الأحد 24 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

مفاهيم الوسطية 2|أخلاق الإسلام بين مغالاة المثاليين وانحطاط الواقعيين

الوسطية في الإسلام
ثقافة
الوسطية في الإسلام
الأربعاء 29/سبتمبر/2021 - 02:50 ص

دائمًا ما يتردد على آذاننا تعبير الوسطية، الدين الوسطي، وسطية الإسلام، والوسطية والاعتدال، لكن ‏تختلف التفسيرات لمعاني الوسطية والاعتدال بين كل فئة وأخرى، لذلك رأينا أن نسأل أحد المختصين في ‏المجال الديني والدعوي، فأجرينا تلك السلسلة القصيرة مع الشيخ «عبد العزيز عبد الحميد إمام» الداعية ‏بالأزهر الشريف وباحث مقارنة الأديان، وعضو المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، ليجيب عن تساؤلاتنا، ويشرح ‏لنا ذلك التعبير، بشكل بسيط، من كافة جوانبه، شرحًا يمحي به أي التباس.‏

 

وحديثنا اليوم سيكون حول الوسطية في الأخلاق، نعم، فالأخلاق لها وسطية، واعتدال، وميزان، فمنها ما يكون شطط، ومنها ما يكون انحطاط أقرب منه للخلقـ، ويقول الشيخ عبد العزيز إمام  «أمّا عن الوسطية في الأخلاق، فالإسلام وسط في الأخلاق بين غُلاة المثاليين الذين تخيلوا الإنسان  ‏ملاكًا أو شبه ملاك، فوضعوا له من القيم والآداب ما لا يمكن له، فصار عندهم الإنسان حتى يكون إنسانًا، يتخلى عن إنسانيته الواقعية، ويصير كمن عصم، أو حجب منه وعنه الأخطاء والزلل، وبين غُلاة الواقعيين الذين حسبوه حيوانًا ‏أو كالحيوان، فأرادوا له من السلوك ما لا يليق به، فجعلوا من حرية الإنسان، حرية قائمة على الاعتداء والتسبب في الأذى وإعطاء الباطل صفة الحق»

الإسلام وجهاد الإنسان للوصول لأقوم خلق

 ويضيف الشيخ «هؤلاء أحسنوا الظن بالفطرة الإنسانية فاعتبروها خيرًا ‏محضًا، وهؤلاء أساءوا بها الظن، فعدوها شرًا خالصًا، وأمّا  نظرة الإسلام، فكانت وسطًا بين أولئك وهؤلاء، ‏فالإنسان في نظر الإسلام مخلوق مركب فيه العقل، وفيه الشهوة، فيه غريزة الحيوان، وروحانية الملاك، ‏قد هدى للنجدين، وتهيأ بفطرته لسلوك السبيلين، إمّا شاكرا وإمّا كفورا.

 

 فيه استعداد للفجور استعداده ‏للتقوى، ومهمته جهاد نفسه ورياضتها حتى تتزكى، ومن كان جهاده أقوى، ولله أقرب، وعلى طاعته أدوم، كان خلقه أقرب للقوامة، وأقرب لمعلم الناس الأخلاق، الذي قالت عنه السيدة عائشة رضي الله عنها عندما سئلت عن خلقه صلى الله عليه وسلم، قالت: كان خلقه القرآن، ويقول تعالى: (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ۝ فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ۝ قَدْ أَفْلَحَ مَن زكَّاهَا ۝ وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا)»‏

تابع مواقعنا