الأحد 24 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

لماذا حرم الإمام جلال الدين السيوطي الاشتغال بعلوم المنطق وكان يزدريه؟

الإمام الحافظ جلال
ثقافة
الإمام الحافظ جلال الدين السيوطي
الأحد 03/أكتوبر/2021 - 08:54 م

الإمام، العالم، الفقيه، المؤرخ، الموسوعي، الحافظ جلال الدين السيوطي، أحد أشهر العلماء في التاريخ الإسلامي، المولود في 3 أكتوبر من العام 849، ويعد من صفوة علماء العصر المملوكي، ومن كبار أئمة مصر عبر تاريخها الديني.

نشأ السيوطي في بيئة دينية، علمية، صوفية، حيث كان والده من الفقهاء، كما كان والده يحرص دائمًا على إشراك ابنه في المجالس العلمية، وتشجيعه على تلقي العلوم، كما كان يشرف بنفسه على حفظه للقرآن الكريم، والمتون العلمية المتنوعة، لكن رحل والد السيوطي، وكان عمره وقتها 6 سنوات، وكان قد وصل في حفظ القرآن الكريم إلى سورة التحريم.

قبل وفاة والد السيوطي، كان قد أوصى العديد من العلماء برعاية ابنه، منهم المحقق الكمال بن الهمام الحنفي، والذي كان يولي الإمام السيوطي عناية خاصة طوال الوقت، وفي الثامنة، كان جلال الدين يحفظ القرآن الكريم، والعديد من المتون العلمية، منها: منهاج الطالبين، في فروع الشافعية، ومنهاج السول في علم الأصول، للبيضاوي، وألفية ابن مالك في النحو، وغيرها من المتون المهمة.

ويقول الإمام جلال الدين السيوطي عن شيوخه الذين تلقى على يديهم العلوم، متحدثًا عن مجالسهم: كنت أذهب من الفجر إلى دروس البلقيني، فأحضر مجلسه إلى الظهر، ثم أرجع إلى الشمني، فأحضر مجلسه إلى العصر، وهكذا لثلاثة أيام في الأسبوع، السبت والاثنين والخميس، وكنت أحضر الأحد والثلاثاء عند الشيخ سيق الدين بكرة، ومن بعد الظهر في هذين اليومين ويوم الأربعاء، عند الشيخ محيي الدين الكافيجي.

 

نابغة من الصغر.. السيوطي يتصدر للتدريس في السابعة عشر

عندما أتم الإمام السيوطي، السابعة عشر من عمره، كان شيخه قد أجازه بالتدريس، ويقول عن تبحره في العلوم: قدر رزقت ولله الحمد التبحر في سبعة علوم، التفسير، الحديث، الفقه، النحو، المعاني، البيان، البديع، على طريقة العرب البلغاء، بحيث وصلت في تلك العلوم إلى ما لم يصل إليه أحد من شيوخي، فضلا عما دونهم إلى الفقه، ودون تلك العلوم في المعرفة، كان أصول الفقه، والجدل، والصرف، ودونهما الفرائض والإنشاء، والترسل، ولم أتبحر في الفرائض كتبحري في السابقين، مع أن معرفتي بالفرائض فوق معرفة الموجودين الآن بأسرهم، وقد وضعت في كتاب الجامع ما لم يسبقني إلى مثله أحد.

قاضي طرسوس.. سر عداء السيوطي مع المنطق

كان الإمام السيوطي، متبحرًا في علم الكلام، لكنه لم يكن على توافق مع المنطق، حيث حرم الاشتغال بعلم المنطق، وكان لتحريمه صدى كبير، أدخله في العديد من المناقشات والتجاذب مع علماء عصره، ويقول عن ذلك: كانت أولى وقائعي التي قام علي الناس فيها، واقعة تحريم المنطق. 

ويبرر السيوطي رأيه بالتحريم، مستندًا على أخلاق المشتغلين به، واجتماعه مع قاضي طرسوس، حيث يقول: كنت قد اشتغلت به، فقرأت أيساغوجي، وشرحه على الشيخ شمس الدين الحنفي، وعلى قاضي طرسوس علاء الدين، وكنت إذ ذاك اختصرت ورقات إمام الحرمين، فرآها القاضي المذكور، فأخذها ثم لم يردها إلي، وربما توهمت بأنه يريد أن ينسبها إلى نفسه، إذا عاد إلى بلاده، فسقط من عيني، وكنت أبحث معه في المسائل الشرعية، فأجده عاريًا منها، فازدريت المنطق في جملته، وملت عن المنطق كل الميل، وألفت كراسا، أسميته، الغيث المغرق في تحريم المنطق.

تابع مواقعنا