الخميس 28 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

بعد تنصيب 98 سيدة بالقضاء اليوم.. أزهري يفند شبهات حديث: لا أفلح قوم ولَّوْا أمرهم امرأة

الشيخ عصام الروبي
دين وفتوى
الشيخ عصام الروبي
الأحد 06/مارس/2022 - 10:34 م

شغل حادث تنصيب 98 قاضية بمجلس الدولة اليوم، للمرة الأولى في مصر، بعد 75 عاما من المطالبات، حديث الجميع في مصر، حيث تداول بعض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا أفلح قوم ولَّوْا أمرهم امرأة"؛ قائلين بعدم جواز تولي المرأة مناصب القضاء؛ استنادًا لهذا الحديث.

حكم تولي المرأة مناصب القضاء
 

الدكتور عصام الروبي، أحد علماء الأزهر الشريف، أوضح خلال رده على الشبهات المحيطة بالحديث السابق، أن قصة الحديث، هي أنه لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أهل فارس قد ملَّكُوا عليهم بنت كسرى، قال: لن يفلح قوم ولَّوْا أمرهم امرأة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم، علم بالوحي، أنها ستسقط، فقال: لا أفلح قوم ولَّوْا أمرهم امرأة.
 

ولفت الدكتور عصام الروبي، إلى أن للعلماء في تفسير الحديث السابق قولين، أحدهما ظاهري والآخر مفهوم.
 

شرح حديث لا أفلح قوم ولو أمرهم امرأة
 

وأضاف الروبي خلال حديثه لـ القاهرة 24، أن المعنى الظاهري، يقول بأنه لا حق للمرأة أبدًا في المشاركة في الحياة العامة، حتى بالعمل ولا الحياة السياسية، بالمشاركة في الانتخابات وتولي المناصب السياسية، مضيفا أن هذا التفسير فيه ما فيه من التنطع والتشدد وسوء فهم للدين.
 

وأشار الدكتور عصام الروبي، إلى أن الشرح السابق للحديث يُنقص من قدر المرأة، لافتا إلى أن الإسلام عظّم من قدر المرأة ورفع شأنها، وساوى بينها وبين الرجل فقال: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ}، وقال تعالى أيضا على سبيل المثال لا الحصر: {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ}.

التفسير الثاني لحديث لا أفلح قوم ولو أمرهم امرأة
 

العالم الأزهري، أوضح أن هناك تفسيرًا آخر لشريحة من علماء المسلمين، بشأن حديث لا أفلح قوم ولَّوا أمرهم امرأة، وهو يعني أن التقييد في الحديث السابق، مخصوص بحادثة أهل الفرس وبنت كسرى فقط، لا يتعدّاها إلى عموم النساء، لافتا إلى أنهم أيّدوا تولي المرأة لجميع مناصب العمل العام، سياسيا كان أو غير ذلك.
 

واستدل الشيخ عصام الروبي، على قوله السابق، بحادثة مبايعة الرسول صلى الله عليه وسلم، للمؤمنات، في زمن كانت فيه البيعة من أعظم الأمور، وقامت بها السيدات كما الرجال، حين أخذ الله تعالى منهن البيعة على يد نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، مشيرا إلى قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَىٰ أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ ۙ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيم}.
 

الدكتور عصام الروبي لفت إلى عظم شأن البيعة، في عصر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، منوها بأنه لو كان الحديث السابق حديثًا عامًّا، لما حقّ لهولاء النسوة المشاركة في مثل هذه الأمور، ولما أنزل الله جل وعلا فيهم هذه الآية الكريمة، وغيرها من الآيات التي تثبت مشاركة المرأة في الأعمال العامة في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

 

ونوه الدكتور عصام الروبي، بأن حديث لا أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة، يأخذ على أنه واقعة عين لا عموم لها، تُقصر فقط على أهل فارس وبنت كسرى، ولا تعمم على باقي النساء، مشيرًا إلى أن هذا هو الرأي الذي يؤيده ويقول به، وفقا لرؤيته الشخصية. 

تابع مواقعنا