دعاء الاستخارة للخطوبة والزواج.. كيفية صلاتها ووقتها المستحب

تتزايد عمليات البحث عن دعاء الاستخارة، وهو الدعاء الذي يلجأ به الكثيرون إلى الله عز وجل في أمورهم الدنيوية التي يتحيرون بشأنها ولا يعلمون فيها الخير من الشر، ولذلك علمنا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، صلاة الاستخارة لطلب الخير من الله عز وجل بركعتين دون الفريضة ثم ترديد دعاء الاستخارة الذي نوضحه لكم لاغتنامه في أيام شهر رمضان المبارك، حيث الدعاء المستجاب للتوفيق والرزق وتحقيق الأمنيات.

دعاء الاستخارة

قبل أن نوضح لكم دعاء الاستخارة لابد من التأكيد على أن صلاة الاستخارة يتحقق بها كامل عبودية العبد لربه، فهو لا يعلم والله يعلم ولا يقدر والله يقدر، ولذلك علمنا النبي صلى الله عليه وسلم الاستخارة في الأمور كلها، وكان يعملها لأصحابه مثلما يعلمهم سور القرآن، كما جاء في حديث جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضى الله عنهما.

ولا تقتصر الاستخارة على الأمور العظيمة فقط، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم "ليسأل أحدكم ربه حتى في شسع نعله"، وعن الاستخارة قال الحافظ ابن حجر "دعاء الاستخارة يتناول العمومُ العظيمَ من الأمور، والحقيرَ، فرب حقير يترتب عليه الأمر العظيم"، وقد أوضح الفقهاء أن الإنسان يستخير ربه إذا هم بأمر وتردد في عاقبته فيسأل الله خير الأمرين، الإقدام أو الترك.

دعاء الاستخارة المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم صيغته كالتالي:

"اللَّهُمَّ إنِّي أسْتَخِيرُكَ بعِلْمِكَ، وأَسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأَسْأَلُكَ مِن فَضْلِكَ العَظِيمِ، فإنَّكَ تَقْدِرُ ولَا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولَا أعْلَمُ، وأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ خَيْرٌ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي -أوْ قالَ: في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ- فَاقْدُرْهُ لِي، وإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ شَرٌّ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي -أوْ قالَ: في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ- فَاصْرِفْهُ عَنِّي واصْرِفْنِي عنْه، واقْدُرْ لي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ رَضِّنِي به، ويُسَمِّي حَاجَتَهُ".

كيفية صلاة الاستخارة ووقتها

وفي شهر رمضان المبارك، ربما يرغب الكثيرون في معرفة كيفية صلاة الاستخارة للتضرع بها إلى الله لطلب الخير في أمرا ما، فلا يوجد أجمل من أيام شهر رمضان التي يسأل فيها العبد ربه من خيري الدنيا والآخرة في الأمور كلها، ولذلك نوضح لكم كيفية صلاة الاستخارة ووقتها ودعائها.

• تبدأ صلاة الاستخارة بالضوء واستحضار النية لصلاة الاستخارة.
• يستقبل المسلم القبلة ويكبر تكبيرة الإحرام ويردد دعاء الاستفتاح في الصلاة.
• يقرأ الفاتحة ومن السنة قراءة سورة الكافرون في الركعة الأولى من صلاة الاستخارة.
• ثم يركع ويسجد كالمعتاد ومن ثم تأدية الركعة الثانية وفيها يقرأ المسلم الفاتحة وسورة الإخلاص.
• بعد الانتهاء من صلاة الاستخارة يرفع المصلي يديه ويقول دعاء الاستخارة بعد الحمد والثناء على الله والصلاة والسلام على رسوله بالصلاة الإبراهيمية.
• يختم دعاء الاستخارة بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بالصلاة الإبراهيمية مرة ثانية.
• يشرع قول دعاء الاستخارة أثناء السجود من الركعة الأخيرة في الصلاة، أو قبل السلام من الصلاة أو بعد السلام.
• يشترط في دعاء الاستخارة الاجتهاد في إحضار القلب والخشوع لله، والصدق في الدعاء مع إمكانية تأدية صلاة الاستخارة أكثر من مرة فعن عمر بن الخطاب رضى الله عنه عندما أراد أن يكتب الحديث «ظل يستخير الله تعالى شهرًا كاملًا».

ونذكركم بـ دعاء الاستخارة كالتالي:

اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم؛ فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر (ويسمي حاجته) خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فأقدره لي، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر (ويسمي حاجته) شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه، وأقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به.

هل يجوز قراءة دعاء الاستخارة من الهاتف

يتساءل الكثيرون هل يجوز قراءة دعاء الاستخارة من الهاتف؟ وقد أجاز جمهور الفقهاء قول دعاء الاستخارة من الورق أو من الهاتف دون ضرورة قوله عن ظهر قلب لأن المطلوب هو قول الدعاء، وهو ما ينطبق كذلك على جواز قراءة القرآن من المصحف في الصلاة وهو ما ذهب به الشافعية والحنابلة.

دعاء الاستخارة للخطوبة

تبحث الفتيات عن دعاء الاستخارة للخطوبة، وهو ما يتم فيه ترديد دعاء الاستخارة المذكور عن النبي صلى الله عليه وسلم وتزيد بعده الفتاة من أدعية للّهم أني أستخيرُك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تَقْدِرُ ولا أَقَدْدر وتعلَمْ ولا أَعْلَمْ وأنت علاَّمُ الغيوب، اللّهم إن كنت تعلمُ (ذكر المسألة) خيرٌ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقْدُرْه لي ويسِّرْه لي، وإن كان هذا الأمرُ شرًا لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفّهُ عني وصرفني عنه واقْدِرْ لي الخير حيث كان، ثم رَضّتَيِ به.

ويؤكد العلماء بعد الانتهاء من صلاة الاستخارة، يستحب ترك الأمر لله والتوكل عليه والسعي في الدنيا بالأسباب الدنيوية، وترك الأحلام وعدم الالتفات لها، مع إمكانية استشارة أهل الرأي والصلاح والأمانة، عمى بالآية الكريمة: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْر}، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم هو أسدُ الناس رأيا وأصوبهم صواب، يستشير أصحابه في بعض الأمور التي تشكل عليه، وكذلك خلفاؤه من بعده كانوا يستشيرون أهل الرأي والصلاح.

دعاء الاستخارة للزواج

تصلى صلاة الاستخارة في أمور السفر والزواج والخطوبة والعمل وغيرها من أمور دنيوية عديدة يحتار فيها المسلم، ولذلك يسن للمسلم الصلاة ركعتين وقول دعاء الاستخارة في أي وقت من اليوم بعيدًا عن أوقات النهي بعد صلاة العصر إلى صلاة المغرب، وبعد صلاة الفجر إلى طلوع الشّمس، وقبل الظهر بمقدار ربع ساعة تقريبًا، وهو وقت زوال الشمس، والوقت الأفضل لصلاة الاستخارة في شهر رمضان هو الثلث الأخير من الليل في وقت السحر.

لا يختلف دعاء الاستخارة للزواج عن دعاء الاستخارة للسفر، فالدعاء واحد ويغير فيه المسلم اسم حاجته عند قول الدعاء، فعلى سبيل المثال الدعاء للاستخارة بالزواج يقول فيها الداعِ:

"اللهُمَّ إنِّي أسْتَخيرُكَ بعِلْمِكَ، وأسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأسْألُكَ مِنْ فضلِكَ العَظِيم، فإنَّكَ تَقْدِرُ ولا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولا أعْلَمُ، وأنْتَ عَلاَّمُ الغُيوبِ، اللهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أن هذَا الأمرَ "الزواج من اسم الشخص" خَيرٌ لي في دِيني ومَعَاشي وعَاقِبَةِ أمْري أو قالَ: عَاجِلهِ وآجِلِهِ فاقْدُرْهُ لي ويَسِّرْهُ لي، ثمَّ بَارِكْ لي فيهِ، وإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ شَرٌّ لي في دِينِي ومَعَاشي وعَاقِبَةِ أمري أوْ قالَ: عَاجِلِهِ وآجِلِهِ فَاصْرِفْهُ عَنِّي، وَاصْرِفْنِي عَنْهُ، واقْدُرْ لِيَ الـخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أرْضِنِي بِهِ".

نتيجة صلاة الاستخارة

بعد تأدية صلاة الاستخارة وقول دعائها يرغب الكثير من المسلمين في معرفة نتيجة الاستخارة، وهو ما يتضح بعلامات القبول أو عد القبول تجاه الأمر فيكون المستخير بعد الصلاة لعدة مرات على ثلاثة أحوال كالتالي:

• إقبال النفس على الأمر بميل القلب نحوه ميلا خارجا عن أهواء القلب.
• انصراف النفس عن الأمر بدون الشعور بالحيرة أو التردد.
• استمرار الحيرة والتردد وفي هذه الحالة لابد من استشارة أهل العلم والسير في الأمر بالتوكل على الله، فالله يعلم ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون.