحت دار الإفتاء المصرية تفاصيل حكم القيء في الصيام لكل حالة من حالاته في نهار رمضان أو غيره، فقط أوردت في فتوى رسمية لها، أدلة كل حالة ورأي الفقهاء والمذاهب الأربعة.
واختلف الحكم بحسب حالة الصائم، فقد قالت الإفتاء إن "من غلبه الْقَيْءُ فلا يفسد صومه"، وذلك استنادًا إلى ما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ ذَرَعَهُ الْقَيْءُ: فَلَا قَضَاءَ عَلَيْهِ، وَمَنِ اسْتَقَاءَ: فَعَلَيْهِ الْقَضَاءُ".
إلا أن الفقهاء والمذاهب الأربعة اختلفوا حول حكم مَن غلبه القيء ثم عاد شيء منه إلى جوفه ولم يكن متعمدًا ذلك هل يفطر بذلك أم لا؟، فذهب الحنفية إلى التفرقة بين قليل القيء وكثيره.
واتفق الحنفية على أن وصول القليل من القيء للجوف لا يفطر، وأما الكثير اختلفوا حوله، فذهب الإمام محمد بن الحسن الشيباني إلى أنه لا يفطر أيضًا باعتباره الصنع، وهو الصحيح من المذهب؛ لأنه لا يتحقق فيه معنى الابتلاع ولا الغذاء، بل النفس تعافه.
بينما رأى القاضي أبو يوسف الحنفي، أن وصول كثير القيء إلى الحلق يفطر، حتى وإن لم يكن متعمدًا، وذلك باعتبار الخروج ثم الدخول مرة أخرى، وجعل ضابط الكثرة فيه: أن يكون ملء الفم.
حكم القيء في الصيام عند المالكية
واستكملت الإفتاء المصرية أن حكم القيء عند المالكية إن وصل الكثير منه إلى الحلق يُفطر ويستوجب القضاء، ووافقه في ذلك الشافعية.
بينما الحنابلة أفتوا بصحة الصوم حتى في حالة وصول الكثير منه إلى الجوف، إذا كان القيء على سبيل الاضطرار لا الاختيار.
وصول القيء إلى الحلق
وفي فتوى أخرى لدار الإفتاء، قال الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية السابق، إن من غلبه القيءُ من غير تسبُّبٍ منه فصيامه صحيح ولا قضاء عليه، ولكن عليه أن لا يتعمَّد ابتلاع شيءٍ مما خرج من جوفه وأن لا يُقصِّر في ذلك.
وتابع أن من سبق إلى جوفه شيء من القيء فلا يضره، أما من تعمّد القيء وهو مُختار ذاكرٌ لصومه فإن صومه يفسد، ولو لم يرجع شيء منه إلى جوفه، وعليه أن يقضي يومًا مكانه؛ لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "مَنْ ذَرَعَهُ الْقيْءُ فَلَيْسَ عَلَيْهِ قَضَاءٌ، وَمَنِ اسْتَقَاءَ عَمْدًا فَلْيَقْضِ".
حكم الاستفراغ عمدًا
أما من استفرغ عمدًا بوضع اصبعه في فمه أو قبيل ذلك لإفراغ معدته، فإن حكمه كما أوضحته دار الإفتاء المصرية مُفسد لصيامه وعليه القضاء، وقد اتفق الفقهاء على أنَّ مَن تعمد التقيؤ في نهار رمضان أفطر.
وقال الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أنه إذا كان القيء بتعمد من الإنسان فهو يبطل صومه وعليه القضاء، وإن لم يكن متعمدًا فالصوم صحيح.