كيف دمَّرت المثلية حياة أوسكار وايلد.. ولماذا هاجم النقاد روايته الوحيدة؟
نمر اليوم بذكرى ميلاد أحد أهم أعلام الأدب الإنجليزي في العصر الفيكتوري، الشاعر والمسرحي الكبير أوسكار وايلد، المولود في 16 أكتوبر من العام 1854.
كان والد ووالدة وايلد من الأدباء، فكان أبوه بجانب عمله جراحا للأذن، يكتب عن الآثار والفلكلور، ووالدته كانت شاعرة ثورية، التحق أوسكار بالمدرسة الملكية، ثم بعد ذلك تلقى العديد من المنح الدراسية، وحاز العديد من الجوائز، منها أفضل طالب في الكلاسيكيات، لعامين متتالين، وذلك لشغفه الكبير بالآداب اليونانية والرومانية، حتى ذهب إلى كلية ترينيتي، وكلية أكسفورد، ومنح درجته العلمية مع مرتبة الشرف.
في عام 1878، فازت قصيدة أوسكار وايلد، بجائزة رافينا، بجائزة جامعة أكسفورد، لأفضل تكوين شعري، وبعد تخرجه في الجامعة، نشر أول دواوينه الشعرية، عام 1881، وفي عام 1882، سافر وايلد إلى أمريكا، في جولة استمرت لـ 9 أشهر، ألقى فيها 140 محاضرة، وعند عودته استمر في إلقاء المحاضرات في إنجلترا، حتى منتصف عام 1884.
بداية من العام 1888، كان وايلد يعمل محررا، وفي تلك الفترة، كتب أوسكار وايلد أهم الأعمال التي ألفها في حياته، منها الأمير السعيد، وجريمة السيد آرثر، وفي عام 1891 نشر روايته الوحيدة، صورة دوريان جراي، والتي لاقت هجوما كبيرًا من النقاد وقت صدورها، بسبب أنهم رأوا افتقارها للأخلاق، وتعد الآن -الرواية- بعد مرور كل تلك السنوات- من أعظم وأشهر الأعمال الكلاسيكية.
افتتح وايلد مسرحيته الأولى مروحة السيدة ويندرمير، في فبراير من العام 1892، والتي حازت شعبية واسعة في بدايات عرضها، ولاقت ترحيبًا كبيرًا من الجماهير التي حضرتها، مما شجع وايلد على التركيز على كتابة المسرح، مفضلًا له عن الفنون الأخرى، ومن المسرحيات التي اشتهرت له في تلك الفترات: امرأة بلا أهمية 1893، وزوج مثالي 1895، وأهمية أن تكون جادا 1895.
أوسكار وايلد ودوغلاس.. علاقة أنهت مشوار الكاتب العملاق
تورط أوسكار وايلد في علاقة غرامية ممنوعة مع شاب يدعى ألفريد دوغلاس، في عام 1895، وتم افتضاح أمرهما، بسبب مارك كونزي والد دوغلاس، والذي رفع وايلد ضده قضية أمام المحاكم بتهمة التشهير، لكن القضية أخذت منحنى آخر بعدما اتهمه محامي كونزي بممارسة اللواط، وتم تقديم الأدلة التي تبرهن على تلك التهم، وأخذت المحكمة بالأدلة، وحكم عليه بالسجن لعامين.
بعد خروج وايلد من السجن عام 1897، تم نفيه إلى فرنسا، وهناك عاش حياة بائسة يتنقل بين الفنادق الرخيصة، وشقق أصدقائه، وفي عام 1900 أصيب بالتهاب السحايا، وفي 30 نوفمبر، رحل أوسكار وايلد عن عالمنا وعمره 46 عامًا.