يحتضن ابنته على رصيف في إمبابة.. حمدي يستغيث: نفسي أكمل حياتي مستور
في أحد شوارع منطقة إمبابة بمحافظة الجيزة، يلفت الأنظار جلوس حمدي فوق مرتبة قديمة وبعض من الأغطية في مشهد يبدو وكأن الرجل فيه يبحث عن بيت بديل له بعد أن فقد مسكنه وعمله وكل ما كان له نتيجة الحوجة والعوز، فهذا الرجل الذي عمل لأكثر من عشرين عاما في مجال البناء ومع العديد من شركات المقاولات، ها هو اليوم يفترش الشارع ويبحث عن بيت له ولابنته مريم التي لم تكمل عامها الخامس عشر بعد.
أكثر ما يمكن أن يسبب الألم والضيق لشخص أن يرى أمامه من أذلته الأيام بعد أن أكرمته، ومن ذاق مرارة تقلبات الدهر وغدراته، فهذا ما حدث مع هذا الرجل الذي كان يعيش في أسرة هادئة مع زوجة وابنة يحكي عنها أنها جميلة وذكية وتحب التفوق في دراستها، ولكن بعد إصابة عمل أدت إلى حدوث ما يشبه الشلل الرباعي لم يكن أمام حمدي إلا ترك عمله الشاق، ولأنه لم يكن يحصل على معاش نظير تقاعده اضطر لبيع بعض من أثاث منزله، وبعد ذلك اضطر لترك البيت الذي كان يستأجره بمبلغ ١٦٠٠ جنيه، ووقعت المشاكل بينه وبين أهل زوجته فتركته الأخيرة، وظلت ابنته معه يحرسها طوال الليل وهي نائمة على الرصيف بجواره.
يقول حمدي الناس الجيران صعب عليها البنت تنام كدة وأنا قاعد حارس عليها، أنا بدأت أدور على شغل وشغال دور ولا اتنين مع سواقين الميكروباصات في المنطقة.
ولكن ما يبحث عنه حمدي ليس عملا فحسب بل يناشد وزير الإسكان ورئيس الوزراء أن ينظروا بعين الرحمة للابنة مريم فأبسط حق لها أن تجد سقفا وأربعة جدران يحمونها من مخاطر وتحديات الجلوس والنوم على الرصيف.