كعكعت على دماغنا

سعادة غامرة تلك التي تصيبك عندما يقتبس منك - فنان مبدع وكبير بحجم الراحل حسن حسني- كلمات أو مفردات.. وهو من؟!

هو من ساهم في عديد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية..  بل وساعد جيلا كاملا من أجيال سابقه وأجيال حالية مازالت متربعة على عرش النجومية حتى الآن.

كواليس.

(1) ظللت أترقب وصوله في ذلك اليوم داخل مدينة الإنتاج الإعلامي.. أتفحص وجوه المارة.. حتى صاح أحدهم.. أهو الكبير وصل، لألتفت فرحا بقدومه.. فإذا به الراحل الكبير سامي العدل  والذي كان يبدوا عليه علامات الإرهاق الشديد وبالرغم من ذلك أرسل لنا جميعا "هداياه" اللبنانية.. والذي كان قادما منها توا.. والتي كانت عبارة عن بسمات وضحكات أخرجت كل من كان في اللوكيشن من حالة "التنشنة" وخاصة من هم لايملكون من الخبرات مثلي الكثير.

(2) كعكع ع الكلام.

كانت لتلك الكلمات أصداء حتى أن الأستاذين الكبيرين  عمر عبدالعزيز ومحسن أحمد أسمياني كعكع في ذلك اليوم.. أثناء تصوير خاص مع قناة روتانا.. استقبلاني بكل حب وترحاب أبوي.. أهو كعكع وصل.

(3) داخل جهاز السينما 

بدعوة كريمة من صناع فيلم فرحان ملازم آدم تلقيت دعوة لحضور عملية مونتاج الفيلم داخل قاعة جهاز السينما والذي كان يترأسه في ذلك الوقت الأستاذ الكبير ممدوح الليثي، الذي أطل علينا متفحصا الحاضرين.. فلم يجد بيننا نساء مشبوهات أو ساقطات في ذلك الظلام الدامس.

(4) في العرض الخاص 

مازلت في مرحلة التفحص.. أبحث عنه حسن حسني لتشير لي صديقتي حينها.. أن أبطال الفيلم جميعا بالأعلى.. جلست بجوار منافسنا الذكي في ذلك اليوم خالد يوسف، والذي كان له عملا منافسا في نفس التوقيت بفيلم أنت عمري.

(5) وجدت تصفيقا حادا من الحضور بعد انتهائه من غناء وأداء كلماتي في الفيلم فتحي عبدالوهاب أقنعت نفسي أثناء التصفيق أنها حماسة صديقتي.. تجاملني وهي من حمستهم للتصفيق.. لم تكن فرحة غامرة بالنسبة لي.. قدر ماكانت سعادتي الغامرة به هو حسن حسني الذي أكمل المشهد بذكاء شديد.. مقتبسا من تلك الكلمات موقفا كوميديا شديد البراعة.. وليخلق حالة من الكوميديا أثارت إعجاب الجميع.. قعدت تغنيلي كعكع لحد ما كعكعت على دماغنا.

حسن حسني الذي مرت ذكراه الثالثة بالأمس القريب.. بعد رحلة عطاء كبيرة.. رحلة مليئة بالذكريات داخل وجدان كل مشاهد ومتابع ومتعامل معه.. ترك في وجداننا جميعا بصمة لن ننساها.. 
رحمه الله رحمة واسعة.