توقيت صلاة التهجد وكيفية أدائها بالتفصيل.. أدعية ليلة القدر مكتوبة
يتساءل الكثير من المسلمين عن توقيت صلاة التهجد والدعاء المأثور لها، فمع بدايات العشر الأواخر من رمضان يجتهد المؤمنون في عمل الخيرات والإكثار من الطاعات بالقيام والذكر والدعاء وإخراج الصدقات، لعل يوم من الأيام العشر يصاف ليلة القدر فيكون ثواب العبد كثواب عبادة ألف شهر، وقد حثنا رسولنا الكريم على تحري ليلة القدر في الليالي الوترية من العشر الأواخر.
توقيت صلاة التهجد
ما هو وقت صلاة التهجد؟ من أكثر الأسئلة التي يطرحها المسلمون في هذه الآونة لاغتنام ثواب العشر الأواخر من رمضان، وقيام ليلة القدر حتى يصيب العبد الحديث النبوي الشريف "من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه"، ولذلك سنوضح لكم توقيت صلاة التهجد التي كان يصليها النبي صل الله عليه وسلم كما جاء في الآية الكريمة " وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودً".
صلاة التهجد واحدة من صلوات قيام الليل، فقيام الليل هو أي صلاة يؤديها المسلم من بعد صلاة العشاء، أما توقيت صلاة التهجد فهو يبدأ من بعد الاستيقاظ من النوم ولو لفترة قصيرة بعد صلاة العشاء حتى طلوع الفجر، فصلاة العبد في هذه الفترة بعد استيقاظه ليلا تعد صلاة تهجد، ووفقا لدار الإفتاء المصرية فقد ورد عن الصحابي الجليل الحجاج بن غزية رضي الله عنه أنه قال: "يحسب أحدكم إذا قام من الليل يصلي حتى يصبح أنه قد تهجد، إنما تهجد المرء يصلي الصلاة بعد رقدة، ثم الصلاة بعد رقدة، وتلك كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم".
ومن جانبه أوضح مفتي الديار المصرية أن توقيت صلاة التهجد يبدأ بعد الانتهاء من صلاة العشاء إلى أخر الليل ولكن الوقت الأفضل للتهجد هو الثلث الأخير من الليل قبيل الفجر، وقد ورد عن النبي صل الله عليه وسلم أنه قال: "من خاف ألا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم آخره فليوتر آخر الليل، فإن صلاة آخر الليل مشهودة، وذلك أفضل"، ففي ذلك الوقت المبارك ينزل الله رحمته إلى السماء الدنيا ليستجيب للداعين ويغفر للمستغفرين.
طريقة صلاة التهجد في رمضان
بعد أن تعرفنا على توقيت صلاة التهجد، سنوضح لكم طريقة صلاة التهجد في رمضان، وهي ان ينام العبد نومة خفيفة أثناء الليل ثم يستيقظ في الفترة ما بين بعد العشاء حتى طلوع الفجر ويصلي التهجد ركعتين، ثم ركعتين، أي مثنى ومثنى ويسلم بعد كل ركعتين، وبعدما ينهي صلاته بعدد ركعات ما يشاء يوتر بركعة واحدة أو ثلاث أو خمس، ولكن صفة النبي في صلاة التهجد أن يقيم الليل بـ 11 ركعة ويوتر بركعة واحدة.
سميت صلاة التهجد بذلك الاسم وهو فعل خماسي للمصدر "هجد" ومعناه ترك النوم، ما يدل على قيام الليل بعد الاستيقاظ من النوم، وهي من الصلوات النوافل التي لها أجر عظيم لما فيها من مجاهدة للنفس على ترك لذة النوم للوقوف بين يدي الله وسؤاله العتق من النيران في العشر الأواخر من رمضان، حيث تشمل صلاة التهجد أدعية وقنوط تمتد حتى موعد طلوع الفجر.
عدد ركعات صلاة التهجد
ولمن يتساءل ما هي عدد ركعات صلاة التهجد، فأقل عدد لها هو ركعتين مع ركعة وتر، وأكثر عدد ركعات لها حسبما شاء العبد من الركعات المثنى، وقد أوضحت السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها كيفية صلاة التهجد عندما قالت إن النبي صلى الله عليه وسلم: (كان يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة؛ يوتر من ذلك بخمس لا يجلس إلا في آخرهن).
من الممكن أن تصلى صلاة التهجد في جماعة بالمسجد، أو منفردا في البيت، أو حتى جماعة مع أهل المنزل، فالجهر والاسرار بصلاة التهجد متروك لتقدير المصلى حتى يحقق الخشوع الخاص به للإكثار من أدعية ليلة القدر لتحقيق الأمنيات أثناء صلاة التهجد، فهي أدعية مستجابة لوقوعها في جوف الليل.
دعاء صلاة التهجد ليلة القدر
بالحديث عن توقيت صلاة التهجد وكيفية أدائها في رمضان، نذكركم بالحديث النبوي الشريف عن النبي صل الله عليه وسلم أنه قال " (أَحَبُّ الصيامِ إلى اللهِ صيامُ داودَ، كان يصومُ يومًا ويُفْطِرُ يومًا، وأَحَبُّ الصلاةِ إلى اللهِ صلاةُ داودَ، كان ينامُ نصفَ الليلِ ويقومُ ثُلُثَهُ، وينامُ سُدُسَهُ)، وقد أكدت دار الإفتاء المصرية أن قيام الليل من أفضل الصلوات المسنونة بعد الصلوات الفريضة، مستشهدة بقول رسول الله " "أَفْضَلُ الصِّيامِ، بَعْدَ رَمَضانَ، شَهْرُ اللهِ المُحَرَّمُ، وأَفْضَلُ الصَّلاةِ، بَعْدَ الفَرِيضَةِ، صَلاةُ اللَّيْلِ".
ومن دعاء صلاة التهجد ليلة القدر ما نقدمه لكم كالتالي:
- اللهم إني نعوذ بك من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء، اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك.
- رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ.
- رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، رَبِّ إِنّي أَعوذُ بِكَ أَن أَسأَلَكَ ما لَيسَ لي بِهِ عِلمٌ وَإِلّا تَغفِر لي وَتَرحَمني أَكُن مِنَ الخاسِرينَ.
- رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ، رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ.
- اللَّهمَّ عالِمَ الغَيبِ والشَّهادةِ، فاطرَ السَّمواتِ والأرضِ، رَبَّ كلِّ شيءٍ ومَليكَهُ، أشهدُ أن لا إلَهَ إلَّا أنتَ، أعوذُ بِكَ مِن شرِّ نفسي وشرِّ الشَّيطانِ وشِركِهِ.
- اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والبُخْلِ، والجُبْنِ، وضَلَعِ الدَّيْنِ، وغَلَبَةِ الرِّجالِ، رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ، يا مقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قلبي على دينِكَ.
ومن دعاء القنوط في صلاة التهجد
- اللهم يا ذا الرحمة الواسعة، يا مطلعا على السرائر والضمائر والهواجس والخواطر، لا يعزب عنك شيء، أسألك فيضة من فيضان فضلك، وقبضة من نور سلطانك، وأنسًا وفرجًا من بحر كرمك، أنت بيدك الأمر كله ومقاليد كل شيء، فهب لنا ما تقر به أعيننا، وتغنينا عن سؤال غيرك، فإنك واسع الكرم، كثير الجود، حسن الشيم، في بابك واقفون، ولجودك الواسع منتظرون يا كريم يا رحيم.
- اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي خَطِيئَتي وَجَهْلِي، وإسْرَافِي في أَمْرِي، وَما أَنْتَ أَعْلَمُ به مِنِّي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي جِدِّي وَهَزْلِي، وَخَطَئِي وَعَمْدِي، وَكُلُّ ذلكَ عِندِي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وَما أَخَّرْتُ، وَما أَسْرَرْتُ وَما أَعْلَنْتُ، وَما أَنْتَ أَعْلَمُ به مِنِّي، أَنْتَ المُقَدِّمُ وَأَنْتَ المُؤَخِّرُ، وَأَنْتَ علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ، اللهمَّ عافِني في بدني، اللهمَّ عافِني في سمعي، اللهمَّ عافِني في بصري.
- يا فارج الهمّ ويا كاشف الغم فرج همنا ويسر أمرنا، وارحم ضعفنا وقلة حيلتنا، وارزقنا من حيث لا نحتسب يا رب العالمين، اللهم إني نسألك أن تجعل خير عملنا آخره، وخير أيامنا يوم نلقاك فيه، إنّك على كل شيءٍ قَدير، اللهمَّ مالكَ الملكِ تُؤتي الملكَ مَن تشاءُ، وتنزعُ الملكَ ممن تشاءُ، وتُعِزُّ مَن تشاءُ، وتذِلُّ مَن تشاءُ، بيدِك الخيرُ إنك على كلِّ شيءٍ قديرٌ، رحمنُ الدنيا والآخرةِ ورحيمُهما، تعطيهما من تشاءُ، وتمنعُ منهما من تشاءُ، ارحمْني رحمةً تُغنيني بها عن رحمةِ مَن سواك.
- اللَّهمَّ إنِّي عَبدُك، وابنُ عبدِك، وابنُ أمتِك، ناصِيَتي بيدِكَ، ماضٍ فيَّ حكمُكَ، عدْلٌ فيَّ قضاؤكَ، أسألُكَ بكلِّ اسمٍ هوَ لكَ سمَّيتَ بهِ نفسَك، أو أنزلْتَه في كتابِكَ، أو علَّمتَه أحدًا من خلقِك، أو استأثرتَ بهِ في علمِ الغيبِ عندَك، أن تجعلَ القُرآنَ ربيعَ قلبي، ونورَ صَدري، وجَلاءَ حَزَني، وذَهابَ هَمِّي، إلَّا أذهبَ اللهُ عزَّ وجلَّ همَّهُ، وأبدلَه مكانَ حَزنِه فرحًا، قالوا: يا رسولَ اللهِ! يَنبغي لنا أَن نتعلَّمَ هؤلاءِ الكلماتِ؟ قال: أجَلْ، ينبغي لمَن سمِعَهنَّ أن يتَعلمَهنَّ..
- يا قاضي الحاجات، ويا مجيب الدعوات، ويا غافر السيّئات، يا وليّ الحسنات، ويا دافع البليّات، اللهم إنك قلت وقولك الحق: "ادعوني أستجب لكم"، وقلت وأنت أصدق القائلين: "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب"، اللهم هذا الدعاء ومنك الإجابة، وهذا الجهد وعليك التّكلان، ولا حول ولا قوة إلا بك، أنت حسبنا ونعم الوكيل، اللهم لا تَرُدَّنا خائبين، ولا من رحمتك مطرودين، "سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ".