السبت 23 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

بين المادية والروحانية والخيال الشعبي.. لمن انتصر يحيى حقي في قنديل أم هاشم؟

يحيى حقي
ثقافة
يحيى حقي
الإثنين 17/يناير/2022 - 06:45 م

يحيى حقي، الكاتب الروائي الكبير، أحد أهم كتاب القصة القصيرة في الأدب العربي، المولود في 17 يناير من العام 1905، كتب الكثير من الأعمال الأدبية المتميزة، إضافة إلى عمله الصحفي، لكن تظل قنديل أم هاشم هي الرواية الأشهر له طوال مسيرته الأدبية.

تعلم يحيى حقي في كتاب في السيدة، والتحق بمدرسة والدة عباس باشا الأول الابتدائية، وبعد الابتدائية التحق بالمدرسة السيوفية، والإلهامية الثانوية، وحصل على البكالوريا من المدرسة الخديوية، ليلتحق بعدها بمدرسة الحقوق، وتخرج منها 1952.

تميز أسلوب يحيى حقي بالسهولة، والوضوح، ومع ذلك فإن أعماله اتسمت بالعمق، والبحث في العديد من القضايا الاجتماعية والنفسية، ناقش الكثير من الأمور، وحطم التابوهات، خاصة في قنديل أم هاشم، التي تحولت إلى فيلم سينمائي شهير قام به الفنان شكري سرحان.

صورت الرواية واحدة من القصص والعادات الشعبية التي توارثها المصريون أجيال بعد أجيال، تحكي قنديل أم هاشم، عن ذلك الشاب الذي أتى مع أسرته إلى القاهرة، ليقيم إلى جوار مقام السيدة أم هاشم، ونشأ في جو مملوء بالحكايات والقصص.

بعد إكمال الثانوية، سافر إلى إنجلترا لدراسة الطب، وخلال فترة تواجده في إنجلترا، مر بالعديد من الأطوار، فهو الذي ذهب مملوء بالعادات الصوفية، والقصص الشعبية، والتدين المصري الفطري، ليتعرف على ماري، التي جذبت عقله ومخيلته إلى الأفكار الغربية، وشيئا فشيئا، يترك العادات التي نشأ وتربى عليها، وصار مؤمنا بالفكر المادي.

بعد إتمام الدراسة، عاد إلى مصر، لكنه لم يكن كالذي ذهب، كان كالغريب عن الحي، لا يحب ما يراه، رغم أن المشاهد التي يراها، هي التي تربى عليه وكونت عقله وحواسه.

العودة والصدام مع العادات الشعبية

ويبدأ صدامه مع التابوه، قنديل أم هاشم، الذي رأى أمه تضع في عينها من زيته، كما يفعل الناس لسنوات، بجهل منهم، ظانين أن هذا الزيت الفاسد، فيه الشفاء، يبدأ الصراع، بأن يأخذ الزجاجة من أمه، ويرميها من نافذة البيت.

يذهب الفتى الذي نسى كل تقاليد بيئته الشعبية، وعادات أهله، إلى مقام أم هاشم، يرى القنديل المقدس فوق الضريح، الناس متجمعون حوله، يتهافتون على زيته، آمالهم كبيرة في الشفاء بذلك الزيت، والقصص تملئ خيالهم عن قداسته وسحره وبركته، ووسط كل ذلك يدخل هو ويحطم القنديل وسط الجمهور المتجمع، لينهالوا عليه ضربا.

يهجر الحي، ويعيش في بيت آخر، وفيه يتحول الأمر معه مرة أخرى، فيبدأ في الابتعاد عن المادية، والحنين إلى ماضيه، وفي مرة من المرات يذهب إلى ابنة عمه ليعالج عينيها، فيفشل، فيفكر كيف الطب لا يفعل شيء، وكيف لا تساعد مهاراته على شفائها، وتأخذه قدماه إلى الضريح، ويأخذ من القنديل، ويعود ليضعه في عينها، فتشفى من مرضها.

ينتصر يحيى حقي في روايته للخيال الشعبي في النهاية، ويعطي رسالة بأن التقدم والمادية وحدها لا يمكنها الانتصار في مجتمع محب، مؤمن، متعلق بقلوب الصالحين.

تابع مواقعنا