عجيبون أنتم يا محتلين
عجيبون هم أم عجيبون نحن.. يقتلون أطفالنا ونساءنا وشيوخنا وحتى شبابنا محرم عليهم عيش عنفوان شبابهم كغيرهم، ليس هذا فقط بل يحرقون مصاحفنا ويلوثون رسولنا ورموزنا الدينية بألسنتهم وأيديهم وأسلحتهم وماذا يريدون؟، يريدون الصمت.. أي صمت الذي تدعونه السلام وتصفونه بالتحضر إذا فاض بنا الغيظ واصطكت الأسنان ببعضها من كظم الغيظ داخلنا من أفعال الإرهاب العقلي والفكري والجسدي والنفسي الذي يقومون به، والسبب ماذا؟.. السبب هو السلام الذي يرونه على أجسادنا وعلى جثامين وأحلام أطفالنا.
عن أي سلام تريدون منا أن نتحدث وأنتم تستبيحون منا كل ما تصلون إليه، حتى المصحف رأيتم السلام في حرقه أهذا شئ يقبله عقل، أم هو ضحك على ذقون الأطفال (كما يقول الشارع الشعبي)، ومن يقول أنهم لم يؤيدوا حرق المصحف سأجيبه بأنهم لم يدينوه، والسكوت علامة الرضا يا عزيزي، والساكت عن الحق شيطان أخرس، وهم أكثر الناس خرسًا إذا كان الضحية مسلم أو ما يمس الإسلام أو فلسطيني مغتصب في كل شئ من حقوقه حتى في هواء يتنفسه.
صدحت الحناجر وتزايدت الأيدي الملوحة بالقتال والتهديد بالتدمير لكل الفلسطينيين منذ تمكن الفلسطيني الشاب الشهيد (أيوه شهيد) خيري علقم، من إدخال السرور (الشحيح) على نفوس أبناء جلدته بإقدامه على قتل مستوطنين مغتصبين لأراضيه وأراضي أجداده بالقدس، بعد ساعات من قليلة من اقتحام الاحتلال الإسرائيلي لمخيم جنين وقتله خيرة شباب المخيم بداعي الإرهاب، عن أي إرهاب تتحدث يا محتل؟، وعن أي إرهاب تتحرك أكبر من إرهابك أنت باستباحة حياة كل من هو فلسطيني بمختلف أنحاء الحياة، يا رجل حتى النساء تضرب في ساحات المساجد بداعي الإرهاب.
ستحدثني عن إرهاب الشاب الفلسطيني لإقدامه على قتل المستوطنين في المصلى اليهودي المعروف بالكنيس، سأجيبك بأني ألومه أيضًا ليس على الثأر الذي قام به لا، ولكن لكونه استباح مكان الصلاة مهما اختلفت الديانة وإن كانت ما يعرف بإسرائيل هي من عكفت طوال حياتها (التي ستنتهي وإن طال الزمان ليس بحديثي ولكن بحديث الله وكلامه في كتابه الكريم فارجعوا له لتعرفوا)؛ على استباحة إراقة دماء الفلسطينيين في القدس، ده حتى الأقصى ثالث الحرمين الشريفين جاتله طلقة من طلقاتكم، وتلطخت ساحاته بدماء المواطنين الفلسطينيين سواء المسلمين أو أشقائهم المسيحيين المدافعين عن أراضيهم الفلسطينية.
"إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها".. الله قال في اليهود إن أحسنوا أحسنوا لأنفسهم وهم أكثر من يضرون بأنفسهم ويجرون الفلسطينيين لإقدام على القتال معهم.. كيف هذا؟، سأجيبك ألم يمد الفلسطينيون أيديهم لإسرائيل بالسلام على حدود 1967، ومن خلفهم كل العرب سيكونون سلامًا مع إسرائيل إذا ضمنوا السلام لأبنائهم الفلسطينيين.. سلام على حدود 1967 يا إسرائيلي يعني أن الفلسطينيين وافقوا بترك جزء من كل أرضهم السابقة في مقابل السلام والعيش والحياة، وأنت ترفض وتريد القتال والدم وتدعي السلام، كيف يكون السلام بطلقات بندقية أمريكية بيد جندي إسرائيلي يريد من فلسطيني ترك كل أرضه التي أجبر على الموافقة على ترك بعضها؟.. فعلا اللي اختشوا ماتوا
اللي اختشوا ماتوا لما أدانوا الشاب الفلسطيني ووصفوه بالإرهابي ولم يدينوا إسرائيل ودعموها سلاحًا وعتادًا في استباحة ما تبقى من تراب فلسطين.. اللي اختشوا ماتوا لما سمعوا توجيه بايدن بدعم فريق الأمن القومي لإسرائيل بعد هجوم الشاب الفلسطيني وهو بايدن نفسه اللي محركش شعره الأبيض المشيب لكل ما يحدث من أسلحة الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين.. اللي اختشوا ماتوا لما اتحرق المصحف واتقتل مسلمين ومسيحيين في دور عبادتهم بأيدي يهود وصهيونية والتزموا الصمت، وتحدثوا فقط عندما مسهم الضر من فلسطيني وليتهم يعلموا أن فلسطين مسها الضر واقتربت من الانفجار أو الموت فهل من مجيب؟.
ما يحدث يوميا خلال السنوات الأخيرة في الأزقة الفلسطينية المتبقية، وما يحدث أيضًا من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي على مدار سنوات ينذر ويهدد بحرب ضارية بين المقاومة الفلسطينية بمختلف فصائلها، وبين قوات الاحتلال، خاصة أن كل حرب تدور رحاها بين الطرفين تكون أشرس وأصعب من سابقتها، فليت العقل يعمل في الأروقة والأزقة المحتلة التي يتواجد بها الإسرائيليون، وفي أروقة البيت الأبيض (بوصلة تل أبيب وقبلتها العسكرية والسياسية) لمنع الوصول إلى مالا يحمد عقباه.. فهل من مجيب؟