الأربعاء 27 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

أحمد شبلول: اسم يحيى حقي ارتبط في أذهان الناس بـ البوسطجي وقنديل أم هاشم

يحيى حقي
ثقافة
يحيى حقي
الإثنين 17/يناير/2022 - 11:35 م

قال الشاعر والروائي أحمد فضل شبلول إن اسم الكاتب الكبير يحيى حقي ا ارتبط في أذهان الناس بـ البوسطجي وقنديل أم هاشم، على الرغم من أن له أعمالا أخرى رائعة مثل سارق الكحل، وكناسة الدكان، وتعال معي إلى الكونسير، وخليها على الله، وعطر الأحباب، وأم العواجز، وغيرها الكثير. 

وتابع شبلول في تصريحات لـ القاهرة 24 وعلى الرغم من أن جذور حقي تركية أرستقراطية، وعمل سفيرا ودبلوماسيا في أكثر من دولة، إلا أنه غاص في التراب المصري وعاش مشاكل المجتمع والناس البسطاء، وما قصة قنديل أم هاشم والبوسطجي إلا تعبيرًا وغوصا في قاع المجتمع المصري، وتصوير عاداته وتقاليده، وإلقاء الضوء على السلبي منها، كي نتداركه ونتحاشاه.

تابع شبلول: عندما تولى حقي رئاسة تحرير بعض المجلات مثل مجلة المجلة كان يسارع إلى اكتشاف الأدباء الجدد أو الأدباء الشباب، ويقدمهم إلى الحياة الأدبية، وكانت له علاقة خاصة مع الكاتب الكبير نجيب محفوظ، وعندما التقيا في نادي القصة بالقاهرة، اقترح حقي على محفوظ أن يترك عمله بوزارة الأوقاف ويعمل معه في مصلحة الفنون، وقد كان.

وتابع: يحيى حقي هو الذي أطلق على نجيب محفوظ لقب مؤرخ الحياة المصرية خاصة بعد أن قرأ الثلاثية قصر الشوق، بين القصرين، السكرية ولاحظ أن صاحبها يحرك 52 شخصية فيها بمهارة واقتدار.


وأضاف شبلول: كان يحيى حقي رئيسا لنجيب محفوظ في العمل وذات مرة دخل مكتب محفوظ فرآه واقفا وسط الحجرة، رافعا رأسه إلى السقف، ويداه مشبكتان وراء ظهره، وجسده مشدود كقوس المنجد، ويذرع الحجرة ذهابا وإيابا، وهي تلك اللحظة التي كان محفوظ مُقبلا فيها على تأليف اللص والكلاب، يقول نجيب محفوظ عن تلك اللحظة: لقد حضر يحيى حقي مخاض اللص والكلاب، ولم ينس ضحكاتي وقهقهاتي في ندواتي، فقال: لا ينبغ كاتب إلا إذا رأيته أحيانا يضحك ضحك نجيب محفوظ، هكذا جمع الحب بين شخصيتين عملاقتين هما يحيى حقي ونحيب محفوظ، فلم يشعر أحدهما بالغيرة من الآخر، ولم يدس له ويتقوَّل عليه، ويحاول تشويه موهبته وشخصه، وهكذا دائما الكبار، كبار في الأخلاق مثلما هم كبار في الأدب، حتى الخلاف الذي كان بينهما كان خلافا ثقافيا جميلا ودودًا.

الكسار أقرب للشخصية المصرية

وأكمل أحمد شبلول أن نجيب محفوظ كان يرى أن نجيب الريحاني أبرع من علي الكسار على المسرح، بينما يحيى حقي كان يرى أن علي الكسار هو الأبرع، إذا يقول نجيب محفوظ: كنت أختلف مع يحيى حقي الذي كان يفضِّل علي الكسار على نجيب الريحاني وكتب دراسة عنه، مؤكدا أصالة الكسار وبساطته وأنه أقرب إلى الشخصية المصرية المسحوقة، في حين أن الريحاني – في نظر حقي – طبعة غربية.

واستطرد: يضيف محفوظ: تعرفت إلى يحيى حقي في نادي القصة، كنت قد قرأت له رواية قنديل أم هاشم سنة 1945، وجدت فيها عذوبة وفنا رفيعين، كان حقي يمضي يوم العمل كله تقريبا في مكتبي الملاصق لمكتبه، وقد استنكر مني القيام لتحيته إذا أقبل في الصباح قائلًا: أنت أديب كبير، ولكنني كنت موظفا، وهو المدير، وهذا الوضع الأدبي الذي يقدره يحيى حقي لا يجيز لي التجاوز في علاقتي الوظيفية معه، رحمهما الله رحمة واسعة بقدر ما أمتعانا في الأدب والثقافة والفن والفكر.

تابع مواقعنا