الأربعاء 27 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

الشيخ شلتوت المجدد الأكبر في عصره.. لماذا أجاز مذهب الشيعة الاثنا عشرية؟

الشيخ محمود شلتوت
ثقافة
الشيخ محمود شلتوت
الإثنين 13/ديسمبر/2021 - 11:47 م

الشيخ محمود شلتوت، شيخ الجامع الأزهر، الذي رحل عن عالمنا في 13 ديسمبر من العام 1963، كان أول من حمل لقب الإمام الأكبر، يعد الشيخ شلتوت من أئمة الأزهر المجددين، والبعض عده خليفة الإمام المجدد محمد عبده.

ولد الإمام شلتوت في منية بني منصور الواقعة في البحيرة، في 23 إبريل من العام 1893، ومنذ نشأته المبكرة، حفظ القرآن الكريم، والتحق بعد ذلك بالمعهد الأزهري بالإسكندرية، وفي عام 1918، تخرج من الجامع الأزهر بعد حصوله على الشهادة العالمية، وعندما أتت ثورة 1919، كان أحد المشاركين فيها بالعديد من المقالات التي كتبها.

الشيخ محمود شلتوت امتداد المجددين الأزاهرة

أخرج الجامع الأزهر على مر العصور الكثير من العلماء والمجددين، وتطور العلم الديني، وأخذ أشكاله وثوابته الأكاديمية، داخل جنبات الجامع الأزهر بسواعد هؤلاء العلماء الأفاضل، تأثر الشيخ شلتوت بالإمام محمد عبده، وجمال الدين الأفغاني، وغيرهم، ممن سبقوه من كبار الأزاهرة، فكان شلتوت الامتداد لهؤلاء.

كان الشيخ شلتوت رافضا للجمود الذي عادة ما يصيب المجالات الدينية في العديد من الفترات، وكان من أنصار أن لكل عصر طرق تفكيره، وأحكامه التي يستخرجها لتواكب المرحلة الزمنية المعاصرة، لذا لم يكن من أنصار التقليد، وإعادة انتاج القديم، حتى لا تكون هناك فجوات بين العالم الخارجي المتطور والعالم الإسلامي.

لم يكن التجديد في رؤية الشيخ شلتوت، متنصلا من الماضي والتراث، بل كان معتمدا عليه، جامعا بين الفقه المعاصر، وبين قديم الأحكام، فكانت مدرسة الإحياء والتجديد، الجامعة للأمرين، والمرتكزة على الوسطية الإسلامية، والمفاهيم العقلانية.

ومن آراء شلتوت التقدمية قوله بجواز أرباح صناديق التوفير، وبأنها ليست من الربا، مستندا إلى أنها ليست بفائدة لدين ولا منفعة جرها قرض حتى يكون ربا، وإنما هي وسيلة من وسائل التوفير والتعاون المستحبة في الشرع، كما رأى الإمام بأن إطلاق اللحية، واللباس وغيرها من الأمور المتعلقة بالشكل والمظهر، بأنها من الأمور الشخصية، والتي ترتكز على العادات المجتمعية، اكثر من الأوامر الشرعية، لذا رأى بأنه من الأفضل مسايرة الإنسان لمجتمعه، حتى لا يكون شاذا بينهم.

الشيخ شلتوت ودوره الكبير في التقريب بين  المذاهب الإسلامية

للأمام الشيخ محمود شلتوت مساهمات أيضا في تقليل حدة العلاقات بين السنة والشيعة، فأنشأ ما يسمى بدار التقريب، والتي انطلقت من القاهرة عام 1947، وقال عنها الشيخ شلتوت بأنها هي الدار التي يجلس فيها المصري بجانب الإيراني واللبناني والعراقي والباكستاني وغيرهم من مختلف الشعوب والمذاهب الإسلامية، الشافعي والحنبلي والمالكي يجلس إلى جانب الإمامي والزيدي، يتداولون أمور المسلمين من أدب وفقه، وبينهم روح المودة والأخوة والمحبة.

صدر عن دار التقريب أيضا مجلة رسالة الإسلام، لتكون لسان الدار لنشر الفكر الوسطي، ولتؤلف بين المذاهب في أرجاء الوطن الإسلامي، وكان الشيخ شلتوت يكتب فيها مقالاته بشكل دائم، إضافة إلى باقة من كبار علماء وأدباء المسلمين، منهم الشيخ عبد المتعال الصعيدي، والعقاد، والشيخ محمد أبو زهرة، وغيرهم.

ومن أراء الشيخ محمود شلتوت المثيرة في ذلك الأمر، فتواه بجواز التعبد على المذاهب الإسلامية الثابتة الأصول، التي يعرف مصادرها، كالشيعة الاثنا عشرية، مستندا بأن الإسلام لم يأمر الناس باتباع أحد المذاهب الأربعة، وبأن لكل مسلم الحق في تقليد ما يشاء من المذاهب، مدام هذا المذهب من المذاهب المنقولة والمتواترة بسند صحيح متصل موثوق.

 

تابع مواقعنا