لماذا أخفى تشارلز داروين نظرية التطور الشهيرة لـ أكثر من 20 عاما؟
تشارلز داروين، أحد أشهر علماء الأحياء والطبيعة في التاريخ البشري، وأكثرهم إثارة للجدل، ولد داروين في 12 فبراير من العام 1809، وبرغم مرور أكثر من قرن على رحيله، ما زالت نظرياته محل إثارة للجدل، ونقاش، وجدال كبير، بين مختلف الأوساط العلمية، والدينية، فهو صاحب نظرية التطور، التي كانت ولا تزال، أساس تطور تلك الدراسات العملية المتعلقة بذلك الحقل العلمي.
كانت بداية دراسات داروين واتجاهه لإنتاج أبحاثه، رحلته التي قام بها، واستمر لمدة خمس سنوات، انتهت في عام 1836، خرج منها بالأسس التي أخرج منها آراءه التي أثرت المجتمعات العلمية في شتى أنحاء العالم.
توصل داروين لنظرياته في أثناء وأعقاب تلك الرحلة، لكنه ظل محتفظا بها لنفسه لسنوات طويلة، خوفا من المجتمع الفيكتوري الديني، الذي كان يعلم مدى رفضه لتلك الآراء، قبل أن يعلن عنها في 1858، حيث أصدر وقتها إعلانا مع عالم الطبيعة البريطاني، ألفريد راسل ولاس، حيث توصل هو الآخر إلى نفس النتيجة التي توصل إليها داروين، وفي العام التالي، 1859، نشر داروين كتابه الأشهر على الإطلاق، أصل الأنواع.
داروين بين المؤمن دارس اللاهوت والمتشكك
التحق داروين بكلية الطب في إدنبرة، حسب رغبة والده، الذي كان طبيبا ناجحا وشهيرا، لكنه كره مشاهد الدم، ودروس التشريح، ولم يستطع إكمال مشواره في تلك الدراسة، وتركها في الأخير.
درس داروين اللاهوت، رغم أنه من تحدى الثوابت الدينية، إلا أنه درس اللاهوت والعقيدة المسيحية، في جامعة كامبريدج، وكان يقول في فترة ما من حياته لا أشك أبدا في حقيقة كل كلمة في الكتاب المقدس، لكنه لم يلبث أن تشتت تفكيره الديني، إلى أن توصل لـ وصف حالته الفكرية بـ لا أدري، ولم يصرح رغم ذلك بإلحاده، أو شيء من ذلك القبيل.
لم تكن رحلته الشهيرة التي قام إيجابية في كل الحالات، فقعد عانى بعد عودته من الأكزيما، ونوبات مزمنة من الغثيان والصداع، ومرض في القلب، ومرض طفيلي، وتوفي بسبب مرضا في القلب في الأخير.
ورغم نظرياته، وتحدي المؤسسات الدينية، وإثارة الجدل الواسعة، عندما توفي في 19 إبريل 1882، قامت حملة واسعة من قبل أصدقائه، وبعض الصحف، والجمهور، لتكريم داروين، وفي الأخير دفن داخل كنيسة وستمنستر، التي تعد المكان الأكثر احتراما في إنجلترا، ويقع مكان جثمانه بالقرب من إسحاق نيوتن.
