الأعمال المستحبة عند زيارة القبور.. كل ما هو واجب وما هو جائز
تتنوع الأعمال المستحبة عند زيارة القبور، فمنها ما هو واجب وينتفع به الميت في الحال، ومنها ما هو جائز بحكم الشرع ويمكن فعله على المدى الطويل، كذلك توجد أوقات مستحبة لزيارة الموتى وسورة محددة أوصانا بها النبي صلى الله عليه وسلم، وعبر القاهرة 24 نستعرض كل تلك الأشياء الهامة لتكون زيارة القبور شرعية ومثمرة ومفيدة للموتى.
الأعمال المستحبة عند زيارة القبور
قالت دار الإفتاء إن الأعمال المستحبة عند زيارة القبور تتضمن كثرة الدعاء للميت والاستغفار له وقراءة القرآن ووهب الثواب للميت، كذلك ما أوردته الدار في عدة فتاوى متفرقة نلخصها في النقاط التالية:-
- السلام على الموتى: وهو دعاء زيارة القبور حيث يشعر الميت بمن يزوره ويسلم عليه، ويرد عليه السلام، ويأنس لذلك ويفرح به.
- توزيع الصدقات عند القبر: وهو مما لا حرج فيه عند القبر أو في أي مكان يتوارد عليه المساكين والفقراء وذوو الحاجة وليس ثمة دليلٍ شرعي يدل على تخصيص هذا الجواز.
- الصدقة الجارية عن الميت: فمن المقرَّر شرعًا جواز الصدقة عن الميت ووصول ثوابها إليه؛ وقد وردت جملة من الأحاديث النبوية الشريفة تدلُّ على ذلك.
- الدعاء للميت: فالمشروع في حقّ مَن يحضر دفن الميت الاشتغال بـ الدعاء للميت له لقول النبي صلى الله عليه وسلم "استغفروا لأخيكم فإنه الآن يُسأل".
- قراءة القرآن عند القبر: ووهب ثواب القراءة للميت قبل الدفن وفي أثنائه وبعده وهو أمر مشروع في المسجد وعند القبر، كما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم خاصة بسورة يس إذ قال "اقرءوا يس على موتاكم".
- قراءة سورة الفاتحة على المتوفى: وذلك لأن فيها مِن الخصوصية في نفع الميت وطلب الرحمة والمغفرة له ما ليس في غيرها؛ كما في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أُمُّ القرآنِ عِوَضٌ عن غيرها، وليس غيرُها عِوَضًا عنها".
- استحبابُ زيارة المقابر في بعض الأيام: ومنها عشية الخميس ويوم الجمعة ويوم السبت إلى طلوع الشمس، فقد اختصها الله تعالى بمزيد من الأفضلية؛ لما فيها من قبول الدعاء وما قد ورد في الأثر عن معرفة الميت بمن يزوره فيها وسماعه له، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "مَنْ زَارَ قَبْرَ أَبَوَيْهِ أَوْ أَحَدِهِمَا فِي كُلِّ جُمُعَةٍ غُفِرَ لَهُ، وَكُتِبَ بَرًّا.
- صنع الطعام لأهل الميت: بسبب انشغالهم فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اصنَعوا لآل جعفر طعامًا؛ فإنه قد أتاهم أمرٌ شغَلهم".
- المسح على رأس اليتيم: وتذكير أهل المتوفى بالله وبالدعاء بدلا من البكاء ونهيهم عن النواح وقول ما لا يرضي الله.
- الإكثار من زيارة القبور: فالحكمة من استحباب زيارة القبور التذكير بالآخرة، وترقيق القلوب القاسية، والردع عن المعاصي، والزهدُ في الدنيا الفانية، وتهوين ما قد يلقاه المرء من المصائب.
- الدعاء جهرًا على المقابر بعد دفن الميت: وهي سنةٌ واردةٌ عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ ويستحب الدعاء في الجمع حيث أنه يكون أرجى للقبول وأيقظ للقلب، خاصة إذا كانت هناك موعظة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يَدُ اللهِ مَعَ الْجَمَاعَةِ".
- قضاء الدين عنه: وهو من الأمور العاجلة التي يجب فعلها في أسرع وقت للميت إبراءً لذمته.
الأمور الجائزة عند زيارة القبور
وفي عدة فتاوى أوضحت الإفتاء الأمور الجائزة عند زيارة القبور وهي كالتالي:
- البكاء عند زيارة القبر: فهو جائز ما لم يكون نواحًا لما روي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: "زَارَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَبْرَ أُمِّهِ فَبَكَى وَأَبْكَى مَنْ حَوْلَهُ".
- كتابة اسم المتوفَّى على القبر: بقصد تعليم مكان دفنه ومعرفته فهو جائز شرعًا؛ كما يجوز أن يوضع على القبر علامةٌ من حجرٍ أو خشبٍ أو عودٍ أو غير ذلك.
- صلاة الجنازة على القبر: وقد صلَّى النبي صلى الله عليه وآله وسلم صلاة الجنازة على القبر غير مرة كما جاء في الصحيحين وغيرهما.
- جواز الحج عن الميت: أو الاعتمار له، ووصول ثوابه إليه.
- الجلوس عند القبر: سواء عامة أو في استراحات مخصصة للزائرين، لا مانع شرعًا من هذه الاستراحة ولو كانت مبنيةً فوق العظَّامة.
- زرع الأشجار عند القبور: يجوز ما لم يؤد ذلك إلى التضييق على المشيعين والقائمين بدفن الميت.
ما هي السور التي تقرأ عند زيارة القبور؟
تحدث حديث نبوي عن ما هي السور التي تقرأ عند زيارة القبور؟، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم "اقرءوا يس على موتاكم"، كما يستحب قراءة القرآن عامة ووهب ثواب القراءة للميت، حيث أوضحت دار الإفتاء المصرية أن ذلك من الأمور المشروعة التي وردت بها الأدلة الصحيحة من الكتاب الكريم والسنة النبوية الشريفة وأطبق على فعلها السلف الصالح وجرى عليها عمل المسلمين عبر القرون مِن غير نكير.
هل يسمع الميت في قبره عند زيارته؟
يتساءل البعض هل يسمع الميت في قبره عند زيارته؟، وقالت دار الإفتاء أن الميت عندما يُقال دعاء زيارة القبور والسلام على الموتى يسمعونه ويردون عليه ويستبشرون به، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مَا مِنْ رَجُلٍ يَمُرُّ بِقَبْرِ رَجُلٍ كَانَ يَعْرِفُهُ فِي الدُّنْيَا، فَيُسَلِّمُ عَلَيْهِ، إِلَّا عَرَفَهُ وَرَدَّ عَلَيْهِ".
وصح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أنه أمر بقتلى بدر، فأُلقوا في قَلِيب، ثم جاء حتى وقف عليهم وناداهم بأسمائهم: «يَا فُلانُ بْنَ فُلانٍ، وَيَا فُلانُ بْنَ فُلانٍ، هَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا؟ فَإنَّي وَجَدت ما وعدني ربي حقًّا»، فقال له عمر رضى الله عنه: يا رسول الله، ما تخاطب من أقوام قد جيفوا؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «والَّذِي بَعَثَنِي بِالحَقِّ مَا أَنتُمْ بِأَسْمَع لِمَا أَقُولُ مِنهُم، وَلَكِنَّهُم لَا يَستَطِيعُونَ جَوابًا» أخرجه البخاري ومسلم في "صحيحيهما" بألفاظ مختلفة.