خدي بالك.. حكم قراءة القرآن للحائض من الهاتف على المذاهب الأربعة
بينت دار الإفتاء المصرية حكم قراءة القرآن للحائض من الهاتف على المذاهب الأربعة، وتناولتها بكل حالاتها وأدلتها، وهو الحكم الذي لم يختلف عليه الفقهاء إلا في بعض الحالات الخاصة التي يجوز معها استثناءات محددة. وعبر القاهرة 24 نبين أحكام قراءة القرآن ومسه لمن نزل عليها دم الحيض سواء في شهر رمضان أو غيره.
حكم قراءة القرآن للحائض من الهاتف على المذاهب الأربعة
جاء حكم قراءة القرآن للحائض من الهاتف على المذاهب الأربعة بالجواز، ولأن الأئمة الأربعة لم يحضروا الهاتف وتقنيات التكنولوجيا الحديثة؛ فإن منهم من أجاز للمرأة حمل المصحف مع وجود حائل يمنع لمسها للمصحف، ومنهم من حرم ذلك مطلقًا حتى مع وجود حائل.
وجاءت آراء الفقهاء الأربعة حول مس المصحف بحائل على النحو التالي:
- لدى المالكية والشافعية: التحريم مطلقا ولو كان بحائل.
- عند الحنابلة: يجوز مس المصحف للمحدث بحائل مما لا يتبعه في البيع ككيس وكم، لأن النهي إنما ورد عن مسه، ومع الحائل إنما يكون المس للحائل دون المصحف.
- عند الحنفية: فرقوا بين الحائل المنفصل والمتصل، فإن كان الغلاف ملحق بالمصحف كجلدته أو غلافه فيحرم مسه، أما إن كان غير ملتصق فيجوز مسه.
وقياسًا بما سبق، فإن وجود المصحف مصورًا على الهاتف لا يعتبر مس للمصحف ويمكن للحائض أن تفتح المصحف الإلكتروني لأن الهاتف حائل.
أما عن حكم القراءة ذاتها، فقد أجاز المالكية قراءة القرآن للحائض مُطلقًا، سواء كانت حافظة وتخشى النسيان، أم كانت غير حافظةٍ، وقال الظاهريّة أيضًا بجواز قراءة القرآن للحائض.
وقال الإمام مالك رحمهُ الله: "لَا يَقْرَأُ الْجُنُبُ الْقُرْآنَ إلَّا الْآيَةَ وَالْآيَتَيْنِ عِنْدَ أَخْذِهِ مَضْجَعَهُ، أَوْ يَتَعَوَّذُ لِارْتِيَاعٍ وَنَحْوِهِ لَا عَلَى جِهَةِ التِّلَاوَةِ، فَأَمَّا الْحَائِضُ فَلَهَا أَنْ تَقْرَأَ لِأَنَّهَا لَا تَمْلِكُ طُهْرَهَا، يُرِيدُ فَإِنْ طَهُرَتْ وَلَمْ تَغْتَسِلْ بِالْمَاءِ، فَلَا تَقْرَأُ حِينَئِذٍ لِأَنَّهَا قد ملكت طهرها".
واستنادًا إلى قوله تعالى "لا يَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ"، حرمت المذاهب الأربعة؛ الحنفية، والمالكية، والشافعية، والحنابلة، مسّ المصحف وحمله للحائض إلا بغرض التعلّم والتعليم، كما ورد عن الشيخ الدردير: "ولا يمنع مسّ، أَوْ حَمْل جُزْءٍ، بَلْ وَلَا كَامِلٍ، عَلَى الْمُعْتَمَدِ لِمُتَعَلِّمٍ، وَكَذَا مُعَلِّمٍ عَلَى المعتمد، وإن بلغ، أو حائضًا، لا جُنبًا".
حكم قراءة الحائض للقرآن من الهاتف
وأوضحت دار الإفتاء المصرية حكم قراءة الحائض للقرآن من الهاتف بناءً على آراء الفقهاء الأربعة، بجواز قراءة القرآن بالأدوات الحديثة كالمصاحف الموجودة على الهاتف المحمول ونحوها.
حكم قراءة القرآن للحائض عند الشافعية من الهاتف
وحول حكم قراءة القرآن للحائض عند الشافعية من الهاتف، بيّن الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الشافعية يرون أن قراءة القرآن بغير نية الذكر لا يجعله قرآنًا ولكن الأهم استحضار النية، وعليه قالوا بأنه لا يجوز للمرأة الحائض أن تقرأ القرآن.
وأوضح أن الحائض ممنوع عليها شرعًا قراءة القرآن، وهذا هو المفتى به فى دار الإفتاء المصرية، وأثناء مدة الحيض "تعبد المرأة بالقراءة تثاب عليه وترك القراءة تثاب عليه أيضًا، فكما تثابين على الفعل تثابين على الترك".
ويستثنى من حكم التحريم، قراءة القرآن للمرأة الحائض إذا كانت معلمة أو محفظة قرآن، ففى هذه الحالة تقلد الرأي القائل بعدم حرمة ذلك وهذا مذهب الإمام مالك.
القول الراجح في قراءة الحائض للقرآن
ورغم اتفاق جميع الفقهاء على تحريم مس المصحف، جاء القول الراجح في قراءة الحائض للقرآن على خلاف بينهم، وأوضح ذلك الشيخ محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إذ قال بجواز قراءة القرآن للحائض ولكن بشرط واحد.
وأردف بأن حكم تلاوة القرآن للحائض، أي قراءته بصوت مسموع، لا يجوز، فرغم أنه لا مانع من قراءة المرأة الحائض للقرآن من الموبايل أو من المصحف الورقي دون أن تلمسه أو من حفظها، إلا أن ذلك يجب أن يكون بدون أن تتلفظ به.
وأوضح أن قراءة الحائض لتجاوز الخلاف بين الفقهاء، لابد أن تكون "بعينيها أو بقلبها، دون التلفظ به وتحريك لسانها وشفتيها به، وهذا ما عليه جمهور الفقهاء".
وحث النساء ممن ترغبن في عدم نسيان ما حفظته من القرآن، أن تلجأ إلى المصاحف الإلكترونية عبر الهاتف أو التابلت، دون الحاجة إلى مس المصحف والقراءة فيه أثناء الحيض بشرط ألا تتلفظ بالقرآن، سواء من الموبايل أو من حفظها.
حكم قراءة القرآن للحائض من الجوال دار الإفتاء المصرية
وفي فتوى قديمة، تبين حكم قراءة القرآن للحائض من الجوال دار الإفتاء المصرية، حيث قالت فتوى رسمية بعدم جواز مسُّ المصحف ولا قراءة القرآن للحائض عند الجمهور.
وأوضحت أن "المالكية أجازوا للحائض قراءة القليل من القرآن دون مسِّ المصحف؛ لكونها معذورةً في ذلك، وحتى لا يؤدي تركُها القراءةَ إلى نسيان القرآن".
وبينت الإفتاء أن "الحائض أشد من الجنب من ناحية الحدث؛ لأن الجنب يستطيع إزالة جنابته بالغسل، أما الحائض فمقهورةٌ في حدثها إلى انقطاع حيضها".
وبينت أن جمهور العلماء ذهبوا إلى عدم جواز قراءة القرآن كذلك للحائض، أما في مذهب الإمام مالك فيجوز قراءة قليل القرآن بغير مسِّ المصحف أثناء الحيض؛ لكونها معذورة في ذلك، ولطول مقامها حائضًا، وحتى لا يؤدي تركها القراءة إلى نسيان القرآن.
أدلة جواز مس المصحف للحائض
وتستند أدلة جواز مس المصحف للحائض عند الظاهرية وقولُ بَعضِ السَّلَفِ واختاره البخاريُّ والطبريُّ وابنُ المُنذِر، والشَّوكاني كما أوضحتها فتوى دار الإفتاء، إلى ما ورد عن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها: "أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يذكُرُ اللهَ على كلِّ أحيانِه".
وقد أباح المالكية مس المصحف للحائض إن كانت تتعلم القرآن أو تُعلِّمه فقط، في حال استرسال الدم مُطلَقًا، فإذا انقطع الدم لم يَجُزْ للمرأة القراءة حتى تغتسل إلَّا أن تخاف النسيان.
وترى دار الإفتاء أن الأولى في موضوع قراءة الحائض للقرآن العمل برأي الجمهور خروجا من الخلاف، أي عدم مس المصحف أو قراءة القرآن طوال فترة الحيض.
ويستند رأي من يجيز قراءة القرآن للحائض والنفساء والجنب، إلى ما ورد عَنِ ابنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنه: "أنَّه كان يقرأُ وِردَه وهو جُنُبٌ"، بينما على النقيض فإن أدلة تحريم مس المصحف للحائض والجنب، تواترت عن العديد من الصحابة، فعن عَبِيدَة السَّلمانيِّ قال: "كان عمرُ بن الخطَّاب يَكره أن يَقرأ القرآنَ وهو جُنُب".
وعن أبي الغَريفِ الهَمْدانيِّ قال: "كنَّا مع عليٍّ في الرَّحَبة، فخرج إلى أقصى الرَّحَبة، فوالله ما أدري أبولًا أحدَثَ أو غائطًا، ثم جاء فدعا بكوزٍ من ماءٍ، فغسل كفَّيه ثم قبَضَهما إليه، ثم قرأ صدرًا مِن القرآنِ، ثم قال: اقرَؤوا القرآنَ ما لم يُصِبْ أحدَكم جنابةٌ، فإن أصابَتْه جنابةٌ فلا، ولا حرفًا واحدًا".
هل يجوز قراءة القرآن أثناء الدورة الشهرية بدون لمس المصحف
وبحسب عدة فتاوى صادرة عن دار الإفتاء، فإن قراءة القرآن أثناء الدورة الشهرية بدون لمس المصحف، كلاهما محرم على المرأة الحائض عند جمهور أهل العلم.
وأوضح الشيخ محمد ممدوح أمين الفتوى بالدار، أن قراءة القرآن للحائض حرام، سواء أكانت القراءة مجردة، أى من ذهنك أو كانت مصحوبة بمس المصحف فالقراءة محرمة ومس المصحف محرم أيضًا على المرأة الحائض وذلك عند جمهور العلماء.
وأشار إلى أن الإمام مالك قال بعدم تحريم قراءة القرآن على المرأة الحائض ولكن لا تمس المصحف، وفي دار الإفتاء نقول "إن الخروج من الخلاف مستحب ولكن إن كنتِ فى ضيق فلكِ أن تأخذي بالأمر الذى يجيز قراءة القرآن للحائض".
وعاد ليؤكد أن الضيق في هذه الحالة غير مبرر لأن المصحف ليس الوسيلة الوحيدة للقراءة أثناء الحيض، بل يوجد مصاحف إلكترونية على الهاتف أو قرآن مسموع "فلكِ أن تقرأي قراءة مجردة على مذهب مالك تقليدًا له ولكن لا يجوز أن تمسي المصحف المطبوع فمن الممكن أن تقرأي من التليفون".