أول تعليق من سيدة دوّنت يومياتها على مقبرة زوجها: نفسي آخده في حضني.. كان ملاك وحنيته خلتني أعشقه
السلام عليكم يا وائل.. اليوم هو الـ 79 لغيابك.. اليأس تمكن من رجوعك لكن هفضل مستنياك..استأذنك أنا رايحة الوكالة.. كلمات مؤثرة لسيدة تُدعى مروة، اعتادت كتابة يومياتها على قبر زوجها منذ وفاته، رافضة تصديق غيابه عنها، أو أنها لم تعد تشاركه تفاصيل يومها كما اعتادت، وضجت بها مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تداولوا كتابتها على نطاق واسع واعتبروها نموذجا يُحتذى به، للمرأة الوفية المخلصة لزوجها، التي لا زالت تستأذنه للخروج حتى بعد وفاته.
سيدة تكتب يومياتها على قبر زوجها
وتواصل القاهرة 24، مع مروة مصطفى، البالغة من العمر 45 عاما، لتروي قصة حبها لزوجها وائل السيد أمين التي دامت 8 سنوات و6 أشهر و5 أيام، فهي لم تحسب فقط أيام فراقه عنها التي وصلت لـ 95 يوما، بل حتى أيام زواجه بها، كانت حريصة على حسابها.
الأرض مشالتش زي وائل.. مفيش ست شافت راجل زي اللي أنا كنت عايشة معاه، كان ملاك ومحترم ومفيش زيه.. بهذه الكلمات وصفت مروة زوجها الذي كان بارًا بأهله وأهلها وكان خير زوج، فبدأت علاقتهما بعدما انفصل عن زوجته الأولى، وأنجب منها ابنًا واحدًا، لكن مروة لم تُرزق بأطفال، رغم محاولاتها المستمرة على مدار السنوات الماضية للإنجاب، لكنها في النهاية باءت بالفشل.
مدة الزواج الذي يتبين أنها قصيرة نوعًا ما، إلا أنها أظهرت معدن وائل الأصيل -حسبما وصفته زوجته- كان قبل كل صباح يُدخل صينية الطعام لوالدته المريضة، ليداعبها حتى ترضى أن تأكل، وبعدما يتأكد من إشباعها، يبدأ هو في الطعام، أما عن والدة مروة، فكان ينزل بجسده يقبل قدميها دائمًا، وعنها هي، فقالت إنه لم يفوت يومًا دون أن يشتري لها باقة ورود، موضحة: أنا مش جميلة لكن كان بيحسسني إني أجمل إنسانة في الدنيا.
قبل ثلاث سنوات، أُصيب الزوج الذي يعمل موظفًا حكوميًا، بجلطة في القلب، وتم حجزه بمعهد القلب 4 أيام لإذابتها، وفور خروجه أُصيب مرة أخرى، لكنها استمرت أكثر من 24 ساعة؛ وازدادت حالته سوءا، واضطر للخضوع لعملية جراحية لتركيب دعامتين، وكان يجهز لتركيب الثالثة لكن القلب كان تليف تمامًا.
على مدار السنوات الثلاث خضع وائل لعلاج شديد، وأصيب كذلك بـ فيروس كورونا، وخلال الفحص، تبين أن هناك ماء على القلب ويحتاج إلى عملية كبيرة، لكنها خطر على حياته ونسبة نجاحها ضئيلة، فبحسب ما أخبرها الأطباء، يمكن أن ينزف بالجراحة إلى أن يموت، قائلين: بلاش يتبهدل آخر أيامه.
كلمة وقعت كالصاعقة على قلب مروة، لكنها أبت أن تترك حبيبها ليموت، فأرسلت إلى مستشفى مجدي يعقوب للقلب، وقُبلت حالته نظرًا لتأخرها، وبالفعل تحضر الزوجان للسفر بالقطار 14 ساعة، قائلة: كنا رايحين ماسكين ايد بعض كل مدة السفر، واتفقنا نرجع سوا، ولما وصلنا حب يفسحني في أسوان، عشان يخفف عليا لأني كنت بطولي مش معايا حد، في راجل بالحنية دي؟
ذهب وائل إلى المستشفى وودع زوجته لأنها لم يُسمح لها بالمكوث معه، بل تكون في مكان بعيد فقط تنتظر بجانب الهاتف، لتسمع صوت زوجها أو الأطباء يخبروها بأنه تحسن، ولكنها كانت تجلس أمام باب المستشفى رافضة الذهاب لأي مكان دون زوجها، الذي خضع لعملية دامت لـ 14 ساعة.
انتظارها كان على أحر من الجمر مثلما يُقال، كان بين الحين والآخر يتحدث إليها طبيب ليخبرها بمستجدات الأحداث المؤلمة، أهمها أن قلبه توقف نصف ساعة لكنه عاد للحياة، وكذلك الكلى، وكان للكبد دور أيضًا في انهيار أعصابها، في كل تلك الفترة كان في غيبوبة تامة، استيقظ منها فيما بعد وأول من تذكره كان صديق عمره يُدعى ياسر.
وتابعت مروة لـ القاهرة 24: كنت لوحدي بجري أجيب دم وألف على الدكاترة، لكن أول ما قالولي صحي تعالي شوفيه اتشاهدت ورحت شفته، وكنت بنام على الأرض في الأوضة جنبه، مستنية بس يفوق عشان نروح.
وقبل 95 يوما، تقول مروة إن زوجها كان يحدثها عن عروس جميلة، ويشاور عليها ويسأل من أتى بها، كما أنه كان يرى منفذ واسع يطل على الفضاء ويتحدث عنه، لكنه في الواقع كان ينظر إلى الحائط ولا يوجد سواهما في الغرفة، لكنه فجأة طلب منها أن يستحمّ ويرتدي ثيابًا جديدة ويضع رائحة طيبة، هنا كان لأول مرة منذ أيام طويلة يمشي على قدميه، حتى أنها من شدة فرحتها صورته في مقطع فيديو؛ لترسل لصديقه أنه أصبح على ما يرام.
وتضيف مروة أنه بمجرد مرور دقائق تبدل كل شيء في لحظة، انخفض ضغطه تمامًا ثم صعد على سريره ونطق الشهادة 7 مرات، وأخرجها الأطباء ليجروا له صدمات كهربائية دامت ساعتين و20 دقيقة ولكن لم تجدِ نفعا، حيث سمعت الكلمة التي كانت تتهرب منها دائمًا، فقالت: قالولي البقاء لله.. حسيت إني مش فاهمة الكلمة وأول مرة أسمعها.. يعني ايه البقاء لله؟
وتكمل: عُدت بمفردي من أسوان إلى القاهرة، هو أيضًا كان معي لكنه في صندوق خشبي، وقبل أن يتوفاه الله وصى صديقه عليّ وعلى ابنه، ووصاني على والدته، التي لا زالت معي حتى الآن، مثلما ظل مع والدي إلى أن توفى منذ عامين، أما عن جنازته، فكان ورائها آلاف الناس الذي ساعدهم طوال حياته، كان يحبه الكثيرون.
تقول الزوجة: من ساعتها هو مماتش جوايا، بروحله كل يوم القبر واكتب له تفاصيل يومي زي ما كنت بحكيله على طول ويسمعني، مقدرش أعمل أي حاجة من غير ما أقوله، حتى لو هروح لأي مكان، أنا سامعة صوت مفاتيحه وصوت صفارته على السلم عشان أفتحله قبل مايخبط على الباب، إمبارح نادى عليا بصوت عالي جريت أرد عليه لكن افتكرت إنه مات، أنا مكنتش أعرفه قبل الزواج لكنه خلاني أعشقه بعدين.
واختتمت مروة حديثها مع القاهرة 24: معرفش مين صور المقابر لكنه اقتحم حياتي أنا وزوجي، أنا كنت بروح بس أتمنى الباب اللي بيني وبينه يفتح عشان آخده في حضني، وكتابتي هي الحاجة الوحيدة اللي مخلياني لسة عايشة.