أوراق طه حسين الشخصية.. كيف كان تصرف عزيز فهمي بعد تنحية العميد؟
طه حسين، عميد الأدب العربي، والحالة الإنسانية الفريدة، الثائر على الجمود، والمؤثر في كل مصري، سواء أكان يعرف هذا أم لم يعرف، كان يحبه أم يكرهه، رائد النهضة الأدبية والتعليمية الحديثة في مصر، وسبب حصول المصريين على حق التعليم بالمجان والذي تحل اليوم ذكرى رحيله التي توافق 28 أكتوبر من العام 1973.
احتفظ العميد طه حسين بالعديد من الرسائل المهمة التي أرسلها له عدة شخصيات أدبية وسياسية، أمثال سهير القلماوي، ومحمد مندور، وعوض محمد، وغيرهم.
ومن تلك الرسائل، رسالة الشاعر الكاتب الكبير عزيز فهمي، والذي كان من طلاب العميد المخلصين، والذي أثر في العميد أن مات في حادث أليم، وكتب فهمي تلك الرسالة، إلى العميد، في 22 مارس من العام 1932، بعد أن تم إيقافه من استكمال دراسته بسبب خروجه في مظاهرات الطلاب التي خرجت داعمة للعميد، يقول له فيها ما حدث معه، ويبرر تصرفاته التي دفعت به إلى ذلك الوضع.
حياتي فداك.. رسالة عزيز فهمي إلى طه حسين
يقول عزيز فهمي في رسالته: أستاذي العزيز.. أعود في هذه اللحظة إلى بيتي فأجد قرارًا من الجامعة بوقفي عن الدراسة، ومنعي من دخول أبنية الكلية، إلى أن تقرر مصيري لجنة التأديب، وكل ما أعرفه أنني كنت أول داعٍ إلى التمرد في كلية الحقوق.
ويضيف فهمي في رسالته: إنني خطبت اليوم خمس مرات، محرضًا الطلبة على مواصلة كل جهاد مشروع، وغير مشروع، حتى تُرد إلى الجامعة كرامتها.
ويستكمل عزيز فهمي رسالته، طالبًا من العميد ألا يغضب، وأن يكون حليمًا عليه: سيغضبك هذا وقد يسخطك علي، فأرجو أن تقتصد في غضبك وأن تقتصد في سخطك، فأنا سعيد بوفائي لجامعة توشك أن تبترني لأنها تراني عضوًا فاسدًا، وسعيد جدًّا مهما كانت العواقب، بوفائي لعزيز، روحي له، وحياتي فداه، ولك مني ألف تحية وسلام.. عزيز فهمي.
