دار الإفتاء توضح معنى حديث لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة
ورد إلى دار الإفتاء المصرية سؤال من أحد الأشخاص يقول: هناك من يدَّعي حرمة تولي المرأة المناصب القيادية عامة ومنصب القضاء خاصة مستدلًا بحديث: «لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمُ امْرَأَةً»، فما مدى صحة هذا الكلام؟
معنى حديث لن يفلح قوم ولو أمرهم امرأة
وأوضحت دار الإفتاء خلال فتوى منشورة عبر موقعها الرسمي، أن هذه الدعوى باطلة، لافتة إلى أن الاستدلال عليها بالحديث المذكور غير صحيح؛ لأن الحديث ورد في واقعة معينة ولم يردْ على سبيل العموم.
وأشارت الدار إلى أن الحديث فيه دليل وعلامة على استجابة دعاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم على كسرى ومُلْكِه، معقبةً: لا يستقيم في العقل حملُه على وجه العموم، ولا يُعَدُّ إخبارًا عامًّا منه صلى الله عليه وآله وسلم بأن كل قوم يُوَلُّون امرأةً عليهم أنهم لا يُفلحون، وإلا لكان ذلك مخالفًا في بعض الأحيان للواقع.
ولفتت الإفتاء إلى أن مما يُستدل به على أن هذا الحديث الشريف واقعة عين لا عمومَ لها: أنه ورد على سبب خاص في سباق وسياق ولحاق معين، قول العلامة ابن الجوزي في "كشف المشكل": [سبب قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هذا: أنه لما قَتَل شيرويه أباه كسرى، لم يملك سوى ثمانية أشهر، ويُقال ستة أشهر، ثم هلك، فملك بعده ابنه أردشير، وكان له سبع سنين فقُتِل، فملكت بعده بوران بنت كسرى، فبلغ هذا رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: «لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمُ امْرَأَةً»؛ وكذلك كان، فإنهم لم يستقم لهم أمر].
