جابرييل جارسيا ماركيز ومتاهة الكاتب بين الأدب والسياسة
يعتبر الأديب الكولومبى جابرييل جارسيا ماركيز، المولود في 1927 والمتوفى في 2014، من أهم كتاب أمريكا اللاتينية والعالم، وأعظم من كتب باللغة الإسبانية في تاريخها.
وماركيز كاتب يساري اشتراكي وكان يعتبر الاشتراكية، الحل لدول أمريكا اللاتينية ومن مقولاته: أريد أن يصبح العالم اشتراكيا، وأعتقد عاجلا أو آجلا سيكون كذلك.
بدأت شهرته العالمية بعد رواية مئة عام من العزلة عام 1967، حيث ترجمت إلى 37 لغة وبيع منها 25 مليون نسخة، ومن أهم أعماله: (الحب في زمن الكوليرا وخريف البطريرك والجنرال في متاهة عن الزعيم الفنزويلي سيمون بوليفار وواقع موت معلن والكولونيل لا يجد من يكاتبه عن كولونيل سابق في حرب الألف يوم الكولومبية وذكرى عاهراتي الحزينات والتي منعت في بعض الدول مثل إيران.
دور زوجته المصرية اللبنانية في حياته
تزوج ماركيز في عام 1958 من مرسيدس بارشا وهي ابنة مهاجرين مصريين من الإسكندرية من أصول لبنانية إلى كولومبيا، وقد تعرف عليها في صغره عندما كان يعمل مندوب مبيعات أدوية في القرى لمساعدة والده حيث كان والدها يمتلك صيدلية هناك، ولديه منها ابنان هما: جونزالو ويعمل رسام ورودريجو وهو مخرج سينمائي، وقد توفيت في عام 2020 بالمكسيك بسبب مشاكل في الجهاز التنفسي، وقد كان لها دور كبير في حياته والوقوف بقوة خلفه في جميع أزماته وكان يعتبرها مصدر إلهامه وقوته.
سقطات ماركيز
كانت أكبر سقطاته في عام 1980 عندما كان يقف بجوار فيدل كاسترو في خطاب تليفزيوني اتهم فيه اللاجئين الذين تم اغتيالهم في سفارة بيرو في كوبا بأنهم رعاع، ولم يحرك ماركيز ساكنا مما أثار العالم ضده فهل كان مقتنعًا برأي صديقه أم آثر الصمت حفاظًا على صداقته.
وفى عام 1981 اتهمه الرئيس الكوبى خوليو ثيسار طورباى أيالا بتمويل حركة 19 إبريل لقلب نظام الحكم فى كولومبيا وهرب إلى المكسيك وطلب حق اللجوء السياسى هناك.
وقد شارك كوسيط في محادثات السلام بين كوبا وكولومبيا، وكذلك بين الرئيس الكوبى بليساريو بيتانكور وحركة 19 إبريل، وبين الحكومة الكولومبية بقيادة أندريس باسترانا والقوات المسلحة الثورية الكولومبية، وصراعهم على تهريب المخدرات حيث تشتهر كولومبيا بالمارجوانا والكوكايين.
مدرسة ماركيز الأدبية
يعتبر رائد مدرسة الواقعية السحرية التي تجمع بين الواقع والخيال، وتدور معظم أعماله عن مفهوم العزلة والغربة فى الوطن والحرية، والبحر وتأثير ثقافة الكاريبي، وكذلك كتب عن الحرب الأهلية بين الحزب الليبرالي والمحافظين في كولومبيا والتي أودت بحياة آلاف الكولومبيين، وكذلك مذبحة إضراب عمال الموز فى كولومبيا.
ومن تلاميذه مدرسته الواقعية السحرية الكاتبة التشيلية الكبيرة إيزابيل الليندي.
جائزة نوبل
حصل على جائزة نوبل فى الآداب عام 1982 عن رواية مئة عام من العزلة، وكذلك العديد من الجوائز العالمية والأوسمة والنياشين أشهرها وسام الجوقة الفرنسى عام 1981 ووسام النسر الأزتيك المكسيكى عام 1982 والدكتوراه الفخريه من جامعة كولومبيا بنيويورك.
علاقاته مع زعماء العالم
كانت كتاباته مصدر إلهام للكثير من زعماء العالم.. كما كون صداقات مع عدد كبير منهم مثل: الزعيم الكوبى الأرجنتيني المولد تشى جيفارا والكوبى فيدل كاسترو والفلسطيني ياسر عرفات وفيلبى جونزاليث رئيس وزراء أسبانيا والرئيس الأمريكي بيل كلينتون، وكان من أشد المناصرين للقضايا العربية وخاصة القضية الفلسطينية قضية العرب الأولى على مر العصور وتتابع الأجيال.
وفاة ماركيز
في آخر أيامه قال عنه أخوه الأصغر خيمى إنه يعانى من الخرف وإضطرابات الذاكرة وهو مرض متوارث فى العائلة وقد مات في 17 إبريل 2014 بسرطان الغدد الليمفاوية وتم حرق جثته ودفنه في مكسيكو بالمكسيك ونعاه معظم زعماء العالم، وبعد ذلك بعامان تم إعادة رفاته إلى مسقط رأسه في ميناء كارتخينا على شاطيء الكاريبى بكولومبيا، وتم وضع رماده في صندوق به تمثال نصفي له لزيارة محبيه من أنحاء العالم.