تفاصيل مؤتمر وزراء الثقافة العرب لبحث صيانة الهوية وحماية الأجيال الناشئة
عبر الوزراء المشاركون في مؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي في دورته الثانية والعشرين عن عظيم شكرهم وامتنانهم لدولة الإمارات العربية المتحدة على استضافتها فعاليات المؤتمر في إكسبو 2020 دبي وحسن التنظيم وكرم الضيافة.
وشارك في المؤتمر، الذي جاء بدعوة من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، 19 دولة عربية، بالإضافة إلى جامعة الدول العربية وممثلي المنظمات العربية والإقليمية منها: اليونسكو، الإيسيسكو، والمجلس الدولي للمعالم والمواقع، والهيئة العربية للمسرح.
الثقافة العربية تواجه تحديات متعددة
ويأتي انعقاد مؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي في ظل ظروف تواجه فيها الثقافة العربية تحديات متعددة، ومتزايدة تفرض عليها إعادة صياغة شاملة لأولوياتها وأهدافها وطرق عملها، وفي مقدمتها متغيرات العالم الجديد التي تمس الثقافة العربية في خصوصياتها ومرتكزاتها الفكرية والتربوية والاجتماعية، بالإضافة إلى تطور سياسات الحوكمة الثقافية وثورة المعلومات وسيطرة المنصات الرقمية، وحالات الطوارئ والأزمات الصحية كجائحة كوفيد-19، التي غيرت المفاهيم وقلبت أولويات العالم، ورسخت القناعات بأهمية ودور الثقافة ومكانتها في الظروف العادية والاستثنائية.
مراجعة الخطة الشاملة للثقافة العربية
وناقش الوزراء نتائج مشروع مراجعة الخطة الشاملة للثقافة العربية وتحديثاتها باعتباره موضوعا رئيسا، فيما انطلق مشروع المراجعة من استعراض تحليلي لأهم التطورات التي ميزت المشهد الثقافي العربي خلال العشرية المنصرمة، وما اكتنف هذه التطورات من ملابسات ومستجدات سياسية واقتصادية واجتماعية وما أفرزته من تحديات ورهانات جديدة.
وأكد الوزراء أهمية مخرجات مشروع مراجعة الخطة الشاملة للثقافة العربية وتحديثها في تيسير التبادل الثقافي وتطوير العمل الثقافي العربي المشترك.
صيانة الهوية العربية وحماية الأجيال الناشئة
وقدم رؤساء الوفود المشاركة في كلماتهم خلال فعاليات المؤتمر التوجهات الاستراتيجية للدول العربية في مرحلة ما بعد جائحة كوفيد-19، التي أكدت على أهمية تفعيل المشروع الثقافي العربي المشترك، الذي يُسهم في صيانة الهوية العربية وحماية الأجيال الناشئة من مخاطر الانحراف والتطرف.
وبحث المؤتمر سبل وآليات تعزيز الوحدة الثقافية العربية وضمان استدامتها من خلال بناء مجتمعات المعرفة المتعددة والشمولية وتعزيز انفتاح الثقافة العربية على ثقافات العالم ودعم الأواصر مع الثقافات الإنسانية والإسهام الفاعل في صياغة المشروع الحضاري الإنساني في إطار قيم الاختلاف والتنوع مع مراعاة خصوصيات الثقافة العربية الزاخرة حضاريا وتراثيا وتاريخيا ومعرفيا، لا سيما أنها تستمد ديمومتها وصيرورتها من تنوعها وعراقتها وتعدد مناهلها الجغرافية والتاريخية واللغوية.
مشاريع العمل الثقافي
وناقش المؤتمر عددًا من مشاريع العمل الثقافي التي ستسهم في تحقيق التكامل بين الدول العربية، من بينها: مشروع مراجعة وتحديث الخطة الشاملة للثقافة العربية، مخرجات المؤتمر العالمي للاقتصاد الإبداعي، مشروع سفراء الألكسو للثقافة العربية، مشروع خارطة العمل الخمسية للملفات العربية المشتركة لتسجيل التراث غير المادي لدى اليونسكو، مخرجات قمة اللغة العربية ومهرجان البردة.
وأوصى المشاركون بأهمية العمل على الاستفادة من مخرجات مراجعة الخطة الشاملة للثقافة العربية والاستئناس بها في تطوير الاستراتيجيات الوطنية للتنمية الثقافية وبرامج التعاون المشترك.
ودعا الوزراء إلى تنظيم ورش عمل ولقاءات لتقديم الخطة الشاملة للثقافة العربية والتعريف بها لدى الفاعلين في المجال الثقافي، فيما ثمنوا التعاون والتنسيق القائم بين الدول العربية في المجالات الثقافية، مؤكدين أن المشاركين الثقافية التي يتم إقرارها في هذا الدورة ستسهم بشكل كبير في تحقيق التكامل الثقافي بين الدول العربية.
الاستفادة من خدمات التكنولوجيا الرقمية
ودعا المجتمعون الدول العربية إلى ضرورة الاستفادة من المزايا والخدمات التي توفرها التكنولوجيا الرقمية في تطوير السياسات الثقافية المحلية لحماية التراث الثقافي وتنميته وتجاوز مخلفات الأزمة الصحية على العاملين في الحقل الثقافي.
ورحب الوزراء بمبادرة المملكة العربية السعودية باستضافة مؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي في دورته الثالثة والعشرين المزمع تنظيمها خلال عام 2022.
وأصدر المؤتمر عددًا من التوصيات شملت مختلف مجالات الشأن الثقافي والصناعات الإبداعية وترقية اللغة العربية وسياسات حماية وتثمين التراث وبرامج التعاون متعدد الأطراف مع المنظمات الدولية.