وزير الري يتابع مشروع خفض مناسيب المياه الجوفية بمنطقة أبو مينا الأثرية بالإسكندرية
اجتمع الدكتور محمد عبد العاطي، وزير الموارد المائية والري؛ مع المهندس محمد صالح، رئيس هيئة الصرف والدكتور أحمد راشد، مدير معهد بحوث المياه الجوفية، وذلك لمناقشة الموقف التنفيذي لمشروع تقييم ودراسة خفض مناسيب المياه الجوفية بمنطقة أبو مينا الأثرية ببرج العرب بمحافظة الإسكندرية.
تأثير سحب المياه على هبوط التربة
واستعرض وزير الري؛ الموقف التنفيذي للمشروع، والذي اشتمل على مرحلتين، حيث تم في المرحلة الأولى؛ تقييم نظام التجفيف السابق، ودراسة مدى تأثير عمليات سحب المياه على ثبات القبر وسلامته من الناحية الإنشائية، وتأثير السُحب على هبوط التربة، كما تم في المرحلة الثانية؛ تنفيذ عدد 57 بئر جوفي تُحيط بالمنطقة الأثرية، بالإضافة لعدد 13 بئر جوفي آخر؛ تعمل كخط دفاع أولى حول منطقة القبر، مع إنشاء خطوط جديدة لطرد المياه التي يتم سحبها من الآبار.
التحكم الإليكتروميكانيكية
كما تم تحديث منظومة التحكم الإليكتروميكانيكية، من خلال تغيير بعض الكابلات والبواطات ومفاتيح التحكم وغيرها، وخلال هذه المرحلة؛ وُضع مُعدلات لسحب المياه من القبر بشكل تدريجي، لعدم التأثير بالسلب على الحالة الإنشائية للقبر، وقد تم تنفيذ هذه الأعمال تحت إشراف معاهد بحوث المياه الجوفية والصرف والإنشاءات والميكانيكا والكهرباء التابعة للمركز القومي لبحوث المياه التابع للوزارة، وبالتنسيق التام مع وزارة السياحة والآثار.
وتعمل الهيئة المصرية العامة لمشروعات الصرف التابعة للوزارة على تطهير كافة المصارف العامة الرئيسية المحيطة بالمنطقة والمصارف الخصوصية داخل المنطقة الأثرية بصفة دورية، حيث تستقبل المصارف المياه التي يتم رفعها من خلال الآبار، إضافة إلى متابعة أعمال التحول من الري بالغمر لنظم الري الحديث بالأراضي المحيطة بالموقع الأثري، حيث تم تنفيذ نظم الري الحديث عن طريق الأهالي في زمام 6000 فدان تقريبًا، وجاري المتابعة لإتمام عملية التحول في زمام 4000 فدان أخرى، وهذه الإجراءات سيكون لها دور فعال في تقليل المياه الأرضية بالمنطقة، وبالتالي تقليل مشاكل ارتفاع المياه الجوفية بالمنطقة.
تخفيض منسوب المياه
ونجحت الأعمال المنفذة في تخفيض منسوب المياه داخل القبر بمقدار 75 سم في أقل من 24 ساعة فقط من تشغيل طلمبات الرفع، ويستمر العمل على تخفيض منسوب المياه بشكل بطئ وتدريجي للحفاظ على الحالة الإنشائية للقبر.
ويُعتبر معهد بحوث المياه الجوفية أحد المعاهد البحثية المتخصصة التابعة للمركز القومي لبحوث المياه، والذي يُعد الذراع البحثي للوزارة، حيث يضم المركز عدد 12 معهد، بالإضافة للمعامل المركزية للرصد البيئي، ووحدة البحوث الاستراتيجية، ويعد المركز مؤسسة بحثية بارزة فى علوم الرى المختلفة.
وتهدف الخطة البحثية للمركز لدعم خطط وزارة الموارد المائية والري وأهدافها الاستراتيجية، وبما يُسهم في تحقيق نقلة نوعية في أساليب إدارة الموارد المائية كمًا ونوعًا.
الجدير بالذكر أن منطقة أبو مينا الأثرية؛ تقع على بعد 12 كم من مدينة برج العرب، وتم تسجيلها كموقع أثري في عام 1956م، وتسجيلها على قائمة التراث العالمي لليونسكو في عام 1979، وهي المنطقة الوحيدة المسجلة في قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو بالإسكندرية، ويعود تاريخها إلى القرنين الرابع والخامس الميلادي، حيث كُرست تلك المنطقة باسم القديس مينا، وهو قديس مصري عاش في نهاية القرن الثالث وبداية القرن الرابع الميلادي، وفي أواخر القرن الخامس والنصف الأول من القرن السادس الميلادي؛ أصبحت من أهم مراكز الحج المسيحية في مصر، وتضم المنطقة منشآت عديدة ذات أغراض دينية متنوعة منها مركز الحج، وهو المبنى الرئيسي، ويتكون من منطقة يتوسطها فناء مُتسع على شكل ميدان مُحاط بصفوف من الأعمدة كان يتجمع فيه الحجاج، ويفتح الفناء على كنيسة المدفن والبازيليكا الكبيرة.