الأحد 24 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

بين صوت الثقافة وعلم نفس الإبداع.. كيف قضى شاكر عبد الحميد حياته؟

 شاكر عبد الحميد
ثقافة
شاكر عبد الحميد
الجمعة 18/مارس/2022 - 08:58 م

شاكر عبد الحميد، الوزير الناقد، واللغوي البارع، الكاتب الذي استطاع أن يفصِّل حروفه على قضايا الإنسان ويسردها ببراعة مذهلة، وقام بالبحث والاطلاع في كافة الشؤون حتى يكون أهلًا لما يقوله ويحمله.

كان الكاتب شاكر عبد الحميد إنسانًا قبل أن يكون وزيرًا، رغم أنه عمل بوزارة الثقافة ما يقرب من 150 يوما فقط، إلا أنه كان يجاهد في تنوير وتبصير أركان الوازرة ومؤسساتها، وكان عبد الحميد باحثًا قبل أن يكون كاتبًا، بحث في علوم اللغة وتعلمها، وبرع في دراسته حتى حصل على الليسانس في علم النفس من كلية الآداب جامعة القاهرة، وأتبعها بالحصول على الماجستير والدكتوراه بمراتب متفوقة، متخصصًا في علم نفس الإبداع.

شاكر عبد الحميد.. أيقونة علم نفس الإبداع المصري

أدرك شاكر عبد الحميد، أهمية علم النفس في إعداد الشعوب وتقدمها، فتمهل في دراسته حتى يكون على دراية تامة به، وبدأ بعدها في التخصص رويدًا رويدًا في علم نفس الإبداع، وطوّر فيه واستخدمه فيما بعد في إعداد النشء في المؤسسات الثقافية، حيث كان يوجه باستخدامه والاعتناء به من قِبل المسؤولين عن هذه المؤسسات التي تستهدف نشر الثقافة والمعرفة.

أثرى الدكتور شاكر عبد الحميد المكتبة الأدبية، بمؤلفات عديدة، كان من أبرزها كتب ومدونات في علم النفس، وعلم نفس الإبداع بشكل خاص، كذلك فإنه أعطى لهذا العلم الكثير من وقته وجهده، وكان له حضورًا قويًا في الثقافتين المصرية والعربية، وأضاف إضافات جديدة ومهمة في التذوق الفني والأدبي.

عانى شاكر عبد الحميد، من غياب الوعي الثقافي في مصر عند العديد من الناس، إضافة إلى ذلك، فإنه أراد أن يسخر علم النفس للإجابة عن هذه الأحوال الثقافية بطريقة خاصة، من حيث أنه يبرز قيمته وتفرده في إعداد الفرد ثقافيًا وإجتماعيًا بشكل جيد، وهو ما دعا إليه عبد الحميد، واستنكر حالة الجمود والتقوقع التي حلت على الوطن في السنوات الأولى من القرن الـ 21، حيث قال في لقاءٍ سابق له: أعتقد أن روح القوقعة هي الروح السائدة الآن في الثقافة العربية، كل ثقافة عربية فردية الآن هي في حالة كمون داخل قوقعتها الخاصة، ربما بسبب التغيرات الهائلة التي طرأت على المنطقة في السنوات الأخيرة، سقوط أنظمة وقيام أنظمة بديلة ليست أفضل في أحوال كثيرة من الأنظمة التي سقطت، وكذلك وجود الملايين من المواطنين العرب اللاجئين الهائمين على وجوههم الآن في أقطار العالم، لقد غابت روح الابتكار والكرنفال، وحضرت روح القوقعة ونتمنى أن يكون حضورها مؤقتا، أتمنى ألا يطول غياب كل واحد منا أفرادًا وجماعات وشعوبًا في قواقعنا الخاصة.

وزارة الثقافة في عهد شاكر عبد الحميد.. جهد لا يمكن إنكاره

اجتهد الدكتور شاكر عبد الحميد، في رعاية أحوال وزارة الثقافة في عهده، ولم يبخل عليها بأي شيء كان في جهده، رغم أنه مكث فيها خمسة شهور فقط، إلا أنه كانن له محاولات منها إعادة معرض الكتاب، وتفعيل المهرجان الدولي لفنون الطفل، كذلك فإنه افتتح عددًا من قصور الثقافة، وعقد مؤتمر الثورة والثقافة.

وعن إحالته من تولي المنصب قال: كنت أتمنى أن أجلس في الوزارة فترة أطول، لأني لم آخذ فرصتي لتقديم ما أريد من مشروعات، فلا يمكن أن يقدم أحد إنجازًا في 5 أشهر فقط، بل هذه المدة لا تكفي للتعرف إلى الأجواء والخطط، وأوضح في حديثٍ سابق له أن هذه التجربة كانت مهمة بالنسبة له، قائلًا إنه تعرف من خلالها إلى الناس أكثر، وعرف أن الحياة ليست وردية كما كان يعتقد.

كانت حياة شاكر عبد الحميد مليئة بالعطاء والثراء، أعطي ما استطاع أن يعطيه للثقافة والكلمة، وقام بالعديد من الترجمات، ولم يتوانَ عن الخدمة في سبيل الثقافة والوطن، إلى أن رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 18 مارس في عام 2021، على إثر إصابته بفيروس كورونا، وسببت وفاته صدمة في الوسط الثقافي، ورثاه العديد من أصدقائه وجمهوره ومحبيه.

تابع مواقعنا