هل تؤثر على مصر؟.. تحذير عالمي جديد من التغيرات المناخية بالقطب الشمالي
تستعد مصر لاستضافة مؤتمر المناخ القادم COP27 في نوفمبر 2022 بمدينة شرم الشيخ، كما تسعى لتوفير تمويل عادل للتكيف مع التغيرات المناخية العالمية، لا سيما على الدول الفقيرة والنامية والأقل نموا.
وحذرت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، من قضية التغيرات المناخية التي أصبح لها تأثيرات كبيرة على كل القطاعات وتعيق كل مناحي التنمية، حيث باتت من أخطر التحديات التي تواجه الدول بأسرها، مشيرة إلى أن مواجهة تلك التحديات أصبحت على عاتق كل الدول، سواء نامية أو متقدمة، حيث وضع اتفاق باريس المسئولية على عاتق الجميع.
وأشارت وزيرة البيئة إلى أن هناك عددا من الموضوعات المهمة التي تشغلنا على مستوى التغيرات المناخية مثل التمويل المتاح، التكنولوجيا، والتكيف، فنحن بحاجة إلى تمويل مناسب لمواجهة هذه الظاهرة وحتى الآن الأرقام التي طرحت لم يتم الوفاء بها، وبالنسبة للتكنولوجيا فهناك ارتفاع كبير في التكلفة التكنولوجية التي تحتاجها الدول النامية والتي تحتاج بشدة إلى التكيف مع التغيرات المناخية.
تحذير عالمي
أصدرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية WMO تقريرًا حول درجات الحرارة بمنطقة القطب الشمالي خلال العام الماضي 2020، حيث أكد تسجيلها 38 درجة مئوية في بلدة روسية في يونيو الماضي، وهي درجة غير مسبوقة في القطب الشمالي للأرض.
وأوضح تقرير المنظمة العالمية أن محطة الأرصاد ببلدة فيرخويانسك الروسية قاست درجة الحرارة هذه وهي 38 درجة مئوية، التي تتناسب مع مناخ منطقة البحر الأبيض المتوسط أكثر من القطب الشمالي، في أثناء موجة الحر الاستثنائية والمطوَّلة التي شهدتها سيبيريا.
وأشارت المنظمة العالمية للأرصاد إلى أن متوسط درجات الحرارة فوق سيبيريا بمنطقة القطب الشمالي بلغ ما يصل إلى 10 درجات مئوية فوق المعدل الطبيعي طوال معظم فصل الصيف من العام الماضي، ما تسبب في اندلاع حرائق مدمرة وذوبان كميات هائلة من الجليد البحري وكان عاملًا رئيسيا في أن يصبح عام 2020 من بين أدفأ ثلاث سنوات في التاريخ المسجَّل.
وقال البروفيسور بيتيري تالاس، الأمين العام لمنظمة WMO، إن هذا المستوى القياسي الجديد في منطقة القطب الشمالي هو أحد المؤشرات المرصودة المدرجة في أرشيف المنظمة لظواهر الطقس والمناخ المتطرفة التي تدق ناقوس الخطر بشأن مناخنا المتغير، وفي عام 2020، شهدت القارة القطبية الجنوبية أيضًا درجة حرارة غير مسبوقة بلغت 18.3 درجة مئوية.
وأضاف البروفيسور تالاس باحثو المنظمة العالمية للأرصاد يسعون حاليا إلى التحقق من درجة الحرارة البالغة 54.4 درجة مئوية والمسجَّلة في كل من عامي 2020 و2021 في أكثر الأماكن حرارة في العالم، وهو وادي الموت بولاية كاليفورنيا الأمريكية، والتثبت من صحة درجة الحرارة الأوروبية غير المسبوقة البالغة 48.8 درجة مئوية والتي أُبلغ بتسجيلها هذا الصيف في جزيرة صقلية الإيطالية، مشيرًا إلى أن أرشيف المنظمة لظواهر الطقس والمناخ المتطرفة لم يسبق له أن أجرى هذا العدد من التحقيقات المتزامنة.
وقال البروفيسور راندلي كيرفيني، مقرر ظواهر المناخ والطقس المتطرفة في المنظمة إن هذا التحقيق يسلط الضوء أساسًا على درجات الحرارة المتزايدة في منطقة ذات أهمية مناخية في العالم. ويمكننا، عن طريق عمليات المراقبة والتقييم المستمرة لدرجات الحرارة المتطرفة، أن نظل على دراية بالتغيرات التي تحدث في هذه المنطقة الحرجة من العالم، منطقة القطب الشمالي.
وأوضح البروفيسور Cerveny أنه يسلط الضوء على ضرورة الحفاظ على عمليات الرصد الطويلة الأمد التي توفر لنا مقاييس مرجعية لحالة النظام المناخي.
المنطقة الأسرع احترارًا
حسب المنظمة العالمية تُعدّ منطقة القطب الشمالي من أسرع المناطق احترارًا في العالم، حيث يتجاوز معدل الاحترار فيها ضعف متوسط الاحترار العالمي، ودفعت درجات الحرارة المتطرفة والتغير المناخي المستمر فريق خبراء من المنظمة إلى إضافة فئة مناخية جديدة إلى أرشيف ظواهر الطقس والمناخ المتطرفة هي أعلى درجة حرارة مسجَّلة عند خط العرض 66.5 درجة أو شماله، أي في الدائرة القطبية الشمالية.
ويتضمن أرشيف ظواهر الطقس والمناخ المتطرفة سجلات مثل أعلى وأدنى درجات الحرارة ومعدلات هطول الأمطار، وأثقل حبة برد، وأطول فترة جفاف، وأقوى هبوب للرياح، وأطول وميض برقي، وأعداد الوفيات الناجمة عن ظواهر الطقس، على المستوى العالمي.
ويعني إنشاء الفئة الجديدة أن كلا المنطقتين القطبيتين مدرج الآن في الأرشيف بعد أن بدأت المنظمة العالمية للأرصاد بإدراج درجات الحرارة المتطرفة لمنطقة القطب الجنوبي المناطق القطبية عند خط العرض 60 درجة أو جنوبه المقابل لمناطق اليابسة والجرف الجليدي المشمولة بمعاهدة أنتاركتيكا في عام 2007.