الأحد 24 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

سفير فلسطين: نسير على خطى مصر في تحرير أرضنا ولن نقبل بالاقتصاد مقابل السلام أو أي حلول تعطينا دولة على ورق |حوار

سفير فلسطين بالقاهرة
سياسة
سفير فلسطين بالقاهرة دياب اللوح خلال حواره مع القاهرة 24
الأربعاء 27/سبتمبر/2023 - 04:50 م

تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على أراضي وشعب فلسطين، بشكل يومي أمام أعين المجتمع الدولي الذي اعتاد الوقوف صامتا أمام انتهاكات الاحتلال لكل الأعراف والقوانين والمواثيق الدولية، ووسط فشل دولي متواصل في حل واحدة من أقدم القضايا الدولية العالقة، وهي قضية فلسطين.

ويتجدد هذه الأيام حراكا بشأن عملية السلام في الشرق الأوسط، ما يمنح أملا جديدا لقضية فلسطين التي تبحث عن مسار للحل منذ عقود، مع تأكيد عربي وفلسطيني متواصل بالتمسك بحل وحيد هو حل الدولتين، كما يتزامن ذلك مع اجتماعات الأمم المتحدة في دورتها الـ78، وهي المنصة الدولية التي تسعى فلسطين مرارا لانتزاع حقوقها من خلالها، لكنها لا تزال تفشل في الوفاء بحقوق الشعب الفلسطيني.

وحول تطورات قضية فلسطين وجهود تكريس وتجسيد حل الدولتين، والمفاضاوت الجارية لتطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل، وما إذا كان حل الدولتين يمكن التخلي عنه يوما ما، كان لنا هذا الحوار مع سفير دولة فلسطين بالقاهرة، السفير دياب اللوح. 

في البداية.. ماذا تأمل فلسطين من اجتماعات الأمم المتحدة الجارية؟

اجتماعات الأمم المتحدة، بالنسبة لنا منصة دولية مهمة جدا، والرئيس محمود عباس، يحرص على المشاركة شخصيا بوفد رفيع المستوى في هذه الأعمال، وهذه منصة نشرح من خلال الظروف والأوضاع الصعبة وما نتعرض له من عدوان مستمر ومجازر دموية بشعة ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين وعصاباتهم المسلحة ضد الشعب الفلسطيني.

والجمعية العامة للأمم المتحدة تتحمل مسئولية تاريخية وسياسية تجاه الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، وهي مطالبة بتنفيذ قراراتها الخاصة بالقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني وإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، وإنهاء هذا الاحتلال الرابض على أرض دولة فلسطين منذ عشرات السنين.

إلى أين وصلت جهود حصول فلسطين على عضويتها الكاملة؟

نحن حصلنا على عضوية دولة بصفة مراقب في نوفمبر 2012 بقرار من الجمعية العامة بعد أن أجهضت أمريكا مشروع قرار عربي قُدم في العام السابق للحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة، والمساعي مستمرة لكن هذا يحتاج إلى قرار من مجلس الأمن ويُرفع بتوصية للجمعية العامة لاعتماده.

ونحن نستهجن هذه المنظمة الدولية التي منحت العديد من دول العالم عضوية كاملة ولم تمنح دولة فلسطين، برغم أننا نمتلك المؤسسات وكل مقومات الدولة.

كيف تفسر ذلك سيادة السفير؟

هناك تفسير واحد، وهو أن أمريكا بصفتها عضو دائم في مجلس الأمن تستخدم حق النقض فيتو، وتتماشى مع الموقف الإسرائيلي وهي التي تعطل حصول دولة فلسطين على دولة كاملة العضوية، لذلك الإدارة الأمريكية، تتحمل المسئولية وهي مطالبة بالنظر بموضوعية والتراجع عن موقفها الرافض لحصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة بالأمم المتحدة، لأن ذلك من شأنه أن يخدم الأمن والاستقرار والسلام العادل في الشرق الأوسط.

بالحديث عن الإدارة الأمريكية.. الإدارة السابقة برئاسة ترامب كان لها توترات شديدة في العلاقة مع فلسطين فهل استطاعت الإدارة الجديدة بقيادة بايدن ترميم هذه العلاقة؟

في فترة الرئيس السابق ترامب، قطعنا العلاقة معه بشكل كامل بعد أن طرح صفقة القرن التي تريد أن تشطب الشعب الفلسطيني، وبعد أن أعلن القدس عاصمة موحدة لدولة إسرائيل وشطب حق العودة للاجئين واستخف بهم وبعددهم وأغلق مكتب منظمة التحرير في واشنطن ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس وأغلق القنصلية الأمريكية بالقدس الشرقية، وإجراءات كثيرة تعادي الشعب الفلسطيني، لذلك قطعنا علاقتنا به وصمدنا أمام كل الضغوطات التي مارسها علينا وعلى القيادة الفلسطينية، وبمجرد أن انتخب بايدن رئيسا للولايات المتحدة، أرسل له الرئيس عباس رسالة عبّر فيها عن استعداد القيادة الفلسطينية في التعاون معه من أجل بناء السلام العادل والشامل في المنطقة.

وفعلا كان هناك أكثر من لقاءات واتصالات،  لكن الرئيس بايدن وإدارته لم تنفذ أي من وعودها، خففت من حجم الضغوطات التي كانت تمارس علينا، لكن عمليا على أرض الواقع لم يتم إعادة فتح القنصلية في القدس الشرقية، وبقيت السفارة الأمريكية في القدس، ومكتب منظمة التحرير في واشنطن مغلق، وما زال العديد من المساعدات الأمريكية محظورة، لذلك الإدارة الحالية مطالبة بتحمل مسئولياتها والإيفاء بالتزاماتها وكل ما قطعه الرئيس بايدن على نفسه، وخصوصا تجسيد وتطبيق حل الدولتين.

في ظل هذه الضغوط.. كيف تعمل فلسطين على إعادة حل الدولتين إلى الواجهة والتأكيد على عدم وجود أية حلول أخرى؟

لسنا نحن فقط على قناعة بذلك، بل أيضا الأشقاء العرب والمسلمون والعديد من الأصدقاء في العالم، حتى الرئيس الأمريكي ووزير الخارجية بلينكن، أكدا ذلك على هامش اجتماعات الأمم المتحدة، ونحن لدينا منهجية وخطة عمل وتحرك من أجل تنفيذ ذلك وتجسيده على أرض الواقع، والرئيس عباس طالب الأمين العام للأمم المتحدة، بعقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط في أقرب وقت ممكن من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإنصاف الشعب الفلسطيني، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة المتصلة جغرافيا والقابلة للحياة على الأراضي الفلسطينية المحتلة 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، بكل مكوناتها الجغرافية والمؤسساتية والدينية والشعب الفلسطيني.

تتحدث عن هذه المحددات لإقامة الدولة الفلسطينية.. فهل كانت هناك حلولا لا تتضمنها؟

نحن لماذا نقول ذلك؟ لأن إسرائيل تعمل بشكل يومي لفرض سياسة الأمر الواقع وتغيير الواقع القانوني والتاريخي القائم في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وخاصة في القدس، وعلى وجه الخصوص في المسجد الأقصى المبارك، وهذا يخالف القانون الدولي واتفاقية جنيف الرابعة، وإسرائيل تعتبر نفسها دولة فوق القانون والمجتمع الدولي يكيل بمكيالين حينما يتعلق الأمر بإسرائيل، وهي دولة مارقة لا تعير أي احترام للمجتمع الدولي أو الأنظمة والاتفاقيات الدولية.

لكن نحن من جانبنا نؤكد على حقنا المشروع في إقامة الدولة الفلسطينية، لا نريد دولة على الورق، نحن لدينا على أرض الواقع دولة موجودة فعلا، وأرض وشعب وتاريخ وحضارة وثقافة ولغة عريقة، وأيضا مؤسسات دولة، بما في ذلك النظام المصرفي والقضاء والإعلام.

بالحديث عن التنسيق العربي.. كيف تنظرون إلى الجهود العربية والمصرية في هذا الصدد؟

نؤكد مرة أخرى تمسكنا بالعمل العربي المشترك، وكل ما نطالب به هو تنفيذ المبادرة العربية للسلام من الألف إلى الياء، بمعنى إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، وإقامة علاقات طبيعية لمن يرغب من الأشقاء العرب مع إسرائيل.

ربما هناك دول لا تريد إقامة علاقة مع إسرائيل، وهناك دول لها علاقات ولكن لا تطبع معها، هذا شأن كل دولة ولا نتدخل في الشأن الداخلي للأشقاء، وأيضا لا نسمح إلا بقدر ما تتطلبه المصلحة المشتركة للتدخل في شئوننا.

بما يتصل بموقف مصر الشقيقة الكبرى، أتقدم بوافر الشكر والتقدير للقيادة المصرية والرئيس عبدالفتاح السيسي، على الدعم التاريخي الذي تقدمه مصر للشعب الفلسطيني، وإغاثته والتدخل بشكل عاجل لوقف ما يتعرض له من عدون، وأيضا المدن الثلاث في قطاع غزة، التي توفر فرص إسكان للعديد من الفئات من بينها الشباب والمتضررين من العدوان الإسرائيلي.

نعتبر مصر أخ كبير وشريك كامل معنا، والرئيس عباس، قال إننا لا نسمح لأحد أن يتدخل في شئوننا الداخلية إلا مصر، لأن مصر عندما تتدخل تتدخل لصالح الشعب الفلسطيني، مصر ليست لها أهداف ذاتية أو مصالح خاصة، وصاحبة يد نظيفة وسجل نظيف في الكفاح الوطني الفلسطيني، وهي قدمت الدماء من أجل الشعب الفلسطيني وتكبدت الخسائر، وطالما مصر بخير فنحن بخير والأمة العربية بخير.

هل هناك فرصة أن تتخلى فلسطين عن حل الدولتين أو ترضى بحلول أخرى؟

لا يوجد حلول أخرى، إسرائيل رفضت الحل الذي كان مطروحا سابقا، وهو إقامة دولة واحدة، وذلك يعني إقامة دولة واحدة على أرض فلسطين التاريخية يعيش ويتعايش فيها كل الجنسيات والقوميات على قدم وساق، وإسرائيل رفضت ذلك لاعتبارات عنصرية وسياسية وديمغرافية، فالميزان الديموغرافي ليس في صالحها، وعدد الفلسطينين أكثر، وإذا ذهبنا إلى صناديق الاقتراع في إطار الدولة الواحدة، كما قالت إحدى الشخصيات المسئولة، فسنجد رئيس الوزراء فلسطيني، هل إسرائيل تقبل بذلك؟ لذلك استبعد هذا الحل وليس أمامنا سوى حل الدولتين، وإزاحته من على طاولة العمل السياسي سيعطل بناء السلام العادل والشامل ويزعزع الأمن والاستقرار في المنطقة ويفتح الأبواب لصراعات أخرى في المنطقة وأخطرها الصراع الديني، وهذا ما تسعى إليه أحزاب دينية متطرفة في إسرائيل، تغيير الصراع من المسار السياسي إلى مسار ديني.

عندما انطلقت عملية السلام في مدريد، كان المبدأ الأرض مقابل السلام، وحينما وقعنا اتفاق أوسلو وقعناه على أساس مبدأ الأرض مقابل السلام، وليس السلام مقابل السلام أو الازدهار والاقتصاد أو الهدنة ووقف إطلاق النار، ولكن سلام عادل وشامل مقابل استعادة الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأمامنا النموذج المصري، عندما وقعت اتفاقا مع إسرائيل استعادت الأرض، وأذكر جيدا الرئيس الراحل أنور السادات، حينما قال: لن نوقع اتفاقا إلا باستعادة كل سنتيمتر من التراب المصري، ونحن على هذا الدرب، درب مصر الشقيقة الكبرى والشهداء الذين سقطوا من أبناء مصر دفاعا عن التراب الوطني المصري، ونحن يوميا نقدم الشهداء.

إسرائيل ترفض كل الحلول.. إذا ما تريد وهي تواصل الاعتداء اليومي على الفلسطينيين؟

هذا السؤال مهم جدا، ماذا بعد؟ إسرائيل ترفض كل الحلول وترفض الالتزام بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، ولا تحترم إرادة المجتمع الدولي وتضرب بعرض الحائط كل القوانين والتشريعات والمواثيق والمعاهدات الدولية؟ فماذا بعد؟ المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية مطالبة بالإجابة عنه، وهل تنتظر الإدارة الأمريكية أن تجر إسرائيل المنطقة إلى كارثة تكون لها تداعيات خطيرة على مجمل الأوضاع.

كيف تنظرون إلى المفاوضات الجارية بين السعودية وإسرائيل؟

ننظر بثقة عالية جدا إلى الأشقاء في المملكة العربية السعودية الشقيقة، ونحن على ثقة كبيرة ومطلقة في جلالة الملك بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان والقيادة السعودية التي وقفت تاريخيا إلى جانب الشعب الفلسطيني، وتمسكت بالقضية الفلسطنيين وبالدفاع عن الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، ونحن سمعنا بشكل واضح التصريحات التي صدرت عن وزير خارجية السعودية على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، وفي الاجتماعات الوزارية التشاورية، واجتماع وزراء الخارجية المعني بعملية السلام في الشرق الأوسط، الموقف السعودي هو موقف عربي قومي أصيل ثابت وراسخ، وعبرت القيادة السعودية عنه وقالت إنه لن يكون هناك أي اتفاقات مع إسرائيل إلا بإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية وتجسيد رؤية حل الدولتين.

 من تحدث من الأخوة في المملكة العربية السعودية أكد تمسك المملكة بالمبادرة العربية للسلام، وذلك يعني بشكل واضح أن المملكة تتمسك بثوابت الموقف العربي، وهي التي صنعت هذه الثوابت من خلال المبادرة العربية للسلام.

لذلك نحن باسم الشعب الفلسطيني والقيادة والفصائل الفلسطينية وكل مكونات الشعب الفلسطيني نثمن ونقدر عاليا هذا الموقف التاريخي الراسخ للمملكة العربية الشقيقة، ونعتبر أن هذا الموقف بجانب مواقف الأشقاء الأخرى في مصر والأردن والجزائر ودول الخليج ودول المغرب العربي وكل الدول العربية، نعتبره سندا حقيقيا في التصدي لهذه المؤامرة التي تستهدف شطب الشعب الفلسطيني وإزالته من على الخريطة السياسية والفلسطينية.

في حالة إتمام هذا الاتفاق ماذا يأمل الفلسطينيون من ورائه؟

كان هناك لقاء من وفد قيادي فلسطيني زار السعودية قبل عدة أيام، وليس لدي تفاصيل، لكن هناك ثوابت للموقف الوطني الفلسطيني والموقف العربي من القضية الفلسطينية ومن حل القضية الفلسطينية، وأعتقد أن المملكة العربية والسعودية وقيادتها جزء لا يتجزأ من هذه الثوابت وهم شاركوا وساهموا وكان لهم المبادرة في وضع إطار عربي قومي لهذه الثوابت، ذلك نحن مطمئنون لموقف الأشقاء في المملكة العربية السعودية وواثقون بأن المملكة العربية السعودية، كانت ولا تزال تحمل هم القضية الفلسطينية حتى إيجاد حل عادل لها.

وفي نهاية الحوار هنأ سفير دولة فلسطين بالقاهرة، الشعب المصري والقيادة المصرية والجيش المصري، بالذكرى الـ50 لانتصارات أكتوبر المجيدة.

تابع مواقعنا