ذكرى ميلاد مؤسس الجماعة الأحمدية.. ماذا قال عنه العقاد؟
تحل اليوم، ذكرى غلام أحمد القادياني المولود في 13 فبراير 1835، وهو مؤسس الجماعة الأحمدية بقاديان في الهند، ويمثل القادياني شخصية مثيرة للجدل، وذلك بسبب أفكاره الغريبة على الفكر الإسلامي بل على الأديان السماوية عموما.
يعد غلام أحمد القادياني بالنسبة لأتباعه؛ هو المهدي المُنتظَر والمسيح الموعود، ومجدد الإسلام خلال القرن الرابع عشر الهجري، وحسب غلام أحمد فإن عيسى قد نجا من الصلب وهاجر إلى كشمير، وهناك توفي وفاة طبيعية، وبالتالي كانت فكرة عودته البدنية خاطئة، وهو ما يخالف الدين الإسلامي؛ الذي يقرر أن النبي عيسى على قيد الحياة، وأنه في السماء وسينزل في نهاية العالم، كما أنه يخالف حتى المسيحية واليهودية في قولهم بصلب المسيح.
المفكر الكبير عباس محمود العقاد في كتابه الإسلام في القرن العشرين؛ تطرق إلى القادياني وحركته، قائلا: ادعى أنه المسيح المنتظر، ثم ادعى سنة 1904 أنه أقنوم كرشنا وأقنوح الروح الإلهي كله؛ فاتبعه في أول الأمر طائفة من المصدقين، ثم انقسم أتباعه فريقين؛ ٌ فريق يدين بنبوته، وفريق يحسبه من المصلحين ويرفض ما يروى عنه من دعوى النبوة والحلول.
وأكد العقاد أن ظهور القادياني أحيط بالشبهات؛ لأنه لقي من تشجيع الحكام البريطانيين ما لم يكن مألوفًا منهم في معاملة أمثاله، ثم جاءت فتواه بقبول الحكم الأجنبي، وتفسير أمر الجهاد على هوى الحكومة مرجحة عند الأكثرين لتلك الشبهات.
وفي موضع آخر من الكتاب؛ يتحدث العقاد عن طفولة مريزا غلام أحمد سنة 1839 بقرية قاديان من أسرة عريقة، يحث آلت بها الحال إلى الخمول والفاقة بعد الثروة، فتعلم في مكتب القرية، وعمل في وظيفة حكومية صغرية، وشب وهو يسمع الأقاويل عن كرامات أبيه، ومنها أنه كان يعرف المولود من أبنائه قبل أن يولد ويسميه باسمه، وقد سمى أبناءه جميعا بأسماء النبي وألقاب الأمراء، فمنهم سلطان أحمد ومحمود وبشري أحمد وولي الله ومبارك أحمد، وبنت تسمى بعدة أسماء من أسماء نساء آل البيت.
أوضح العقاد أن مدار الرسالة القاديانية كلها على التوفيق بين الأديان، وتدعيم السلام بين الأمم، وفي كلام القادياني ما يشبه القول بالحلول، فهو يتلبس بروح السيد المسيح وروح كرشنا رب الخير عند البراهمة، كما يتلبس بأرواح غريهم من الصالحني.
بين الأحمدية والقاديانية
تابع العقاد: توفي سنة 1908، فانقسم أتباعه إلى فريقين: فريق يسمى: الأحمدية، وهم الذين يؤمنون بإمامته ولا يؤمنون بنبوته، وفريق يسمى: القاديانية، وهم القائلون بنبوته وحجتهم التي يقابلون بها عقيدة الإسلام في ختام النبوة بعد البعثة المحمدية أن خاتم التي وردت في القرآن الكريم إنما وردت بفتح التاء بمعنى الزينة، وينكرون قراءة ورش بكسر التاء متشبثين بقراءة حفص عن طريق عاصم، ولكن الفرقة الأخرى تورد من كلامه ما يبطل دعوى النبوة على غري معنى المجاز، وتستشهد بآخر كلامه في حقيقة الوحي، ونصه بالعربية: «وما عنى الله من نبوتي إلا كثرة المكاملة والمخاطبة، ولعنة الله على كل من أراد فوق ذلك، أو حسب نفسه شيئًا، أو أخرج عنقه من الربقة النبوية، وأن رسولنا خاتم النبيين وعليه انقطعت سلسلة المرسلين، فليس من حق أحد أن يدعي النبوة بعد رسولنا المصطفى على الطريقة المستقلة، وما بقى بعده إلا كثرة المكالمة