ما القول في حديث توسل سيدنا عمر بن الخطاب بالعباس وهل هو من التوسل بالذات أم بالدعاء؟
تلقت دار الإفتاء المصرية، سؤالا من أحد المتابعين نصه: ما قول فضيلتكم في حديث توسل سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وطلب الاستسقاء بسيدنا العبَّاس رضي الله عنه: أهو من التوسل بالذات أم بالدعاء؟
ما القول في حديث توسل سيدنا عمر بن الخطاب بالعباس وأهو من التوسل بالذات أم بالدعاء؟
وقالت الإفتاء عبر موقعها الإلكتروني: توسل سيدنا عمر بسيدنا العباس رضي الله عنهما ثابت في الصحيح، وقد وقع عند حدوث جفاف في المدينة المنورة، وعلى هذا فَهْمُ أصحاب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعَمَلُهم، وكذا السلف الصالح من بعدهم رضوان الله عليهم أجمعين، والتوسل بسيدنا العباس رضي الله عنه راجع لمكانة سيدنا العباس رضي الله عنه وقُرْبه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو في ذاته توسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وأضافت الإفتاء: أخرج البخاري في "صحيحه" عن ثمامة بن عبد الله بن أنس، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب رضي الله عنه، فقال: "اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا"، قال: فيسقون.
وتابعت: وأخرج الطبراني في "الدعاء"، والحاكم في "المستدرك" عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه خرج يستسقي للناس عام الرمادة بالعباس بن عبد المطلب رضي الله عنه فقال: "اللهم إن هذا عمُّ نبيك عليه السلام نتوجه به إليك فاسقنا"، فما برحوا حتى سقاهم الله عز وجل، فخطب عمر رضي الله عنه الناس فقال: "أيها الناس إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يرى للعباس ما يرى الولد للوالد، ويعظمه ويفخمه، فاقتدوا أيها الناس برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في عمه العباس، واتخذوه وسيلة إلى الله فيما نزل بكم".