معجزة أنقذته من الموت.. أحد أبطال حرب أكتوبر يروي تفاصيل يوم النصر: كنت واقف على مدفع صواريخ فيه منه 2 بس بالجيش
لا يخلو بيت مصري من بطل من أبطال حرب 6 أكتوبر، فبعد نكسة 67 التحم الشعب وعزم على النصر واسترداد أرضه، وكرس وقتها كل موارده لمصر من مادية لـ بشرية، وكل بطل من أبطال أكتوبر يحمل قصة عظيمة من التضحية والبسالة.
عبد الحميد بخيت بطل من ملايين الأبطال الذين شاركوا في حرب الاستنزاف وأخذ عهدًا على نفسه للنصر أو الشهادة يوم 6 أكتوبر، وكان جنديا في سلاح المدفعية صواريخ على أحدث الأسلحة الموجودة في ذلك الوقت.
وقال عبد الحميد لـ القاهرة 24: فاجأنا مسؤول التوجيه المعنوي في صباح 6 أكتوبر أو الـ 10 من رمضان، عندما أخرج تمرتين من جيبه وأكلهما، مما أثار دهشتنا، وقلنا له أنت ناسي إننا صايمين، رد علينا وقال: جيه اليوم اللي مستنيينه يا أبطال، وبدأنا التجهيز للحرب، ومحدش كان يعرف غيره إن الحرب هتقوم حتى الضباط ماكانوش يعرفوا.
الساعة الواحدة مساءً تجهز كل جندي استعدادًا للحرب، ووقف عبد الحميد على مدفعه، موضحا: المدفع بتاعي كان منه 2 بس في الجيش كانت مصر جايباهم من روسيا.
10 رمضان الساعة 2 الظهر
في تمام الساعة الثانية ظهرًا في يوم 6 أكتوبر، وقف كل جندي مصري في مكانه على أتم استعداد للحرب، وأشار عبد الحميد: الساعة 2 الظهر عدت من فوقينا الطيارات، إحنا طلعت مننا كلمة الله أكبر لوحدها كده، والجيش كله بقى يقول الله أكبر الله أكبر من بداية الحرب لنهايتها، وكانت الكلمة بتهز السما كده وكانت بتدينا قوة غريبة مش عارفين جاية منين، وانتصرنا على إسرائيل وكنت من الناس اللي عبرت الخط تاني يوم.
واجه عبد الحميد والجيش المصري قبل النصر عدة مواقف استفزازية من الجيش الإسرائيلي، والتي تحولت لحافز لهم يوم الحرب، حيث قال عبد الحميد: قبل ما ننتصر وفي فترة التأهيل كنا نطلع على خط بارليف نبص على الإسرائيليين كانوا بيغيظونا، وكنا بنستنى اليوم اللي نحارب فيه علشان نتصر عليهم ونرجع كرامتنا، ولما جيه اليوم ده ماكناش خايفين من الموت، وكان كل هدفنا النصر، وكنا أغلبنا شباب صغير أنا كنت لسه شاب عندي 23 سنة.
معجزة إلهية حدثت معه
وروى عبد الحميد: أنا كنت مدفعية وثابتين في مكانا ما بنعرفش نتحرك كتير، كانوا موصيينا إننا نستخبي في الحفر بعد الضرب أو ننام على الأرض لو ملحقناش، وفي مرة ملحقتش أنزل الحفرة ونمت على الأرض، كان فيه هدف نازل عليا قولت خلاص أنا هموت، سبحان الله حصلت معجزة وبدل ما ينزل عليا اتحرك شويه ونزل بعدي على طول.
وشارك عبد الجميد أيضًا في حرب الاستنزاف، وأشار إلى أن تلك المعجزة لم تكن الأولى موضحا: كنا مرة في عملية وهاجمنا كتيبة إسرائيلية وخلصنا عليها، وبنجهز ونمشي بسرعة، ملحقناش نمشي معاهم، وفضلنا في الموقع، وبعد العملية إسرائيل ردت علينا بطائرات وصواريخ، ما كنش لينا ساتر، بندور حولينا لقينا زي كبري قديم نزلنا استخبينا تحته، ولما رجعنا تاني يوم أنا و2 من زمايلي محدش صدق إننا لسة عايشين.
وبعد انتهاء الحرب كان لعبد الحميد بصمة في التعليم، حيث عمل كمدرس، وساهم في إصلاح مدرسة كاملة كانت منتهية تمامًا بالنسبة للوزارة، وترقى من مدرس لمدرس أول قسم كهرباء لناظر لمدير مدرسة حتى حصل على درجة خبير في قسم الكهرباء بمحافظة سوهاج، وحصل على درجة مهندس من النقابة.
