نقيب عام الفلاحين: تكلفة زراعة القصب تفوق أرباحه.. وصناعاته المرتبطة في مهب الرياح
قال محمد عبد الستار نقيب عام الفلاحين، إن تكلفة زراعة القصب أكثر من مكاسبه، مما يهدد صناعته الوطنية في البلاد.
وتابع في بيان، أن مشروع حياة كريمة الذي أطلقه الرئيس عبد الفتاح السيسي، يستهدف تغيير وجه الحياة لدى أكثر من 60% من الشعب المصري، معظمهم في الريف والقرى ومن ضمنهم مزارعو القصب.
ولفت إلى أن زراعة القصب لها دورة إنتاجية، ولا بد من الإحلال للقصب بعد 5 سنوات، وعند ترك القصب لمدة 6 أو 8 سنوات في الأرض الزراعية دون إحلال، ينخفض معدل الإنتاجية.
وأوضح نقيب الفلاحين، أنه لم تتم زيادة أسعار توريد بعض المحاصيل الرئيسية بعد تعويم الجنيه منذ 2017، والتي تمت الزيادة الطفيفة لمحاصيل قصب السكر والبنحر وبعض المحاصيل الأخرى، مثل القمح والقطن إلى آخره، وحتى الآن ونحن في أواخر عام 2021 لم تكن هناك زيادة لمحاصيلنا الاستراتيجية، وهي: قصب السكر والبنجر، وكذلك باقي المحاصيل التي تسلمها الحكومة من الفلاحين، وربما بعض المحاصيل، مثل: الخضار والفواكه، يتحكم الفلاح مع التجار برفع سعرها حسب العرض والطلب.
وأشار إلى أن الفلاحين مثلا في جنوب الصعيد، يزرعون أغلب الأراضي قصب سكر، والذي ينتج 22 سلعة رئيسية، فمثلا الفدان لو أنتج 40 طن قصب، يساوي الطن الواحد 120 كيلو سكر، يعني 120 كيلو × 40 طن تساوي 4800 كيلو سكر.
وتابع عبد الستار: هذا يعني ما يقرب من 50 ألف جنيه للفدان، وبعد خصم 120 كيلو من الطن، تتبقى نحو 880 تستخدم في الصناعات الأخرى، من أوراق وأعلاف وأخشاب ومولاس وروائح عطرية، ومواد طبية: جلوكوز وكحول وفازلين، وعسل وحلاوة طحينية إلى آخره؛ مما يضاعف سعر الفدان، ليدخل في حدود 100 ألف جنيه.
وأكمل عبد الستار: حتى الآن سعر الطن 720 جنيهًا، بما يعني أنه × 40 طن، تساوي 30 ألف جنيه، وبعد خصم المصاريف من تجديد المحصول بـ7 أطنان قصب في 720 بحدود 5000 جنيه، وعمال الرمية الفدان 1500 جنيه، وحرث الأرض وتسويتها 2500 جنيه، والعزيق السنوي 1000 جنيه، ثم التوريق والتنظيف للقصب لأكثر من 1500 جنيه، والري 150 جنيها لـ الرَّيَّة الواحدة في 20 مرة، تساوي ملبغ 3000 جنيه، والأسمدة 15 جوال كيماوي للفدان بسعر 250 أو أكثر تساوي 3250 جنيهًا، ثم حصد المحصول وتوريده للمصنع مع رفعه بالجرارات الزراعية لعربات السكة بتكلفة 150 جنيهًا للطن الواحد؛ يعني حدود 6000 جنيه، بجانب إيجار متوسط من 1500 إلى 2500 جنيه.
وواصل نقيب الفلاحين: هذا بجانب تفرغ الفلاح أو العامل طوال العام؛ وهو الذي يعمل بيده يوميًا داخل الأرض، ونحن نعلم أن أغلب الفلاحين حيازتهم لا تتجاوز 3 أفدنة لأقل، بنسبة 85% متوسطي الدخل، ومعنى ذلك، أنه لو تم احتساب التكلفة الفعلية للفدان، لن تساوي دخله، بل مصاريفه، يعني خسارة فعلية للفلاحين؛ لذلك بدأ الكثير من الفلاحين حرث أراضيهم، والعزوف عن زراعة القصب؛ مما سيؤثر على الصناعة الوطنية.
