ما هي مظاهر ازدهار الخلافة الأموية في عصر الوليد بن عبد الملك؟
تحل اليوم ذكرى وفاة الوليد بن عبد الملك، الخليفة الأموي السادس، الذي توفي في 23 فبراير من عام 715، بعد 10 سنوات من توليه حكم الخلافة الإسلامية، بعد والده عبد الملك بن مروان.
وشهد عصر الوليد ازدهارا للثقافة في مختلف بلدان الخلافة، خاصة مكة المكرمة، والمدينة المنورة، لكن على اختلاف تلك العلوم، بين الدينية واللغوية، وعلوم الفلك، وغيرها، إلا أنها يعاب عليها أن الدلة الأموية لم تهتم على مدار تاريخها، بنشر تلك العلوم، خارج حدود الجزيرة، فلم تزدهر كما ازدهرت في العصر العباسي.
المسجد الأموي.. من معبد لـ كنيسة لـ المسجد الأهم
ويذكر المؤرخ أبو الحسن علي بن الحسين المسعودي في مروج الذهب أنه بعد تسلم الوليد بن عبد الملك الحكم أمر ببناء المسجد الأموي، وهو الأثر الأشهر الذي خلفته الدولة الأموية، حيث أمر بتحويل إحدى الكنائس الموجودة في دمشق، إلى مسجد.
وامتلك المسجد الأموي بـ دمشق تاريخا كبيرا ومتنوعا، حيث كان في البداية، سوق تجاري، وظل حتى القرن الميلادي الأول، عندما تحول وقتها إلى معبد وثني، لعبادة الإله حدد الآرامي، ثم بعد انتشار المسيحية، تحول المعبد في عهد الإمبراطور الروماني تيودوس الأول، إلى كنيسة، في القرن الرابع، الميلادي، وكانت الكنيسة باسم القديس يوحنا المعمدان، حيث ضمت ضريحه داخل أروقتها.
وبحسب المؤرخ عفيف البهنسي، في دراسة بعنوان: أصالة الجامع الأموي الكبير، فإن المؤرخين القدامى، لم يستطيعوا تحديد شكل الكنيسة التي بنيت في عهد تيودوس الأول، ولم يتفقوا في تحديد مكان وجودها من المعبد، وتوصل كروزويل، بأن مكان تلك الكنيسة كانت في صحن المسجد.
ونظرا لأهمية المكان التاريخية، وشهرته، وفخامة أبنيته، قرر الوليد تنفيذ بناء المسجد فيه، ليكون المسجد الأهم في الدولة الأموية، وكانت وقتها الكنيسة تنقسم إلى قسمين الشرقي للمسلمين، والغربي للمسيحيين، فعقد الوليد معاهدة مع المسيحيين، حيث اشترى منهم النصف الذي لهم، ليكون المكان بالكامل ملكا للمسلمين، قبل أن يتم الانتهاء منه في عام 715، على أتم وجه ممكن.