بجسد محترق.. سيدة تبيع الأسماك في شوارع بورسعيد: نفسي أطلع عمرة وأعمل حقن مجهري | صور وفيديو
في أحد شوارع مدينة بورفؤاد، بمنطقة الأمل، تفترش السيدة سمر عرفة علي أحمد بدر، أحد أرصفة المدينة على تروسيكل تبيع عليه الأسماك الطازجة للمواطنين، وتعمل على تنظيفها، وذلك لمساعدة زوجها الذي تعرض لحادث أليم جعله غير قادر على العمل.
بمجرد النظر إلى وجه السيدة ويديها يمكنك أن ترى أثار الحرق الذي تعرض له جسد السيدة نتيجة انفجار أنبوبة بوتاجاز منذ أعوام، حتى أن يديها بها عمليات جراحية تم خلالها تركيب شرائح ومسامير طبية متدنية، وبالرغم من إصابتها إلا أنها تكافح من أجل لقمة عيش من الحلال.
قصة كفاح السيدة سمر، تختلف كثيرًا عن غيرها من قصص المراءة العاملة، وذلك لأن السيدة قد ضاق عليها الحال بعد حادث زوجها وضياع عمله الذي كان يتكسب منه قوته يومه، وعجزها عن دفع إيجار الوحدة السكنية في ظل عدم وجود مصدر رزق، مما دفعها لترك الوحدة السكنية، والقيام ببيع العفش كاملًا لدفع مقدم تروسيكل تبيع عليه الأسماك في الشارع، لتستطيع من خلاله تسيير أمور حياتها.
سيدة بيع الأسماك لم تجد أمامها بعد ضياع منزلها وبيع العفش إلا أن تعود للعيش في منزل أسرتها في مدينة المنصورة لتذهب وتعود في كل يوم للبحث عن مصدر رزق حلال في شوارع بورسعيد، ويقيم زوجها كذلك في منزله أسرته حالمًا أن يجمعه وزوجته منزل بسيط يعيشون فيه سويًا.
تخرج السيدة سمر عرفة من مدينة المنصورة مع فجر كل يوم لتنتقل عبر سيارات النقل العام إلى محافظة بورسعيد ويكون في انتظارها زوجها المصاب في حادث، ليذهبا سويًا إلي سوق جملة الأسماك لشرائها والوقوف في مدينة بور فؤاد لبيعها، ومع آذان العشاء تغادر السيدة مرة أخرى إلى مدينة المنصورة بسبب عدم وجود مأوي لها في بورسعيد.
تقطع السيدة في كل يوم عشرات الكيلو مترات للبحث عن العيش بالرغم من ظروفها الصحية القاسية، وتأثير البرد والثلج الذي تستخدمه في الأسماك علي العمليات الجراحية التي أجرتها، إلا أنها لم تجد غير طريق الكفاح سبيلًا.
تتحمل سيدة الأسماك مسئولية سداد قيمة الأسماك وسداد قسط التروسيكل ومصروفات السفر، إلا أنها لم تتوقف عن حلمها باستكمال دراستها فبالرغم من أنها قد اقتربت من الـ 30 من عمرها، إلا أن في الصف الثالث الثانوي تستكمل دراستها للحصول علي شهادة تعليمية، وتعمل على مذاكرة دروسها خلال رحلتها في الذهاب والعودة من المنصورة لبورسعيد.
لم تكتفي الحياة باحتراق جسد السيدة وفقدانها لمنزلها وعفشها وقيامها بإجراء عمليات جراحية، ولم يشفع للسيدة أنها تكافح وتسافر في كل يوم للبحث عن لقمة عيش من الحلال، فقد حكمت الحياة ألا ترزق السيدة بالأبناء، بالرغم من رحلة بحث طويلة لدى الأطباء.
وطالبت سمر عرفة عبر القاهرة 24، الرئيس السيسي بأن يستجيب لمطلبها ويوجه بإجراء عملية حقن مجهري، وذلك نظرًا لعدم قدرتها على التكاليف التي تصل إلى 25 الف جنيهًا، وأكدت أن حملها الأكبر أن تقوم بأداء العمرة، وأن يكون لها ولزوجها مأوى يحميها من السفر كل يوم، مؤكدة أنها تقدمت لأحد مشروعات الإسكان منذ 9 أعوام ولم تحصل على حقها حتى الآن.
وأضافت: أنا الحمد لله راضية وحامدة ربنا وشاكرة فضله وهفضل أشتغل وأشقي على لقمة العيش الحلال أحسن ما أمد أيدي للناس، ومؤمنة بأن ربنا سبحانه وتعالي هيعوض تعبي خير، وعندي ثقة في قيادات الدولة إن قصتي لما توصلهم هيساعدوني.