تزامنًا مع اليوم العالمي للغة الأم.. هل يجيد المصريون اللغة العربية؟
يحتفل العالم في مثل هذا اليوم 21 فبراير من كل عام بـ اليوم العالمي للغة الأم، والذي أعلنت عنه اليونسكو لأول مرة عام 1999، وبدأ الاحتفال به عام 2000، بعد إقراره رسميًا من قبل الجَمعية العامة للأُمم المُتحدة، ويهدف إلى تعزيز الوعي بالتنوع اللغوي والثقافي وتعدد اللغات.
والعربية هي اللغة الأم، والتي تشتهر بلغة الـ ضاد، وتكتسب قدسية كبيرة إذ أنها لغة القرآن الكريم، وينطق بها قرابة 470 مليون إنسان حول العالم.
وبالتزامن مع اليوم العالمي للغة الأم، كيف يتعامل المصريين مع اللغة العربية وهل نجيد الحديث باللغة العربية غير العامية؟.
وقال محمد ربيع حماد الشاعر والقاص والخبير اللغوي المصري محمد في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24، إن اللغة العربية هي لغة الكتابة والتأليف والرسائل الاجتماعية، ووسيلة التواصل الأساسية في لغة الخطاب اليومي بين الناس، ولعل حديثي يشتمل كذلك على العامية المصرية الدارجة أيضًا فتُعد لهجة تدخل في نطاق اللسان العربي فهمًا ونطقًا.
اللغة العربية بين الصعود والانحدار في مصر
وأضاف حماد، أن اللغة العربية قد تكون بين الصعود والانحدار في مصر، وذلك لدخول بعض الثقافات المختلفة، ولكن هناك فئات مختلفة تترسخ اللغة في أذهانهم وألسنتهم، كما بالطبع يجيد أهل مصر اللغة العربية ويفهمونها؛ لأنها اللغة الرسمية للبلاد ولغة العبادة لمعظم المصريين، وذلك بحكم انتمائهم للإسلام، وشغفهم ومحبتهم للقرآن والتفنن في تلاوته ومدارس قراءاته.
اليوم العالمي للغة الأم
وعرف الشاعر اليوم العالمي للغة الأم، أنه من الأيام الذي يحتفي بها العالم بقوة وعظمة لغة بلادهم، والعمل على ترسيخ تلك اللغة في أبنائها، قائلًا إنه لا يؤمن بتخصيص أيام محددة بعينها للاحتفال بشيء ذي قيمة وأن نجعل له يومًا واحدًا نحتفي به، ويقتصر ذكرنا لهذا الشيء القيم في ذلك اليوم فقط، وبالتالي تخفت وتتلاشى قيمته مع مرور السنين، كعيد الأم وعيد المرأة أو الحب، على سبيل المثال لا الحصر.
وأكمل الشاعر المصري: أما وقد صار تخصيص هذا اليوم تقديرًا رسميًا للغة العربية، وتبعه اهتمام شعبي وتأكيد على الاحتفاظ بقيمة اللغة ومكانتها فهذا شيء جيد على كل حال.
أهمية اللغة العربية وكيفية الحفاظ عليها؟
وأوضح حماد أن اللغة لا تقل أهمية عن كونها دليل وجود، بمعنى أنه لا يوجد قوم ليس لهم لغة يجتمعون في رحاب مفرداتها ويقضون بها شؤون حياتهم، فاللغة وجودها حتمي كوجود الإنسان وليس بدرجة أقل، ويمكنني الإشارة في ثلاث نقاط موجزة إلى سبل المحافظة على اللغة ومنها:
أولا: أن اللغة العربية محفوظة بحفظ كتاب المسلمين المقدس ألا وهو القرءان الكريم الذي أنزله الله على العرب، بلسان عربي مبين وتعهد بحفظه، فبالتالي يشمل هذا التعهد ضمنيًا الحفاظ على اللغة التي أنزل لها هذا الكتاب وهي اللغة العربية.
ثانيًا: اللغة ترتقي وتزدهر بممارستها ومشاركتها في البحث وفتح آفاق الإدراك العلمي في شتى المجالات الحيوية الحديثة والابتكارات التي تواكب العصر.
وثالثا: العودة إلى كنوز التراث الأدبي والرصيد الإبداعي اللغوي لدى الأدباء والكتاب الذين أسهموا في إبداعات شعرية ونثرية وفن مسرحي مرورًا بصناعة السينما والدراما التلفزيونية حتى صناعة المحتوى مؤخرًا على وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت.
