المخدرات الرقمية
مراعاةً للأسلوب العلمي المنهجي المُتفق عليه كان لزامًا علينا أن نستعرض أولًا
ماهية المخدرات الرقمية؟
تعددت طرق تعريف المخدرات الرقمية إلى أن تم تعريفها من قِبل المتخصصين على أنها
( القرع على الأذنين ) Binaural Beats فهي عبارة عن مجموعة من الأصوات أو النغمات التي يُعتقد أنها قادرة على إحداث تغيرات دماغية تعمل على تغيب الوعي أو تغييره على نحو مماثل لِما تحدثهُ عملية تعاطي المخدرات التقليدية.
أي أن المخدرات الرقمية عبارة عن سلسلة منّ الملفات الصوتية التي يتم استماعها بطريقة معيّنة، وذلك بالاعتماد على سماعات أُذن معينة وتعتمد هذه الملفات الصوتية على عمل تزامن بين الصوت والموجات الدماغية إلى أن تُحدث للفرد حالة تتشابه مع الحالات التى تُحدثها المخدرات الواقعية التقليدية مثل (الحشيش، الهروين..إلى آخره).
ومن هنا ننطلق إلى وصف المخدر الرقمي بشكل أدق.. فلا يمكن وصف وتحديد الميكانيزمات الدقيقة لتأثير المخدرات الرقمية على الأفراد وتحديدًا على جهازهم العصبيّ إلا بواسطة خبراء علم الأعصاب.
فالهدف الأساسي للمخدرات الرقمية العمل على دخول المخ البشري في حالة من عدم الاستقرار، وذلك نتيجة لبذل المخ البشري مجهودًا كبيرًا للوصول إلى المساواة بين الترددين اللذين يدخلان عبر الأذن اليمنى والأذن اليسرى؛ ليعمل جاهدًا للوصول إلى مستوى صوت واحد.
ففي تلك الحالة تكون الدماغ البشرية تحت تأثير الإشارات الكهربائية فتصل الدماغ إلى حالة من النشوة عن طريق إفرازها للكثير من المواد المنشطة للمزاج ليدخل الإنسان بعدها في حالة هستيرية، وإذا استمرّ ذلك التحفيز لبعضٍ من خلايا المخ وبنفس التردد وبشكل مستمر فيؤدي ذلك لإصدار الأعصاب المرتبطة بتلك المنطقة بإصدار إشارات مماثلة لباقي أجزاء المخ، ومن هنا يتولد نشاط كهربائي يشابه شعور المخ بالأحاسيس المختلفة.
وبعد القيام بدراسة الدماغ البشرية والطبيعة المعقدة التي يعمل بها المخ البشري وطبيعة الإشارات الكهربائية الناتجة من استماع تلك المخدرات الرقمية، فتوصلنا إلى أن كل نوع من المخدرات الرقمية يمكنه أن يستهدف نمطًا معينًا من النشاط الدماغي فمثالنا لذلك عند قيام الفرد بسماع ترددات صوتية مثل الكوكايين الذي يدفع لتحفيز الدماغ بنفس الحافز فيما بعد تعاطي المخدر الواقعي
ولكن هل من المتصور أن تحدث تلك المقاطع الصوتية إدمانًا مثل المخدرات التقليدية!؟
تعددت آراء المتخصصين حول المخدرات الرقمية وكان من بينهم، رأى الدكتور راجى العمدة وهو مستشار طب الأعصاب باللجنة الطبية للأمم المتحدة حيثُ قال إن هذه الجرعات من الموسيقى الصاخبة تحدث تأثيرًا سيئًا على مستوى كهرباء المخ، وهذا لا يشعر المتعاطي بالنشوة والاستمتاع فقط لكنه يحدث ما نسميه طبيًا ( ب لحظة شرود ذهني) وهي من أخطر ما يكون وذلك لوهم الشخص أنه في حالة من الاستمتاع، بينما هي لحظة يقل فيها التركيز بشدة وحدوث انفصال عن الواقع وعند القيام بتكرار تلك الموجات الكهربائية بهذا العنف فنتيجتها لا تقتصر فقط للحظات شرود بل لنوبات من التشنج أيضًا.
ومن آراء المتخصصين كان من بينهم رأي الخبيرة الأمريكية في التأثيرات العصبية والنفسية بريدجيت فورجو، أن المواد الرقمية تعتمد على تقنية النقر في الأذنين فتعمل على بث صوتين متشابهين في كل أُذن لكن تردد كل منهما مختلف عن الآخر؛ الأمر الذى يؤدي إلى حث الدماغ على توليد موجات بطيئة كموجات (الفا) المرتبطة بحالة الاسترخاء وموجات سريعة كموجات (بيتا) المرتبطة بحالات اليقظة والتركيز، وهنا يشعر المتلقي بحالة من اللاوعي مصحوبة بالهلوسات وفقدان التوازن الجسدي والنفسي والعقلي، حيث إن الاستخدام المفرط للأصوات المحفزة يمكن أن تؤدي على المدى الطويل إلى اضطرابات في النوم أو القلق تمامًا كاستخدام المنشطات التي تستعمل في بعض الحالات المرضية كعلاج نفسي.
وبعد الاطلاع على آراء المتخصصين ومعرفة الطبيعة الواقعية للمخدرات الرقمية كان لزامًا علينا القيام بشرح مدى انطباق وتجريم نصوص قانون العقوبات على المخدرات الرقمية في الوقت الحالي وهل يتم تطبيق وتجريم القانون عليها مثل، مُرتكبي الجرائم المتعلقة بالمخدرات الواقعية الطبيعية؟.
للحديث بقية