الأربعاء 27 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

صراع الزعامة.. أين بوتين؟ وأين بايدن؟

الثلاثاء 15/نوفمبر/2022 - 03:06 م

بوتين وبايدن كلاهما يزاحم الآخر في زعامة الكوكب.. لماذا؟، ماذا تستطيع أن تقدم روسيا بوتين أكثر مما قدمته في الحرب مع أوكرانيا؟.. ألم تكشف كييف عورة روسيا العسكرية في تخومها وتجبرها على التوجه للاستعانة بأسلحة إيرانية، وهنا أقصد الطائرات المسيرة التي استعانت بها موسكو من طهران للسيطرة في الحرب وبسط نفوذها، ومع ذلك تراجعت أيضًا عن الأرض التي سيطرت عليها في بداية الحرب حتى إنها تراجعت إلى الحد الشرقي لنهر دينبرو في خيرسون التي أعلنها بوتين ذاته أرضًا تابعة لاتحاد روسيا الفيدرالي.

على الجهة الأخرى أيضًا أجيبوني، هل حان الوقت حقًا للتبشير بهزيمة روسيا في مستنقع أوكرانيا وخضوعها لما تمليه أمريكا ومن خلفها دول الغرب من شروط وعقوبات؟، أم أن دب موسكو ما زال ممسكًا بخيوط اللعبة في أوكرانيا وما يقدم عليه من تراجعات يمثل تكتيك سياسة حربية ليس أكثر، فصراع البلاطجة بين فلاديمير بوتين، وجو بايدن، تعدى حدود أوكرانيا وراح يلقي بظلاله على ما يشهده العالم من قمم متتابعة في الوقت الراهن، فكل منهما يسارع لكسب أكبر تأييد عالمي لموجهة الآخر.

ماذا يمكن أن تقدم روسيا بوتين أكثر ممما فعلته حتى الآن في أوكرانيا؟، ألم تظهر لنا روسيا وكأنها في وضع يائس بخسارتها آلاف الجنود في الحرب ضد أوكرانيا وباتت التعبئة العسكرية مؤشر انهيار كبير للجيش الثاني عالميًا في مواجهة كييف، وأؤكد عليكم حتى الآن لم أصل لإجابة عن هل كانت روسيا لتستعين بالأسلحة الإيرانية إذا كانت حقًا مسيطرة في أوكرانيا؟، وما هذا النظام الدولي الجديد الذي تدعو إليه روسيا؟ وهي غير قادرة حتى الآن على لي ذراع الأوروبيين وأمريكا سوى بالغاز فقط، بالتأكيد ستسألني عن قدرة روسيا النووية؛ سأجيبك بأن بوتين لا يستطيع ضرب أوكرانيا نوويًا في الوقت الحالي فهو يعلم تمام العلم أن دخول بلاده في حرب نووية يعني فناءها وفناء غالبية القارة الأوربية، إلى جانب خسارته حليفه الشقيق الصيني كونه غير مستعد لخسارة سباقه الاقتصادي على الزعامة مع أمريكا والانخراط في صراع مسلح.

أمريكا القطب القديم المتجدد منذ الحرب العالمية الثانية تمارس هويتها المفضلة بتضييق الخناق على بوتين في مختلف القمم العالمية، فلم نرَ زعيم الكرملين في الجمعية العامة للأمم المتحدة الأخيرة، ولم نره أيضًا في قمة العشرين، ولم نره في قمة المناخ، وفي جميعها حضر بايدن (عجوز البيت الأبيض)، لكنه حضر أيضًا قمة البريكس (المجموعة الاقتصادية التي تراها روسيا أنها موازية لقمة العشرين أو مجموعة السبع)، وهنا أتساءل هل هذا حقًا هو النظام العالمي الجديد الذي يدعو إليه بوتين، أم أن بايدن نجح في كبح بوتين وتضييق الخناق عليه عالميًا؟، فبوتين يصارع لإنهاء ما وصفه بنظام القطب الواحد، وبايدن لا يريد له أن ينازعه سلطة أبناء العم سام (شرطي الكوكب).

نزاعات الزعامة العالمية الدائرة بين روسيا وأمريكا لم تنس المنطقة العربية، ففي منطقتنا أملت أمريكا أن يضخ العرب نفطهم في مواجهة إغلاق روسيا لصنبور الغاز المتجه إلى أوروبا، كما سعت روسيا لكسب ود العرب أيضًا في مواجهة أمريكا، لكن العرب يعلمون ويتفهمون أنه حان الوقت أن يتم الإعلان صراحة عن قوتهم الاقتصادية والسياسية عالميًا فمن جهة أبى العرب الانحياز لأي طرف في مواجهة الآخر ودأبوا (وأقصد هنا قادة العرب) على التأكيد على حياد بلداننا عن حرب لا ناقة لنا بها ولا جمل، بل أشاروا إلى امتعاضهم من الازدواجية في المعايير الدولية بين الحرب الروسية الأوكرانية والقضية الفلسطينية، فلماذا لم يأخذ الأوروبيون وأمريكا الموقف ذاته تجاه أشقائنا العرب في فلسطين.

بوتين زعيم روسيا، يعلم أن بلاده غير قادرة في دخول حرب مفتوحة ضد أمريكا وحلفائها الغربيين في الوقت الحالي فلا روسيا قادرة على الاستمرار اقتصاديًا في الحرب حال نشوبها، ولا هي قادرة أيضًا على الدخول في حرب عسكرية ضد كل تلك الدول دون حليفها التنين الصيني، وصديقتها كوريا الشمالية، وصديقتها إيران، وعلى الجانب الآخر أمريكا أيضًا غير قادرة على الدخول في حرب مفتوحة ضد روسيا، فهي (أقصد أمريكا) منهمكة في صراع فعلي على صدارة الكوكب اقتصاديًا ومن ثم عسكريًا ضد الصين، فواشنطن تعلم أن عدوها الرئيسي عالميًا يكمن في بكين وليس في موسكو، فسابقًا استطاعت واشنطن أن تحتوي الدب الصيني وترهقه وتركعه في الحرب الباردة، وهو ذات الموقف الذي تتخذه حاليًا ضد بوتين باستنزافه عسكريًا واقتصاديًا في أوكرانيا، وتركز أنظارها تجاه الصين، في صراعها البلطجي على صدارة وتزعم الكوكب.

بايدن يصوب أنظاره بشكل كلي على تايوان ويعمل على تقوية كل من اليابان وكوريا الجنوبية حليفتيه، لمساندته في حال دخول بكين عسكريًا إلى تايوان، فهذا هو الصراع الحقيق الذي يمكن لأمريكا أن تترك لأجله الأخضر واليابس، وليس أوكرانيا التي اكتفت بتمويلها عسكريًا فقط، فتايوان تعني كسر هيبة أمريكا وانتهاء سيطرتها عالميًا حال سيطرت عليها الصين، لذلك تعمل الاكتفاء بتقديم التمويلات والمعدات العسكرية لأوكرانيا فقط، فيما توجه ترسانتها العسكرية البحرية إلى محيط تايوان ترقبًا للصين، فأمريكا تخشى بكين، أو كما نقول (الفتوة الأمريكي قلقان من الفتوة الصيني أكتر من الفتوة الروسي).

تابع مواقعنا