الأربعاء 27 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

المرأة التي أناديها صديقتي.. كيف ظهرت نون النسوة في شعر صلاح عبد الصبور؟

الشاعر صلاح عبد الصبور
ثقافة
الشاعر صلاح عبد الصبور
الثلاثاء 08/مارس/2022 - 01:14 م

النساء زينة الحياة الدنيا ومتاعها، قرر العالم أن يدشن لها يومًا خاصًا للاحتفال بها، فكان هذا اليوم الـ 8 من مارس من كل عام، يومًا عالميًا من أجل المرأة فقط، باعتبارها نصف الحياة ووجهها الحنون. 

وظهرت المرأة بصورة جلية في قصائد الشعراء وحروفهم، يتغزلون بها، ويصورن رؤيتهم لها، عن طريق حروف كُتبت خصيصًا من أجلها، وبرز صلاح عبد الصبور من بينهم ليراها بصورة مختلفة، تمثل قلب العالم، وتسكن قلوب الرجال في مراحلها المختلفة.

صلاح عبد الصبور والمرأة.. حكاية قلب وإحساس عميق 

رأى صلاح عبد الصبور المرأة بشكل مختلف، رآها القوية برقة، والعنيدة بلين، رأى فيها الأمان ووصفها بالصديقة، وعبّر في شعره عن شوقه لها، ومدى حزنه عند حرمانه منها.

أيقن الشاعر صلاح عبد الصبور مدى أهمية المرأة في المجتمع، فأراد تحميلها أعباء الحياة معه، لتحس بمشكلاته، وتحمل هموم العصر بجانبه، ويغازلها بعفة، متجنبًا الإثارة الحسية لعواطف القراء، شاكيًا إلى المرأة حزنه، ناسيًا معها ألمه، متطلعًا لحياة أفضل يعيشها وهي بجانبه.

كما يدين صلاح عبد الصبور الرجال الشرقيين في نظرتهم إلى المرأة الغربية وانبهارهم بها، ليس لشيء سوى أنه رأى أن المرأة العربية تتمتع بالخصال الحميدة التي أقرها الإسلام، ومعظم النساء يعملن بها، لذا فإنه رأى المرأة الأوروبية تفتقد العمق والإحساس بلذة الحياة.

لم يربط صلاح عبد الصبور موقفه من المرأة بالحرية أو الثورة، أو أنها رمز الشجاعة، كذلك لم يتغزل بجسدها، بل كان ساميًا في حبه، روحانيًا في عشقه، يغني لها أناشيد الغرام البريئة، ويعطيها الأمان في كلماته وأشعاره. 

نغّمي صوتك في كل فضاء.. رائعة صلاح عبد الصبور عن جارته 

جارتي مدت من الشرفة حبلًا من نغم

نغم قاس رتيب الضرب منزوف القرار

نغم كالنار

نغم يقلع من قلبي السكينة

نغم يورق في روحي أدغالًا حزينة

بيننا يا جارتي بحر عميق

بيننا بحر من العجز رهيب وعميق

و أنا لست بقرصان، ولم اركب سفينه

بيننا يا جارتي سبع صحارى

و أنا لم ابرح القرية مذ كنت صبيا

ألقيت في رجلَي الأصفاد مذ كنت صبيا

أنت في القلعة تغفين على فرش الحرير

و تذودين عن النفس السآمة

بالمرايا الفارس الأشقر في الليل الأخير

أشرقي يا فتنتي

مولاي !

أشواقي رمت بي 

آه لا تقسم على حبي بوجه القمر

ذلك الخداع في كل مساء

يكتسب وجهًا جديد..

جارتي ! لست أميرًا

لا، ولست المضحك الممراح في قصر الأمير

سأريك العجب المعجب في شمس النهار

أنا لا املك ما يملأ كفيّ طعاما

وبخديك من النعمة تفاح وسكر

فاضحكي يا جارتي للتعساء

نغّمي صوتك في كل فضاء

و إذا يولد في العتمة مصباح فريد

فاذكريني..

زيته نور عيوني وعيون الأصدقاء

ورفاقي الطيبين

ربما لا يملك الواحد منهم حشوَ فم

و يمرون على الدنيا خفافًا كالنسم

ووديعين كأفراخ حمامه

وعلى كاهلهم عبء كبير وفريد

عبء أن يولد في العتمة مصباح جديد

تابع مواقعنا