عمرو خالد: أقوى اختبار للتقوى يتجسد في حسن معاملة المرأة وعدم الإساءة لها
قال الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي، إن أقوى اختبار للتقوى يتجسد في حسن معاملة المرأة وعدم الإساءة لها، مشيرًا إلى أن سورة النساء التي تنهي عن ظلم الطوائف الضعيفة في المجتمع، سميت بهذا الاسم، لأن الرجل إذا حفظ حق المرأة في بيتها، في مالها، وفي كل حياتها، سيكون قادرًا على حفظ باقي حقوق الناس في الحياة.
وأضاف خالد في ثالت حلقة من برنامجه الرمضاني حياة الإحسان، الذي يذاع عبر قناته على موقع يوتيوب، إن اختبار حفظ الحقوق يتجسد في المرأة، مستشهدًا بأول آية في سورة النساء: يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالًا كثيرًا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبًا.
ودلل كذلك على ضرورة صون حقوق المرأة والمحافظة عليها، بما ورد في خطبة الوداع، حين خص النبي صلى الله عليه وسلم المرأة بوصيته: أوصيكم في النساء خيرًا، فإنكم أخذتموهن بكلمة الله واستحللتم فروجهن بكلمات الله.. ألا هل بلغت.. اللهم فاشهد، وقال إن هذه فكرة غير مسبوقة لم يسبق أحد النبي إليها، فأنت عندما تتعامل مع المرأة كأنك تتعامل مع الله "أخذتموهن بأمانة الله".
واعتبر خالد أن أشد الظلم هو ظلم المرأة، ولخطورة هذه الوصية كررها النبي في حجة الوداع ثلاث مرات.. "أيها الناس إن لنسائكم عليكم حقًا.. فاتقوا الله في النساء (قالها ثلاثًا). ثم قال أوصيكم في النساء خيرًا". وفي يوم وفاته، رفع النبي عدم التقوى مع المرأة لدرجة الظلم.. "الظلم ظلمات يوم القيامة".
لماذا تقدير الإسلام للمرأة؟
شدد خالد على عظم المهمة التي حَملَها الله للمرأة، قائلًا إن "استمرار الأرض مرتبط بها، وإن الله سبحانه وتعالى خلق آدم وحواء بكن فيكون، ثم أوكل إلى الأسرة استمرار تناسل الخلق، وأوكل الجانب الأكبر من هذه العملية إلى الأم تحديدًا، لأن دور الأب يقتصر على وضع الحيوانات المنوية في رحم الأم فقط، وتكتمل بقية العملية عند الأم، لذلك فهي معمل الحياة، لأنها من تتحمل مهمة استمرار الخلق".
وفسر خالد وفق هذا المعنى نزول الدورة الشهرية على المرأة، لأنها "جزء من معمل الحياة، وبالتالي فالحيض ليس بنجاسة، ولا ينظر إلى حيض المرأة كسيئة فيها، فعندما ذهب الرسول صلى الله عايه وسلم إلى المدينة وجد اليهود يقولون إنه إذا لمست المرأة الحائض شيئا يُنجَّس، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن في حجر السيدة عائشة وهي حائض ليرسل معنى، وإذا رآها تشرب من إناء وهى حائض يرى أين موضع شفتاها ويشرب منه ليغير مفهومًا".
لماذا لا تصلي المرأة وقت الحيض؟
لكن لماذا إذن لا تصلي المرأة في هذا الوقت؟، قال خالد": "إن الله سبحانه وتعالى كلفها بمهمة كونية وهي استمرار الحياة، فحمل عنها مهمة شرعية عبادية بقدرها وهي الصوم والصلاة؛ ذلك لأن الله سبحانه وتعالى عادل فلو أنه سبحانه كلفك بشيء ثقيل يجب أن يحمل عنك شيئًا آخر حتى تتساوي مع الرجل في الأعباء ولا تتحملين أكثر منه، وبالتالي لا تقولي لماذا أعطى الله للرجال أكثر منا؟، لأنه في حقيقة الأمر، قد أعطاك أكثر من الرجل".
وأوضح أن مشهد الرضاعة ذُكر في الكتب السماوية، لأنه جزء من معمل الحياة والقرآن يقول: وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ...، والمرضعات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة.
وبين خالد أن التقوى مع المرأة هي من قبيل الإحسان، لأنهما ممزوجان معًا، فكلما اتقيت تجد أنك تحسن لها، ولن تكتمل تقواك في معاملة المرأة إلا بإحسانك إليها، لذلك إحسان معاملة المرأة له بركة كبيرة، لأنه "للذين أحسنوا الحسنى وزيادة" فتقوى الله معها يتحول الإحسان لبركة حياتك".
وذكر أن النبي جعل مقياس تقوى الرجل في حسن معاملته لزوجته وأهله: "خيركم خيركم لأهله"، موضحًا أن الإسلام ليس فيه كلمة طاعة الوالدين، لكن بر الوالدين.. لماذا؟، لأن البر هو كل خصال الخير.
لكن كيف أتقي الله فيها؟
حدد خالد مجموعة من القواعد في الإحسان إلى الأم على النحو التالي:
- قمة الأدب.. "واخفض لهما جناح الذل من الرحمة".
- إسعادها ومصاحبتها.. "وصاحبهما في الدنيا معروفًا"، والنبي يرد على من يسأله: من أحق الناس بحسن صحابتي؟، فيجيب: أمك (ثلاث) ثم أبيك.
- تحمل مسئوليتها.
التقوى مع الأخت:
-عدم التجبر عليها.. رحمة وشفقة
-عدم حرمانها من الميراث
-سندها وعونها
التقوى والإحسان مع الزوجة:
-الرحمة وسعة الصدر
-تعامل مع المرأة برحمة وحب وفضل في كل الحياة، ولا تلجأ للحقوق والواجبات إلا عند الخلاف.
-مسيرة الحياة بالمودة والرحمة، وفقه الحقوق في المحكمة فقط عند الخلاف والنزاع.
