الجمعة 15 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

الإثنين الأسود بإسرائيل.. عساف ياجوري: 8 أكتوبر يوم الدم وخيبة الأمل والألم العظيم

السبت 08/أكتوبر/2022 - 12:04 م

استعرضت مذكرات المشير محمد عبدالغني الجمسي، بكتاب مذكرات الجمسي حرب أكتوبر 1973، ما حدث يوم 8 أكتوبر 1973، ثالث أيام حرب أكتوبر، واليوم الثالث من القتال لقواتنا المسلحة دفاعا عن الأرض والوطن. 

يوم الذعر لـ عساف ياجوري.. أبرز أحداث يوم 8 أكتوبر 1973 

 

تسرد مذكرات الجمسي، أنه في  صباح يوم 8 أكتوبر، بدأت الضربة المضادة الإسرائيلية ضد قوات الجيش الثاني والقنطرة شرق إلى  الإسماعيلية شرق، ووجد اللواء سعد الدين مأمون قائد الجيش الثاني في مواجهته فرقتين مدرعتين، إحداهما في المنطقة شرق القنطرة بقيادة آدان، والأخرى على الطريق الأوسط في اتجاه الإسماعيلية بقيادة شارون، ولكنها ليست على اتصال مباشر بقوات الجيش.

 

 كان الوضع العام لقوات العدو -من وجهة نظر هيئة العمليات- أن فرقة آدان المدرعة تواجه قوات الجيش الثاني، بينما فرقة مندلر المدرعة تواجه قوات الجيش الثالث، أما فرقة شارون المدرعة فهي احتياطي الجبهة الجنوبية الإسرائيلية؛ لتعزيز نجاح هجوم إحدى الفرقتين في مواجهة الجيش الثاني أو الجيش الثالث.

 

وبدأت فرقة آدان المكونة من 3 لواءات مدرعة حوالي 300 دبابة، ووحدات أخرى بالهجوم ضد الفرقة 18 بقيادة فؤاد عزيز في قطاع القنطرة بلواء مدرع، وضد الفرقة الثانية بقيادة حسن أبو سعدة في قطاع الفردان بلواء مدرع آخر، بغرض اختراق المواقع المصرية والوصول إلى خط القناة، وتمكنت قوات الجيش الثاني من صد هذا الهجوم في القطاعين، وفشلت قوات العدو في مهمتها، اضطرت على إثرها للانسحاب شرقا بعد أن تكبدت الخسائر في الأفراد والمعدات.

 

لماذا أصبح ثالث أيام حرب أكتوبر الاثنين الأسود في إسرائيل؟

في معركة الفردان، أعاد العدو تنظيم قواته، وحاول آدان مرة أخرى الهجوم بلواءين مدرعين ضد فرقة حسن أبو سعدة، واللواء الثالث ضد الفرقة 16 بقيادة العميد عبد رب النبي في قطاع شرق الإسماعيلية، ودارت معركة الفردان بين فرقة آدان وفرقة حسن أبو سعدة.


واندفعت الدبابات الإسرائيلية لاختراق مواقع أبو سعدة في اتجاه كوبرى الفردان بغرض الوصول إلى خط القناة، وكلما تقدمت الدبابات الإسرائيلية ازداد أمل آدان في النجاح، وفوجئت القوة المهاجمة بأنها وجدت نفسها داخل أرض قتل، والنيران المصرية تفتح ضدها من 3 جهات في وقت واحد تنفيذًا لخطة حسن أبو سعدة.

أحداث حرب أكتوبر.. عساف ياجوري: لقد أصبح الثامن من أكتوبر يوم الدم وخيبة الأمل والألم العظيم

 

وكانت المفاجأة الأقوى أن الدبابات المعادية كان يتم تدميرها بمعدل سريع بنيران الدبابات المصرية والأسلحة المضادة للدبابات والمدفعية، وكانت قوة الدبابات الإسرائيلية المتقدمة باندفاع شديد تتكون من 35 دبابة مدعمة بقيادة العقيد عساف ياجوري، وهي إحدى الوحدات التي كانت تتقدم الهجوم، فأصابه الذعر عندما أصيبت ودمرت له 30 دبابة خلال معركة دامت نصف ساعة في أرض القتل، ولم يكن أمام عساف ياجوري إلا القفز من دبابة القيادة ومعه طاقمها للاختفاء
في إحدى الحفر لعدة دقائق وقعوا بعدها في الأسر برجال الفرقة الثانية.

 

وظلت هذه الدبابة المدمرة في أرض المعركة تسجيلا لها يشاهدها الجميع بعد الحرب اضطر آدان، لخسائره الشديدة، لإيقاف هجومه والانسحاب شرقًا تحت ضغط قوات ونيران الجيش الثاني.

 

 ويتابع الجمسي في مذكراته: شعرت بالارتياح عندما تبلغ لنا في مركز العمليات عن نجاح معركة الفرقة الثانية “معركة الفردان بقيادة حسن أبو سعدة”، اتصلت به تليفونيا لتقديم التهنئة له على إنجاز فرقته، وتبادلنا حديثًا قصيرا امتدح فيه التخطيط وامتدحت فيه التنفيذ، وقد أسعدني ما سمعته منه عن الروح المعنوية لقوات الفرقة وإصرارها على هزيمة العدو.


ويتابع الجمسي في مذكراته: كانت قيادة الجيش الثاني، وكنا أيضا في مركز العمليات، نتابع المعارك التي تدور في قطاع الجيش، حيث أن نجاح هجوم العدو في قطاع القنطرة شرق الفردان أو الإسماعيلية شرق كان يعني وصول قواته إلى خط القناة؛ الأمر الذي يؤثر على اتزان أوضاع قوات الجيش، وأيضا الأمر الذي لا يمكن قبوله.


ويكمل الجمسي: لم ينس عساف ياجوري بعد عودته من الأسر بعد انتهاء الحرب ما حدث له ووحدته في الحرب، فقد كتب مقالًا في جريدة “معاريف 2” وصف فيه يوم 8 أكتوبر بأنه دخل التاريخ تحت اسم “الإثنين الأسود في إسرائيل”، وقال:  لماذا تركوا صدورنا عارية على جبهة الفردان يوم 8 أكتوبر، إن خيبة الأمل التي أحسست بها وقتئذ شعر بها أغلب الجنود، وكل من عاشها لا ينسى مرارتها، وعندما عدت من الأسر أذهلني حجم الخسائر التي وقعت في صفوفنا، لقد أصبح الثامن من أكتوبر يوم الدم وخيبة الأمل والألم العظيم.

تابع مواقعنا