خريطة تفاعلية للتنبؤ بالتغيرات المناخية قبل تنفيذ المدن الجديدة.. والأرصاد تكشف التفاصيل
لا شك أن التغيرات المناخية أثرت على العالم أجمع خاصة في السنوات الأخيرة، حيث زادت الظواهر الجوية حدة وعنفا، وأصبحت تهدد مدنا ودولا بأكملها، وسط تحذيرات من قادة العالم باحتمالية غرق المدن الساحلية؛ نتيجة ارتفاع درجات الحرارة أكثر من 1.5 مئوية.
ووسط تلك التهديدات وتأثير التغيرات المناخية المتسارعة، تنفذ مصر منذ سنوات قريبة، أول خريطة تفاعلية لمخاطر وتهديدات التغيرات المناخية على جمهورية مصر العربية، تستخدم بصفة خاصة قبل إنشاء وتخطيط المدن الجديد في البلاد.
ويتم تنفيذ أول خريطة تفاعلية للتنبؤ بالتغيرات المناخية في مصر، وفقا لاتفاق مسبق بين جهات: الهيئة العامة للأرصاد الجوية، وزارة البيئة، وزارة الموارد المائية والري، من خلال معهد التغيرات المناخية التابع لها، بالإضافة إلى الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة.
التنبؤ بالتغيرات المناخية
وتهدف الخريطة التفاعلية إلى مساعدة متخذي القرار في التعرف على المناطق المهددة بمخاطر التغيرات المناخية على مستوى جمهورية مصر العربية، واتخاذ الإجراءات اللازمة للتكيف مع تلك التغيرات، وتحديد الفرص المتاحة التي تساهم في تحقيق خطة التنمية فى الدولة من خلال اتخاذ التدابير اللازمة في القطاعات التنموية المختلفة والعمل على اقتناص أي فرص تمويلية متاحة للتكيف والتخفيف ونقل التكنولوجيات من الجهات الدولية.
وتقول الدكتورة منار غانم، عضو المركز الإعلامي بوحدة الإنذار المبكر بمخاطر الطقس التابعة لهيئة الأرصاد، إن الخريطة التفاعلية بمخاطر الطقس والتغيرات المناخية في مصر تمت بالاعتماد على البيانات المناخية التي تحتفظ بها الهيئة منذ 200 عام من عام 1829، للتنبؤ بالتغيرات المناخية المتوقعة خلال 100 عام قادمة في المدن الجديدة وفي مصر عامة.
وأضافت غانم في تصريح خاص لـ القاهرة 24، أن الخريطة التفاعلية تساعد في التنبؤ بالتغيرات المناخية والظواهر الجوية المتوقعة واتجاهات الرياح؛ لأخذها في الاعتبار عند تنفيذ أو إنشاء المدن الجديدة.
وأشارت إلى أنه يتم تنفيذ تلك الخريطة التفاعلية باستخدام نظم المعلومات الجغرافية وقواعد البيانات، وتوفر الجهات المعنية البيانات اللازمة التي يتطلبها التطبيق للخروج بالشكل الأمثل.
استخدام الذكاء الاصطناعي
ووقّعت وزارة الطيران المدني- ممثلة في الهيئة العامة للأرصاد الجوية التابعة لها-، بروتوكول تعاون، مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بشأن تنفيذ مشروعات مشتركة لحلول تكنولوجية قائمة على تقنيات الذكاء الاصطناعي، وذلك في حضور الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء.
وبموجب الاتفاق؛ تعمل الجهات المعنية من هيئة الأرصاد الجوية ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، على تطوير تطبيق للهواتف الذكية يتم من خلاله تقديم خدمات الهيئة للمواطنين، مدعوما باللغتين العربية والإنجليزية، لعرض تنبؤات دقيقة وآنية مع تنبيهات الطقس القاسي بناء على الموقع الجغرافي، ويعمل على أنظمة تشغيل iOS وAndroid.
كما سيتم تطوير تطبيق واجهة برمجة API، يوفر بيانات الطقس التاريخية وبيانات التنبؤ طويلة المدى عبر واجهة برمجة سهلة الاستخدام ومحددة من خلال العشرات من مقاييس الطقس، وتطوير منصة باستخدام تكنولوجيا تطبيقات الذكاء الاصطناعي الجغرافية المكانية للتنبؤ بالتغيرات المناخية المرتبطة بالفيضانات.
