الإثنين 25 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

‏رمزي عبد العزيز: عافر هو خلاصة تجربتي ما بين مصر وألمانيا وفنلندا | حوار

رمزي عبد العزيز
ثقافة
رمزي عبد العزيز
الخميس 27/يناير/2022 - 10:16 م

* كتبت عافر بأسلوب جذاب نجح على مدار سنوات في تحفيز وتأهيل الكثيرين

* كتاب عافر لا يشبه أي عمل سابق

* النتائج العظيمة تولد من رحم المعاناة والتعب والاجتهاد والمعافرة

يشارك الدكتور رمزي عبد العزيز، في معرض القاهرة الدولي للكتاب المقام في دورته الـ 53، بأرض المعارض بالتجمع الخامس، خلال الفترة من 26 يناير وحتى 7 فبراير، بكتابه الجديد، الذي يأتي بعنوان «عافِر» الصادر عن دار إشراقة للنشر والتوزيع.

ويحاول رمزي عبد العزيز في هذا الكتاب، تقديم خلاصة تجربته العلمية، ومشواره الأكاديمي، والعملي، والاجتماعي، لجمهور القراء، فمن خلال العمل يستطيع القارئ إيجاد خارطة، للطرق التي ما دام جهل كيفية السير فيها.

يأتي العمل في صورة مقالات متنوعة، تمنح قارئها الإلهام، وتعمل على تجديد آماله، وإحياء أحلامه من جديد، وتساعده في بناء المهارات بطريقة عصرية، فدائما هناك فرصة ما دمت تتنفس، وللوقوف بشكل أكبر، وللتعرف على هذا العمل أجرى القاهرة 24، حوارا كاشفا مع الدكتور رمزي عبد العزيز، ليتحدث إلينا من خلاله حول العمل، وتجربته في الكتابة.

غلاف الكتاب

وإلى نص الحوار:

- يستوقفني عنوان كتابك، ويثير تساؤلاتي، لماذا اخترت أن يكون عافر؟ ماذا قصدت بذلك اللفظ تحديدا؟

لو سألتني ما هي الكلمة التي تُعبر وتَصف، وتتناثر بظلالها في مقالات الكتاب، سأقول لك المعافرة، فالحياة ماهي إلا مُعافرة، نحن نُعافِر ونجتهد في الدراسة والتعلم، نعافر من أجل الوصول للوظيفة والعمل الأنسب، من أجل الوصول للشخص المناسب ليكون شريك حياة، حتى بناء مهاراتنا وكذلك بناء شبكة العلاقات والأصدقاء تحتاج إلى معافرة وتدقيق على طول الخط، تربية أولادنا تحتاج معافرة، كما أن الوصول إلى الله والتركيز في الصلوات والعبادات يحتاج أن نعافر ونجاهد شهوات انفسنا.

والمُعافِر هو الشخص الذي يصارع ويجاهد ويجتهد، حتى يبلغ ما أراد.. كل طموحاتنا وأهدافنا في الحياة والآخرة مرهونة بالسعي والأخذ بالأسباب وأن نُعافِر. 

ولذلك ومن خلال ما قلت، كان اختيار اسم العمل «عَافِر» ليُعبر عن مقالاتي وأفكاري التعليمية والتربوية والاجتماعية، وأيضًا خواطري الحياتية، والتي كتبتها على مدار عشر سنوات كاملة، فالمعافرة خلاصة كل ذلك، وأقول عَافِر لتحيا.. فالحظ والقدر في الغالب من نصيب المعافرين.

 

- بدأت في كتابة المقالات التعليمية، والتحفيزية، منذ عام 2011 ويقرأ مقالاتك الآن ملايين من المتابعين على منصات التواصل الاجتماعي،  فلماذا أرجأت فكرة الكتاب، ولماذا قررت أن تصدره في ذلك الوقت تحديدا؟

المشكلة الرئيسية كانت في ضيق الوقت، رغم المطالبات العديدة خلال تلك السنوات بتجميع المقالات المتناثرة، على المواقع وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي، بين دفتي كتاب واحد، لكن لم أكن أمتلك الوقت الكافي لإتمام العمل، فكنت منشغلا بالعمل على أبحاث الدكتوراه وما بعدها بألمانيا، وكذلك كنت مجهدا في العمل بفنلندا، أضف إلى ذلك أنني رب لأسرة، لدي أربع أطفال يحتاجونني، كما أتابع العمل في منصاتي التي أحاضر وأكتب من خلالها، وأشارك وأسافر طيلة الوقت لـ مختلف المؤتمرات في عدة دول.

كل ذلك كان يستنفد وقتي، لكن طيلة الوقت، كانت هناك العديد من دور النشر، التي حاولت إقناعي بالإقدام على تلك الخطوة، مراهنين بنجاحها، لكني قاومت لفترات، بعدها تواصل معي صديقي الأديب والكاتب الدكتور وليد كساب، مدير دار إشراقة للنشر والتوزيع، حيث أقنعني الرجل بخوض التجربة وذلل لي كل الصعاب، فأحضر من يعاون بالتجميع وإعادة الصياغة والتنقيح والتدقيق اللغوي،  ليخرج العمل في الأخير لا يشبه أي عمل سابق وبصورة تنال استحسان قارئه.

 - كيف كانت لغة العمل؟ هل كانت فصيحة أم عامية؟

كثيرًا من كتاباتي على مدار سنوات كانت بالعامية المصرية، وبالفصحى البسيطة السهلة أحيانًا،  لكن هناك قطاع كبير من الذين يتابعون كتاباتي على مدار تلك السنوات، من مختلف البلدان العربية، ويصعب عليهم بعض الكلمات المصرية، بل وطالبوني في مناسبات عدة بالكتابة فقط بالفصحى، لذا عندما اتخذت القرار بكتابة العمل، كان علي مراعاة اختلاف لهجات قرائي، وقررت إخراج الكتاب بشكل يتناسب مع كل قراء وطننا العربي، لذلك بذلت مجهودًا مضاعفًا في تنقيح النص وإعادة صياغته، مع مراعاة عدم الإخلال بالأسلوب الجذاب، والذي نجح على مدار سنوات في تحفيز وتأهيل وزيادة وعي الكثيرين، وفي النهاية لغة العمل والحمد لله، خرجت عربية فصحى رشيقة.

 

- هل  تعاونت مع متخصص لإخراج العمل بلغة عربية سليمة وسلسة؟ 

أستطيع أن أكتب بالفصحى البسيطة السهلة، المباشرة، التي يفهمها الجميع، ولكن أيضا كنت بحاجة لأستاذ كبير يقودني في رحلتي، أتعلم منه ومن خبراته وتدقيقه، والحمد لله كان الأستاذ الشاعر الجميل أ. عبدالقادر أمين، فهو من عاوننا لإخراج العمل بهذا الشكل، الذي أظنه كان مميزا.

 

‏ - كيف جاء تقسيم الكتاب وتبويبه؟

يأتي كتاب عافر في شكل مقالات، مقسمة في عدة اتجاهات: التربوي، والتعليمي، والاجتماعي، والسيرة الذاتية، وكلهم يتضافرون معا في فكرة واحدة وهدف عام.

 

‏- من تستهدف في كتابك؟ وماذا يستفيد القارئ من العمل؟ ‏

الكتاب بالنسبة لي هو خلاصة تجربتي المتواضعة ما بين مصر وألمانيا وفنلندا، أشاركها مع الطلاب من إعدادي وثانوي وجامعة ودراسات عليا، ومجال أكاديمي ومهني، وحتى الخروج على المعاش، استهدف أيضا أولياء الأمور والمُربين الحريصين على تنشئة أولادهم والاستثمار فيهم، من أجل مستقبل أكثر إشراقا.

‏- ماذا قصدت بكلمتك على الغلاف أن فاقد الشيء خير من يمنحه؟ 

لأنه عاش مرارته وحُرم منه، لذا فهو يمتلك المقدرة على التقييم والتشخيص الجيد للمشكلة، فيستطيع أن ينفع ويقدم حلولا مناسبة من واقع خبراته المتراكمة، من خلال واقع هو عايشه على الأرض.

 

‏- هل استفدت في عملك من تجارب أخرى مشابهة؟ 

لا، لم يخرج العمل والشكل مشابهًا لأحد، حتى دار النشر، ألحوا عليّ لعدم إرفاق بعض الصور وتقسيم الكتاب لجزءين، بغرض تخفيض عدد صفحاته، لكني رفضت فخرج قرابة الـ 450 صفحة.

 

- هل هناك خطة لتسويق الكتاب في مختلف الدول العربية؟

في الحقيقة، أرى أن الخطة الأفضل للتسويق، هي المقالات نفسها التي كُتبت على مدار سنوات وتفاعل معها الجماهير، وأبقت هذا الأثر الواسع، وساعدت على تقدم الكثيرين في الحياة، وفي المرتبة الثانية من حيث الأهمية، يأتي حفل توقيع الكتاب، فسيكون حدثًا استثنائيًّا، خاصة بعد أن قام الكثيرون بحجز النسخ، ولم يكن مر سوى عدة ساعات من إعلاني عن إصدار الكتاب بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، من خلال دار اشراقة للنشر والتوزيع.

 

- ما حجم الصعوبات التي واجهتها خلال كتابة العمل؟

حقيقة كنت تحت ضغط كبير خصوصًا آخر ثلاثة أشهر، وذلك بسبب التجميع والتدقيق والتنقيح وحجم المحتوى الكبير، حتى تصميم الغلاف أخذ مني مجهودا كبيرا لاختيار الخط والخطاط وكذلك صورة الغلاف، فكنت أهتم بأدق التفاصيل، حتى يخرج كل عنوان وجملة وصورة، تعبر عن رؤية الكاتب.

 

- هل شعرت في منتصف الطريق أنك تود التراجع عن هذا المشروع؟

الحمد لله، أنا مُعافِر منذ صغري، وأعلم أن النتائج العظيمة تولد من رحم المعاناة والتعب والاجتهاد والمعافرة، لم يحدث أني فكرت إطلاقا في التوقف، بل كنت أسابق الزمن ليكون بالمعرض هذا العام.

- هل تطغى الجمل الإنشائية على المحتوى، كما هو الحال في أغلب كُتب التنمية البشرية، أم يستطيع القارئ إيجاد الحلول بين دفتيه؟

التحفيز والإلهام والتجربة، بحلوها ومرها، بنجاحاتها وإخفاقاتها تمنح حلولًا وتزيد وعيًا، وتعطي نصائح مباشرة ودعمًا لتطوير الذات والتفكير الإيجابي من أجل الوصول للحلم، ولقد ابتهجت وسعدت بالتعليقات من القراء على مدار سنوات، على المحتوى الذي أكتبه عبر منصات التواصل وأثره الإيجابي على حياتهم والحمد لله. 

ومن أجواء «عافر» نقرأ:

جميعنا غرقى، مسجونون في أركان أفكارنا الضيقة، ومعارفنا المحدودة، فنختار ونهوى ونتعلق بنتيجة بعينها، فنتفاجأ بترتيب الله لنا في الوقت والمكان والكيفية، التي اختارها لنا؛ فيُبهرنا بعطائه، فهو أولى بكُل جميل.

نبتسم بعدها ونعلم يقينًا أنّه سبحانه ما حرمنا إلا ليمنحنا، وما منعنا شيئًا إلا ليكرمنا ويهيئنا لما هو أفضل.. لما نستحقه، ويستحقنا.

رسالتي، لكلِّ مهموم لضياع فرصة بعينها، نحن أعجز وأضعف من أن نعرف أين يكمن الخير.

رمزي عبد العزيز.. رحلة فريدة وتجربة ملهمة

جدير بالذكر أن الدكتور رمزي عبد العزيز، من مواليد محافظة الشرقية، حاصل على درجة الدكتوراه في تخصص تكنولوجيا النانو، كلية الهندسة جامعة كيل الألمانية، ويشغل حاليًا منصب Staff Scientist بجامعة آلتو الفنلندية، وله العديد من الإسهامات والمقالات المتنوعة، عبر صفحات التواصل الاجتماعي والمنصات العلمية، كما نشر له العديد من الأبحاث في أشهر الدوريات العالمية.

تلقى مقالات عبد العزيز، قبولا واسعا من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة ممن يريدون تطوير ذواتهم، وجعل حياتهم أفضل، من خلال نصائحه الوافرة، في شتى الجوانب العلمية والاجتماعية، والأسرية، وتحظى كتاباته بقراءات واسعة، تتخطى الملايين، من مختلف البلدان العربية.

 

تابع مواقعنا