السبت 23 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

بين التحريم والتقديس.. كيف ارتبطت القهوة بالشعائر الصوفية؟

حبوب القهوة
ثقافة
حبوب القهوة
الجمعة 01/أكتوبر/2021 - 08:46 م

القهوة، المشروب العالمي السائد، سيّدة المشروبات، رفيقة الموسيقى والكتاب والشتاء، قرينة الفكر والعمل والاسترخاء، تتعدد طرق تقديمها وتختلف باختلاف الثقافات، وأشهر طرق عملها، التركي والإسبريسو والترشيح والتخمير، وتتنوع أدواتها وتختلف من طريقة لأخرى ومن بلد لأخرى، ونحن اليوم نمر باليوم العالمي للقهوة، والذي أطلقته المنظمة الدولية للقهوة في عام 2015، ويوافق 1 أكتوبر من كل عام.

يرجع تاريخ القهوة إلى الجزيرة العربية، تحديدًا في اليمن وأطلق عليها قهوة، نسبة إلى أنهم ظنوا أنها من المسكرات، فالقهوة لغويًا ترادف الخمر، وأول تجربة لشرب القهوة كانت في اليمن في القرن السادس عشر وانتقلت بعد ذلك لمصر وأحبها الصوفيون كثيرًا، حيث إنها كانت تساعدهم على السهر ومواصلة تلاوة الأذكار والأدعية والتهجدات.

كانت اليمن هي مصدر القهوة إلى العرب جميعًا، انتقلت إليهم من خلالها، وكانت القهوة في تلك الفترات ترتبط بالصوفيون، حيث كانت تشتهر في مجالسهم لاقتناعهم أنها تمنح شاربها بلوغ أسمى آيات التعبد، ورأى الشيخ الصوفي ابن إسماعيل الشحري، بوجوب قراءة سورة ياسين أربع مرات وقراءة الصلوات على النبي 100 مرة قبل أن تشرب القهوة، وذلك لأنها أصبحت مرتبطة بشكل وثيق بالشعائر الصوفية، فصارت مشروبا له خصوصية وحساسية شديدة.

وورد عن الشيخ علي بن عمر الشاذلي، أنه قال: إن شرب القهوة كشرب ماء زمزم، حيث إن شربها يؤدي لنفس المتعة التي تحدث عن شرب زمزم، وقال الشيخ أحمد بن علوي، المتوفى 1566: إن الذي يموت وفي جسده القهوة لا تمسه النار، وكان منقطعا في أواخر حياته عن الأكل ولا يشرب سوى القهوة.

تحريم القهوة وتحطيم الأماكن التي تقدمها

أصبحت القهوة مشروبًا شهيرًا وصارت هناك أماكن خاصة لتقديمها، وصارت تقدم أيضًا في الملاهي الراقصة، وفي جلسات الغناء والسمر، إلى أن رأى المتعصبون أنها سبب في زيادة زيارة الناس لهذه الأماكن، فصاروا ينادون بتحريمها، وكان خاير بك، مدير الشرطة وقتها في الجزيرة العربية، في عهد قنصوة الغوري، قد أصدر مرسومًا بعد طلب هؤلاء المتعصبين منه، بتحريم شرب القهوة، واعتمد على أراء بعض الفقهاء الذين جمعهم، وشهادات من أدمنوها بأنها مسكرة، وتسبب الإعياء.

وفي القاهرة، أصدر قنصوة الغوري مرسومًا بمنعها فقط في المجالس التي يعصى فيها الله، لكن لم يحرمها على الإطلاق، فقط قيد أماكن شربها، وفي عام 1544 أصدر السلطان العثماني بيانًا، منع فيه شرب القهوة أثناء الحج، وأيضًا العالم الأزهري الكبير أحمد عبد الخالق السنباطي، حرم شربها عام 1532، وهاجم شارب القهوة على منبر الأزهر الشريف، وبسبب خطبه قامت الناس على أماكن تقديم القهوة وحطموها.

وبعد أن أبيحت القهوة في السنين التالية، عادت السلطات إلى تحريمها، في عهد السلطان العثماني مراد الثالث، والسلطان مراد الرابع، الذي أمر بتحطيم المقاهي، وسجن من يشربها، وظلت هكذا إلى أن عرفتها أوروبا، وصارت القهوة في القرن السابع عشر سلعة عالمية.

تابع مواقعنا