السبت 23 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

لويس برايل.. أحب مهنة والده فأصابته بالعمى لينير طريق العلم لمكفوفي العالم

لوحة تجسد برايل
ثقافة
لوحة تجسد برايل
الثلاثاء 04/يناير/2022 - 12:12 م

لويس برايل، أحد أهم الشخصيات المؤثرة في التاريخ الإنساني، حيث استطاع الملايين من المكفوفين من ‏جميع أنحاء العالم، بممارسة هواية القراءة والتعلم، دون مساعدة من أحد، ولد برايل في 4 يناير من العام ‌‏1809، وبسبب إصابته بالعمى، أبدع للعالم طريقة برايل للمكفوفين.‏ 

ولد لويس برايل لأب صانع أحزمة؛ يدير ورشة جلود بمنزلهم، وكان برايل يُحب والده، ومهنته كثيرا، ويقف ساعات ‏طويلة معه في الورشة؛ يترقب كيفية عمل والده، وهو يقطع الجلود، ويثبت الشرائط الجلدية بأدواته ‏المعدنية.‏ 

وفي أحد المرات، والورشة خالية من العمال ومن والده، تسلل لويس نوبل الصغير، وقرر في تلك اللحظة تقليد ‏والده، فأمسك قطعة من الجلد، مُحاولا ثقبها بأداة والده الحادة، وأثناء محاولته، انزلقت الأداة فجأة دون أن ‏يستطع ردها أو تغيير مسارها، لتخترق عينه.‏ 

حاول الأطباء في الأسابيع اللاحقة للحادثة المأساوية، مقاومة ظهور عدوى في عينيه بالأدوية، والمضادات ‏الحيوية، حتى استطاعوا حمايته من تلك العدوى، لكنه أصبح بعد تلك الحادثة، أعمى بشكل تام، وللأبد.‏ 

 

إصرار والده على استكمال برايل طريقه 

كانت الفكرة السائدة في تلك العصور؛ أن المكفوفين مصيرهم التسول، لكن والده كان مؤمنا بنباهته ‏وعبقريته، واستطاعته استكمال حياته بتميز، وتم تسجيله عندما أتم السابعة من عمره في المدرسة ‏الموجودة في قريته، وكان يتلقى دروسه بالتلقين، وعانى كثيرًا مع فقدانه القدرة على القراءة، لكنه لم ‏ييأس أبدا.‏ 

بعد فترة من الوقت، سمع والده عن مدرسة في باريس، مُخصصة للمكفوفين؛ تعمل على تعليمهم، ‏وتخريجهم بشكل كفئ، وبرغم من صعوبة إرساله للعديد من الأمور، منها أنهم لا يملكون المال الكافي، ‏وأنه يحتاج لمن يرعاه في تلك المدينة الكبيرة، إلا أن والده أرسله في الأخير.‏ 

وفي سن العاشرة، كان برايل ضمن طلاب المعهد الملكي الفرنسي للمكفوفين، لم تكن المدرسة في أفضل ‏حال، وكانت في مبنى قديم، سلالمه منحدرة بدرجة كبيرة، أدراجها مكسرة، وجبات الأولاد فيها قليلة، مع ‏توافر القليل من الكتب التي كتبت بأحرف بارزة، والتي أبدعها مؤسس المدرسة، فالنتين هاي.‏ 

طريقة باربييه وإلهام برايل لفكرته 

في عام 1821، اخترع نقيب بالجيش؛ طريقة للكتابة المنقوشة، والتي كان عمل عليها من أجل أن ‏يتعامل الجنود بها خلال الليل، دون أن يضطروا لإضاءة أي كشاف، وأسماها الكتاب الليلية، لكنها لم تكن ‏تكتب باللغة الفرنسية القياسية، وتفتقر إلى علامات الترقيم، وتجاهل الأحرف الكبيرة، وقرر المعهد استعمالها في تدريس الطلاب.‏ 

ورغم أن معظم الأولاد في المدرسة تركوها بعد فترة من حماسهم الكبير، لكن برايل لم يتركها قط، وظل منذ أن كان في عمر الـ 12؛ ‏يعمل على تطويرها في كل لحظة، وكل وقت، وتوصل إلى التخلي عن فكرة الشرطات التي ابتكرها ‏باربييه، وعمل على نظام أكثر سهولة، مُكون من ست نقاط في عمودين، كمثل قطعة الدومينو، أخذ ‏الأحرف الأبجدية العشر الأولى، ووضعهم في النقاط الأربع العلوية، والعشرة الثانية، في النقاط اليسرى ‏السفلية، ولم يتضمن الكود بعض الأحرف، والتي تم إضافتها بعد ذلك بطريقة برايل.‏ 

برايل يتعلم في طفولته 

وعندما كان برايل في سن الـ 15 من عمره؛ كان يتقن الكتابة بنظامه الذي أعده، وفيه يستطيع كتابة ‏النصوص المباشرة، والرياضيات، والأحرف الكبيرة، وعلامات الترقيم.‏ 

في البداية؛ تخوف الأساتذة من تعلمها والعمل بها، لكن مع حماس الطلبة، أصبحت في عام 1844، هي ‏الطريقة الأساسية في المدرسة.‏ 

برايل ينير العتمة لمكفوفي العالم 

عندما تخرّج من المدرسة في سن التاسعة عشر، عُيّن كمدرس متفرغ في المعهد، وظل فيه إلى آخر ‏حياته، وبسبب غرف المدرسة السيئة، ونظام الغذاء الهزيل، وأصيب لويس برايل في عمر الـ 25 بالسل، وظل ‏يعمل على تدريس الطلاب؛ الذين كانوا يفضلونه عن الجميع، حتى توفي في 1852، وعمره 43 عاما.‏ 

وخلال العقود القليلة اللاحقة لوفاته، اعتمد نظام برايل للقراءة للمكفوفين، في جميع أنحاء العالم، وفي ‌‏1952، كرمّته فرنسا، بنقل رفاته إلى مقبرة باريس التي ‏ ضمت أشهر مفكري وقادة البلاد، كما تم ‏الإعلان عن اليوم العالمي لبرايل في نوفمبر عام 2018، من قبل الأمم المتحدة، والذي يوافق 4 يناير من كل ‏عام.‏

تابع مواقعنا